حكومة حـــرب واقتصاد
يمنات
عبد الخالق النقيب
لا تستخفوا بعظمة اليمن وحياة اليمنيين .. وسننجوا ..!!
الحرب تحتاج حكومة ذات مدلول بطولي وقادة تتعدد آفاقهم..!! مؤسسات الدولة مسكونة بدخان الحرب وغبار الجبهات وكابوس الحصار ولا تحتمل الجلوس على كرسي متحرك ..!! نريد وزراء عندما يفيقون صباحاً أول ما يفعلونه ينفضون عنهم الغبار ، وأن يكونوا هم الدولة والحل ..!!
أشعر بخطورة المجازفة، وكأننا في مهمة صعبة للتنقيب عن وزراء حقيقيون ، وأسماء غير قابلة للكسر أو الغرق في حوض ماء.
نقف الآن على خط المنتصف لساحة الحرب .. ولا تنسوا أن قائمة الحكومة التي ننتظرها سنبارز بها التحالف ومرتزقة العدوان ، والأسماء التي لا تشبه صلابة وجسارة هذا الشعب ستدفعنا للخيبة ثم ننهزم في وسط المعركة ..!!
هذه المرة لا نحمل الجميل لأحد لنكافأه بحقيبة وزارية ، نفكر في حكومة بلا سيارات وبلا نثريات وبدون مواكب ، وأن يلبس وزراؤها بدلات كاكي ، ويخدمون حتى ساعات الفجر ولا وقت لديهم ليشرحوا لنا الأسباب والحيثيات .
في الحرب ليس جيداً التخلي دفعة واحدة عن وزراء ورجال دولة صادقون ، ضعوا استثناءاً للشخصيات التي تختزل الخبرة وعشنا معها بعضاً من تفاصيل النجاحات الفارقة ، استعيدوا عبدالملك المعلمي ، واحتفظوا بعبدالقادر هلال مثلاً ، ثمة أسماء نحفظها ستعيد الحيوية وتنتزع الحلول ويلتف الناس حولها وهم في طريقهم لبناء الدولة وإدارة الحرب . على المدى القريب فليس هيناً أن نصنع للدولة رجالاً وقادة جدد بذات الكفاءة والخبرة ..!!
قدموا للناس عقولاً نظيفة وشجاعة أيضاً ، ليكونوا قادة أوفياء يضونع أيديهم على معادلات الحل ، ويقدمون بطولات وانتصارات في الدفاع والاقتصاد والإعلام والإدارة والأمن والصحة والتعليم والسياسة.
هذه المحطة لن نعيشها مرتين ، وبدون خبرة جادة سينقصنا الكثير ، الشخصيات الهزيلة والهشة ستفشل وحين تعجز ستلتفت بحثاً عن الدولة ، كما أن اختيار عقول مؤهلة لا تملك الخبرة وليست شقيقة للحرب وللتجارب لامجال الآن للمراهنة بها ، فلسنا بصدد الانتقال معها إلى زمن رومانسي والعيش برفقتها في شهر عسل.
فكروا بوزراء يخوضون معركة ظافرة وبطولية ، وبعد أن ينجحوا سنبادلهم التهاني ونعانقهم كعناقنا للأبطال المقاتلون في جبهات الحدود..!!
مقال تمت كتابته قبل جريمة الصالة الكبرى واستشهاد الأستاذ عبدالقادر هلال