ولد الشيخ يتحدث عن ما دار في مسقط مع وفد صنعاء وطبيعة الجولة القادمة من التفاوض وأنشطته خلال الأيام القادمة وموعد تقديم خطته للحل في اليمن
يمنات – صنعاء
قال المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ، ان تعامل سلطنة عُمان مع كل الاطراف اليمنية و الدور والنهج الحكيم لقيادتها كان شيئا ايجابيا تم استثماره طوال الاشهر الماضية.
و أضاف: عندما ظننا اننا قد فشلنا بعد مفاوضات جنيف الاولى فتحت لنا سلطنة عُمان الابواب بطريقة هادئة و دور و نهج حكيم و متزن.
و نقلت وكالة الأنباء العُمانية، عن ولد الشيخ، أن تلك الجهود العُمانية، أثمرت عن “مبادئ مسقط” لحل الأزمة السياسية في اليمن.
و نوه إلى أنه و خلال جميع لقاءاته مع المسؤولين في السلطنة كانت السلطنة مستعدة ان تقدم اي دعم ممكن و مطلوب للوصول الى تسوية سلمية للقضية اليمنية.
و قال ولد الشيخ: اجرينا جولتين من المحادثات مع وفد صنعاء و كانت اجتماعات طويلة و ايجابية و سادها كثير من التفاعل الذي يدعوني الى التفاؤل.
و كشف ولد الشيخ أن وفد صنعاء وافق على قبول وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة في اليمن قابلة للتمديد و تفعيل لجنة التهدئة و التنسيق من أجل دخول وقف النار حيز التنفيذ.
و لفت إلى أنه سيتم الاعلان خلال الايام القليلة القادمة عن الاتفاق على وقف إطلاق النار.
و نوه إلى أنه سيزور اليوم الجمعة 7 أكتوبر/تشرين أول 2016، السعودية للقاء هادي من اجل ذلك.
و أشار أن وفد صنعاء مقتنع بضرورة وقف اطلاق النار و وافق على تفعيل لجنة التهدئة و التنسيق، و ابدى استعداده المشاركة في عمل اللجنة. معتبرا أن النقطة الأخيرة هي الأكثر ايجابية خلال محادثاته مع الوفد.
و قال ولد الشيخ في حديثه للوكالة العمانية الرسمية، أن وفد صنعاء كان اكثر تحمسا من ذي قبل للوصول الى اتفاق للسلام.
و لفت ولد الشيخ أنه تطرق للحديث مع الوفد إلى الخطة المتكاملة التي تتناول قضايا أمنية و قضايا سياسية و عن الالتزام في الجوانب الامنية و كيفية تأمين العاصمة و جوانب اخرى مهمة. مشيرا إلى أن هناك جوانب اخرى تتطلب عملا بشأنها.
و أوضح ان خطة وقف اطلاق النار كانت على مسارين الأول و هو المتفق عليه و يشمل وقف اطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد.
و قال: كان هادي يطلب شرطين اساسيين وهو ان نتأكد ان المساعدات الانسانية ستصل الى كل مناطق اليمن، و لكن ركز على قضية تعز التي تعيش وضعا انسانيا و تحتاج الى مساعدة و النقطة الثانية هي ان تكون هناك موافقة على تفعيل لجنة التهدئة و التنسيق، و هذا ما حصلنا عليه كالتزام من وفد صنعاء و انا راجع الى الرئيس هادي من اجل ان ابلغه انه قد تم ذلك و طموحي ان نعلن وقف اطلاق النار خلال الايام القليلة القادمة و تبقى الخطة السياسية المتكاملة التي تتطلب اياما من النقاش.
و أضاف: هناك خطة متكاملة تطرح القضايا الامنية و السياسية و كل القضايا الاخرى، و الافكار موجودة لدي و لا بد من بلورة اكثر للجانب الامني الذي يتضمن الانسحاب و تسليم السلاح، و طرح الورقة لتصبح خطة عمل ما زال يتطلب بعض المفاوضات، و خلال اسبوعين من الآن سنطرح الورقة الحقيقية لخطة السلام في اليمن لتصبح خطة عمل للوصول الى سلام كامل و شامل.
و أكد أنه متفائل بذلك، و أن ملامح الاتفاق بدأت توضح للجميع، و خاصة ان وقف اطلاق النار سيساعد على تنفيذ الخطة.
و كشف أن و خلال زيارته للسعودية الاربعاء الماضي، التقى مع الجانب السعودي و هادي و بالحكومة و الجميع يجدد التزامه اولا بالمسار السلمي، حيث انه ليس هناك حل الا ان يكون حلا سلميا والجميع مقتنع بذلك وهناك دعم من السعودية و حكومة هادي.
و أشار الى انه سيعود الى مسقط لاستكمال مشاوراته ثم سيتوجه الى باريس خلال الايام القادمة للقاء جان مارك آيرولت وزير الخارجية الفرنسي.
و قال ولد الشيخ: لا نريد أن ندخل في جولة جديدة من المفاوضات و أفضل القيام بزيارات مكوكية بين الاطراف حتى نتفق.
و أضاف: نتجنب ان تكون هناك جولة طويلة و لا نهاية لها. مشيدا بجهود دولة الكويت و على رأسها سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي قدم كل اشكال الدعم الحقيقي للوصول الى تسوية سلمية.
و تطرق الى الوضع الانساني في اليمن و وصفه بـ”الكارثي”. موضحا أنه في عامي 2012 و2013 كان هناك حوالي 7 ملايين يمني يحتاجون الى مساعدات انسانية، و اليوم نتحدث عن 21 مليون يمني يحتاجون الى تلك المساعدات.
و أكد أنه لا يمكن ان تستقر حياتهم بدون مساعدات انسانية حيث ان الوضع الصحي متدهور و برزت امراض من بينها شلل الاطفال و اصبحت اليمن اول دولة متأذية من سوء التغذية و عدد الاطفال من هذا المرض ازداد بصورة هائلة.
و قال: الشعب اليمني لا يتحمل ان تستمر هذه الحرب كما ان الوضع الاقتصادي في تدهور متزايد ولابد من تدارك الوضع.
و أضاف: وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية و منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين كان في صنعاء قبل يومين و اعطانا هذه الصورة عن الوضع الانساني، و اكد اهمية تقديم مساعدات الى اليمن، و أن برنامج المانحين لا يتجاوز 30 في المائة من التمويل و لا بد من الحصول على تمويلات جديدة، لتتمكن الامم المتحدة ان تقدم مساعدات عبر منظماتها في هذا المجال.