صحيفة تكشف عن هدف السعودية من فتح جبهة البقع ودور “الإصلاح” في رفد الجبهة بالمقاتلين والأهداف التي يهدف لتحقيقها
يمنات – صنعاء
قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إن فتح جبهة البقع مخطط يتجاوز مسألة الدفاع عن الأراضي السعودية إلى رغبة الرياض في توطين لجماعات السلفية الجهادية في مناطق نجران ذات الأغلبية الاسماعيلية، لحسابات طويلة المدى.
و أشارت الصحيفة إنه جرى إيفاد السلفيين من جنوب اليمن على مراحل خلال العام الحالي لهذا الغرض، و من ثم تمكينهم من السيطرة على منطقة كتاف اليمنية، بهدف بناء جداراً عازلاً بين القبائل اليمنية ذات الهوية الواحدة و الموزعة بين اليمن و السعودية في كتاف و نجران.
و قالت الصحيفة، إن معلومات حصلت عليها تكشف أن عمليات توطين الجماعات التكفيرية في نجران توجت أخيراً، بجلب ستة آلاف مقاتل ممن كانوا ينشطون في اليمن تحت مسميات عدة، منها “القاعدة” و “داعش” و “أنصار الشريعة” سواء ممن كانوا في دماج أو كتاف قبل عام 2014 أو الذين كانوا ينشطون في رداع و مأرب و الجوف قبل السيطرة عليها مطلع عام 2015.
و أشارت أن خمسة آلاف أخرين من المقاتلين تم جلبهم أخيراً من جنوبي اليمن، و هم خليط من الموالين لهادي و الجماعات السلفية الجنوبية و كتائب من تنظيمي “داعش” و “القاعدة” الذين “اختفوا” من أبين و المكلا فجأة.
و لفتت الصحيفة إلى أنه بعد مرور أكثر من ستة أشهر على ما سمي “تطهير محافظة أبين الجنوبية من القاعدة” من دون قتال، و العملية الإماراتية التي وصفت بـ”الخاطفة” لـ”تحرير” المكلا، تفيد مصادر بأن مقاتلي تلك المناطق جرى نقلهم إلى نجران، كما سُحب جزء منهم و دُمجوا في ما يسمى “الجيش الوطني” الموالي للتحالف السعودي و “المقاومة” ليشاركوا في القتال بجبهات مأرب و نهم و الجوف و تعز.
و كشفت الصحيفة أن قيادات في حزب الإصلاح (اخوان اليمن) استغلت تلك التحركات، و قامت باستدراج المقاتلين السلفيين من المناطق الوسطى (الضالع و إب)، و إرسالهم إلى نجران ضمن المخطط نفسه و عبر القيادات العسكرية الموالية للإصلاح في فريق هادي.
و بحسب الصحيفة، يسعى الإصلاح من وراء هذه المحاولة الى تصفية المناطق الوسطى من السلفيين، على اعتبار أنها مناطق نفوذ له اذا فُرض مشروع الأقلمة، لكون السلفيين يمثّلون المنافس الأقوى هناك.
و طبقا لما أوردته الصحيفة، يطمح “الإصلاح” إلى تفادي الصراعات الحاصلة بينه و بين تلك الجماعات في تعز و المحافظات الجنوبية، بعدا تيقنه أن فرص بقائه في الشمال قد ضعُفت، و كذلك في الجنوب.
و أِشارت الصحيفة أن التنسيق بين “الإصلاح” و تلك الجماعات في هذه التحركات لا يزال جارياً و عبر قيادات مقبولة لدى الطرفين.
و حسب الصحيفة، فإن هاشم السيد (عبد الله الجنيدي) الذي كان إماماً لمسجد السنة في عدن و قائد المجموعات التكفيرية هناك (قبل أن يصاب و يُنقل إلى الإمارات)، كُلّف بإنشاء قيادة لمحور العمليات العسكرية في البقع بعد عودته من الإمارات.
و تتكون تلك القيادة من السيد قائداً للمحور، و مهران القباطي (أبو جعفر) رئيس أركان المحور، و بسام المحضار اليافعي رئيس العمليات في محور البقع كتاف صعدة، الذي دارت المعارك فيه أخيراً.