استهداف الصالة الكبرى بصنعاء يثير موجة غضب على السعودية
يمنات
محمد الأحمد
اثارت الغارات التي شنتها طائرات التحالف و أسفرت عن مقتل عشرات اليمنيين، بينهم مسؤولون كبار في حزب الرئيس اليمني السابق، أثارت موجة من الغضب على السعودية.
و رافقت موجة الغضب هذه عاصفة من الانتقادات المحلية والدولية.
و مع تحفظ السلطات في صنعاء على هويات القتلى في الغارات التي استهدفت مجلس عزاء بوالد وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان، فإن المصادر تتحدث عن تفحم عشرات الجثث لأشخاص كانوا حاضرين في المجلس، و بينهم مسؤولون مدنيون و عسكريون غالبيتهم من المقربين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فإن احدا لم يكشف مصير قادة عسكريين و مسؤولين أمميين، ذُكر أنهم لقوا مصرعهم في الغارات.
الآلاف نزلوا إلى شوارع صنعاء تنديداً بالغارات، و نفذوا وقفة احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة في العاصمة، مطالبين بتحقيق دولي و عاجل فيما حدث و حملوها (الأمم المتحدة) مسؤولية استمرار التحالف بقيادة السعودية باستهداف المدنيين، لأن المنظمة الدولية و مجلس الأمن لم يتخذا مواقف حازمة تجبر الرياض على وقف استهداف المدنيين، على حد قول هؤلاء المحتجين.
مصادر في حزب المؤتمر الشعبي، الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تحدثت عن إصابة وزير الداخلية و آخرين، فيما تأكد مقتلُ نائبِ مدير أمن محافظة صنعاء و مساعد لمدير أمن العاصمة، و استمر الحديث عن مصير قادة كبار في الجيش الموالي للرئيس السابق لم يتم تأكيد أو نفي مصرعهم في الهجوم الذي استهدف مجلس العزاء.
عبد الملك المخلافي وزير الخارجية في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومن مقره في الرياض شجب الحادثة و وصفها بالجريمة، و قال إنها مدانة مثل بقية الجرائم التي تستهدف المدنيين في مختلف مناطق اليمن، و كذلك فعل حزب الإصلاح الطرف الفاعل في صفوف المقاتلين المساندين للحكومة و الرياض في مواجهة الحوثيين.
الحزب دعا في بيانه إلى إجراء تحقيق شفاف و عاجل للكشف عن الجريمة و محاكمة مرتكبيها، كما طالب في الوقت ذاته بتحقيق شفاف في جرائم الاستهداف المستمر للمدنيين في مدينة تعز.
أما الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون”، فقد دان الحادثة وقدم تعازيه لأسر الضحايا، ودعا إلى إجراء تحقيق عاجل وحيادي في هذه الحادثة، وشدد على ضرورة تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
من جهته، قال ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن “الامم المتحدة تدين بقوة وبشكل قاطع لا لبس فيه القصف الجوي الذي تعرض له مجلس العزاء، ما أدى إلى مقتل مدنيين بينما كان المجلس يعج بآلاف المشيعين”
المسؤول الأممي في بيان له قال “إنني أشعر بالرعب الشديد و بشدة الانزعاج من أنباء مقتل مدنيين، حيث تشير التقارير الأولية إلى مقتل أكثر من 140 شخصا وجرح 500 آخرين نتيجة لذلك الهجوم الفاضح، وإنني أقدم خالص التعازي ومواساتي لعائلات الضحايا والمصابين”.
و طالب “كافة الأطراف بحماية المدنيين ووقف استخدام الأسلحة المتفجرة أو القيام بعمليات قصف جوي في أماكن مأهولة بالسكان المدنيين”.
و أردف يقول “هذا الهجوم الرهيب والشنيع يمثل تجاهلا تاما للحياة البشرية، ويسلط الضوء مرة أخرى على المخاطر الكبرى التي يواجهها المدنيون عندما يتم استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية”.
بدوره مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد طالب بضرورة معاقبة الفاعلين، وانهاء الحرب بأسرع وقت.
و أكد إن استهداف التجمعات الاسرية عمل غير انساني ويتناقض مع القوانين الدولية، ومعاقبة الفاعلين ضرورة ” وعبر عن حزنه الشخصي لفقدان “عبدالقادر هلال” محافظ العاصمة ووصفه بأنه “صديق عزيز وشخصية عظيمة كانت تعمل للسلام”.
و باستثناء إعلانِ الولايات المتحدة إعادةَ النظر في دعمها للسعودية في حملتها العسكرية، بالإضافة إلى الغضب الدولي، فإن حزب الرئيس السابق وحلفاءه أطلقوا دعوة لوقف الاتصالات أو الذهاب لجولة جديدة من المحادثات مع الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض .. إلا أن الحوثيين تجنبوا الإشارة الى مثل هذه المواقف و اكتفوا بان توعدوا السعودية برد قاس ومؤلم، غير أن الحادثة أكسبت الحوثيين تعاطفاً شعبياً و خففت من الضغوط التي يواجهونها بسبب عدم القدرة على صرف رواتب الموظفين بعد نقل الحكومة البنك المركزي من صنعاء الى عدن.