قوات الحزام الأمني بلحج تحتجز قيادات في المقاومة الجنوبية وتفشل صفقة تبادل أسرى ومسلحون يردون بقطع طرق رئيسية في عدن
يمنات – صنعاء – خاص
اوقفت قوات الحزام الأمني، المرتبطة بقيادة القوات الاماراتية في اليمن، السبت 15 أكتوبر/تشرين أول 2016، على ايقاف قيادات في المقاومة الجنوبية الموالية للتحالف السعودي، في نقطة بمديرية الحبيلين بمحافظة لحج.
و قالت مصادر صحفية إن من بين القيادات الموقوفة، كل من: علي الذيب الكازمي و عبد الناصر اليافعي و سليمان الزامكي.
و قالت مصادر محلية، إن القيادات كانت في طريقها إلى محافظة الضالع لإتمام صفقة تبادل أسرى مع أنصار الله.
و ردا على عملية الايقاف التي قامت بها قوات الحزام الأمني التي يسيطر عليها السلفيين المواليين للإمارات، اقدم مسلحون موالون للقيادات الموقوفة مساء السبت، على اغلاق طرقات رئيسية تربط بين بعض مديريات محافظة عدن.
و حسب “عدن الغد” اغلق المسلحون الطريق الرابط بين مديرية خور مكسر و مديريات اخرى، و طريق أخرى قرب جولة العريش و الخط البحري، و طريق رئيسية تمر بالقرب من مدينة الشعب بمديرية البريقة.
و منع المسلحون حركة المركبات في الطرق المغلقة، و انتشروا حول نقاط نصبوها في تلك الطرق.
و قالت مصادر محلية، إن مسلحين بأسلحة متوسطة و خفيفة و أطقم مسلحة، اغلقوا طرق رئيسية في مديريات خور مكسر و البريقة و أطراف المنصورة.
و نوهت إلى أن الأوضاع توترت عقب قطع الطرقات، حيث عززت قوات الحزام الأمني نقاطها المنتشرة في مداخل محافظة عدن و في عدد من المديريات.
و تقول مصادر مطلعة إن قيادات في المقاومة الجنوبية و شخصيات اجتماعية في محافظتي عدن و لحج، قامت باتصالات و تحركات لاحتواء الموقف و منع وقوع احتكاكات بين الطرفين.
و أشارت أن الموقف تم احتوائه و اطلاق القيادات الموقوفة، في حين لا يزال مصير أسرى من أنصار الله كانوا برفقة القيادات الموقوفة غامضا.
و كانت القيادات الجنوبية ستنقل الأسرى إلى محافظة الضالع لإتمام صفقة تبادل أسرى، يتم بموجبها اطلاق أسرى من الطرفين توسطت فيها شخصيات اجتماعية من يافع و الضالع.
إلى ذلك كشف مصدر قيادي في قيادة الحزام الامني بمحافظة عدن، عن تفاصيل متعلقة بعملية ايقاف القيادات الجنوبية.
و نقل موقع “عدن الغد” عن المصدر، أن موكب كان يضم قيادات في المقاومة الجنوبية و عدد من اسرى أنصار الله “الحوثيين” كانوا في طريقهم الى الضالع.
و أشار المصدر إلى أن عملية الايقاف لم تكن تستهدف أحدا من قيادات المقاومة بل كان الهدف منها ايقاف عملية التبادل التي وصفها بأنها “لا تراعي المصلحة العامة”.
و أوضح أن عملية التبادل كانت ستتم دون علم القيادات الامنية و قيادات الجبهة، و خصوصا جبهة باب المندب و التي تم فيها اسر عناصر أنصار الله.
و نوه إلى أن هناك اسرى من ما سماها “مقاومة الميدان” في ايدي أنصار الله لم يلتفت لهم، و هو ما أغضب قيادات جبهة باب المندب جراء هذه التصرفات التي لا تراعي تضحياتهم في جبهات القتال، حد وصفه.
و لفت إلى ان جميع الاسرى من أنصار الله – الذين كانوا في طريقهم للضالع – تم أسرهم في جبهة باب المندب، و ليس في أي جبهة أخرى.
و قال: اضطرت قيادة الحزام الامني لإيقاف العملية عقب علمها بأن الجهة التي كان الاسرى يعتقلون لديها سلمتهم الى اطراف من المقاومة دون علم قيادات الحزام الامني و قيادات مقاومة جبهة باب المندب.
و أضاف: عملية الايقاف لا تستهدف قيادات المقاومة لكنها تهدف لمنع اي إضرار ميداني بجبهة باب المندب.
و أوضح ان عدد من مقاتلي جبهة باب المندب باتوا اسرى لدى أنصار الله و تجاوزهم في أي عملية تبادل للأسرى ستحدث حالة من الارباك و الغضب في صفوف ذويهم.
و أكد المصدر تقديره البالغ لجهود قيادات المقاومة التي راعت عملية اتفاق تبادل الاسرى.
و استدرك: لكن لا بد من التنسيق الكامل بين كافة القطاعات الامنية و العسكرية و المقاومة لتجنب اي خطأ قد ينتج عنه اضرار بالعملية الامنية و عمليات المقاومة على حد سواء.
و تعد قوات الحزام الأمني هي صاحبة النفوذ في محافظات عدن و لحج و أبين، و يقودها سلفيين يتلقون تعليماتهم مباشرة من قيادة القوات الاماراتية في عدن، بعيدا عن السلطة المحلية و قيادة شرطة عدن و المنطقة العسكرية الرابعة.
كما يسيطر السلفيين على جبهة باب المندب، غرب محافظة لحج، و التي تشهد مواجهات مستمرة منذ عام و نصف.
و تعد الواقعة مؤشر على حجم التناقضات و الخلافات بين مكونات المليشيات المسلحة و القوات الموالية للتحالف السعودي في محافظات الجنوب، و التي يحذر محللون من أنها ستؤدي إلى صدامات مسلحة.