العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (54) .. التفاوض مع السعودية قبل أن تيأس خطاء

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

التفكير بحفظ غرور السعودية و كبريائها و ماء وجهها على حساب اليمن و حقوق شعبنا و كرامته و سلامة أراضيه خطاء فادح و كلفته باهظة.

التفاوض الذي يكون على حساب أرضنا و شعبنا، سيكون أول من يدفع ثمنه هو الطرف اليمني الذي سوف يقدم على هكذا خطيئة، و لن يغفر له التاريخ.

(2)

مبادرة كيري كانت أخف ضررا من خطة الطريق و ملحقاتها الأمنية التي قدمها ولد الشيخ في آخر زيارته لصنعاء و المتضمنة ما يكشف عن انتصار سعودي ساحق..

على الأقل مبادرة كيري لا تستبيح 30 كيلو متر في العمق اليمني لصالح السعودية.

الأمريكان يريدون ايقاف الحرب، و محمد بن سلمان لا يريد أن يوقفها قبل أن يسجل نصرا مؤزرا يسهّل له الوصول إلى سدة عرش المملكة..

حكام السعودية هم عدونا الأول و ليست أمريكا.

(3)

أي تنازل عن سيادة شبر واحد من الأراضي اليمنية لصالح السعودية ينتجه تفاوض سيترتب عنه هزيمة تاريخية و نهاية مؤسفة للطرف اليمني الذي يقدم على ذلك.

(4)

الرهان على التفاوض لتحقيق السلام مع السعودية دون كسرها هو رهان خاسر و عبث باذخ بالوقت و المجهود..

(5)

من الخطاء الكبير و الفادح أن يتم التفاوض مع السعودية قبل أن يدركها يأس عظيم و يقين راسخ أنها لن تستطيع تحقيق أي انتصار على الأرض أو انتزاع أي مكسب أو تنازل تفاوضي.

واقع الحال يؤكد ذلك..

(6)

يبدو أن محمد بن سلمان لا يريد للحرب أن تتوقف؛ لأن توقفها ربما تحول دون وصوله إلى سدة العرش .. و هذا باعتقادي هو أهم سبب لاستمرار الحرب، و ما الخطة المقدمة من ولد الشيخ إلا دعما لمحمد بن سلمان لتسجيل انتصار لافت و واضح لصالح المملكة تدعم أو تسهل من خلاله وصول بن سلمان إلى سدة عرش المملكة.

(7)

المفاوضات أهدرت كثيرا من الوقت دون فائدة، بل كانت غطاء لكثير من التدمير الممنهج و ارتكاب المجازر و صناعة وهم السلام..

(8)

المفاوضات بالنسبة للسعودية تعني الحصول على المزيد من التنازلات على حساب مصالح شعبنا و وحدته و مستقبله..

المفاوضات بالنسبة للجانب اليمني سيتضح في المحصلة أنها مجرد سراب و اهدار وقت و التعلق بها كالمتعلق بمحض وهم، و سراب لا يدركه عاطش..

(9)

لأن ولد الشيخ لم يُزجر لانحيازه منذ اليوم الأول، و لأن التنازلات مستمرة من أول يوم تفاوض، و لأن التفريط يغري الطرف الآخر للحصول على مزيد منه.. لكل ذلك وجدنا أنفسنا كمن يعبد الطريق لمحمد بن سلمان لتولي سدة العرش في المملكة، و نظهر نحن بمظهر المهزومين الباحثين عن شروط استسلام أفضل.

حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى