صاروخ روسي “فرط صوتي” يفقد حاملات الطائرات أهميتها ويثير قلقا بالغا في البنتاجون
يمنات – وكالات
أثارت الاعلان عن نجاح تجربة صاروخ “سيركون” البحري الروسي السري قلقا بالغا في البنتاغون الذي قرر إيجاد سبل فعالة لمواجهة هذا الصاروخ الفرط صوتي الخطير الذي يمكن أن يحقق صنعه ثورة في بناء السفن الحربية، و يغيّر موازين القوى في البحار.
و بدخول هذا الصاروخ إلى الخدمة ستفقد حاملات الطائرات أهميتها سريعا، نظراً لتعرضها لفعل هذا الصاروخ الخطير.
و يغير انضمام صاروخ “سيركون” الفرط – صوتي السري إلى البحرية الروسية موازين القوى في البحار حيث ستفوق القدرات الهجومية الروسية إمكانات الدرع الصاروخية الأمريكية.
و لا تزال مواصفات صاروخ “سيركون” سرية، كما لا تزال كل تصاميمه تحت ستار السرية و الإخفاء.
و كل ما هو معلوم عن هذا الصاروخ، هو سرعته التي تبلغ 5 – 6 ماك (ماك واحد هو سرعة الصوت التي تفوق قليلا ألف كم/ساعة، في طبقات الغلاف الجوي القريبة) و المدى التقريبي لإطلاقه و هو 800 – 1000 كم.
و هناك معلومات مسربة يمكن الاستناد إليها عند تقدير المواصفات الأخرى للصاروخ، منها أنه يطلق من منصات عمودية من طراز “3 أس – 14” و التي تطلق منها حاليا صواريخ “كاليبر” و “أونيكس” البحرية المجنحة إلى مدى ألفي كم.
و تضم مرحلة “سيركون” الأولى محركا عاملا بالوقود الصلب، و مرحلته الثانية عبارة عن محرك هوائي نفاث.
و يحتمل أن يحمل صاروخ “سيركون” طرادات ثقيلة حاملة للصواريخ من مشروعي “11442” و “11442 أم” و غواصات “هاسكي” الروسية الواعدة من الجيل الخامس.
معلومات أخرى لم يتم تأكيدها، تشير إلى أنه تدرس حاليا مسألة تصنيع نسخة من هذا الصاروخ تصدر إلى دول أخرى على أساس صاروخ “براموس2” الروسي الهندي.
و يقدر وزن رأسه القتالي بـ 250 – 300 كجم، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن إطلاق الصاروخ يتم من منصة يطلق منها “صاروخ “كاليبر”. ما يعني أن المنطقة التي يدمر الصاروخ أهدافا في داخلها لن يزيد بعدها عن 50 – 80 كم.
و مسار الصاروخ الذي يطلق إلى مدى 1000 كم، يجب أن يمر على ارتفاع يزيد عن 30 كم، بحيث تتحقق الفاعلية القصوى للتحليق الفرط صوتي و تنخفض إلى حد بعيد فاعلية تأثير وسائل الدفاع الجوي الحديثة.
و في المرحلة الختامية من التحليق فينفذ الصاروخ مناورة مضادة للدفاع الجوي إذ ينزل إلى ارتفاع منخفض جدا للحيلولة دون إصابته بأنظمة الدرع الصاروخية.
و تم تصنيع جسم الصاروخ باستخدام تكنولوجيات التخفي على غرار تكنولوجية “ستلز”، و التي لا تسمح للرادارات المعادية باكتشافه إلا على بعد 90 – 120 كم، أي قبل دقيقة واحدة من الوصول إلى الهدف.
هناك فرصة للمقارنة بين إمكانات صاروخ “سيركون” الهجومي و صاروخ “ستاندارت – 6” الذي يزود به نظام “إيجيس” الأمريكي المضاد للصواريخ (الدرع الصاروخية البحرية) الذي ينصب على متن السفن الحربية الأمريكية الحديثة.
يبلغ وزن صاروخ “ستاندارت – 6” نحو 1500 كجم، و مدى إطلاقه 240 كم، و سرعة تحليقه 3.5 ماك (سرعة “سيركون” هي 6 ماك).
و يبلغ الارتفاع الأقصى لتدمير الأهداف بواسطة صاروخ “ستاندارت – 6” نحو 33 كم.
و تدل المقارنة بين صاروخي “سيركون” الروسي الهجومي و “ستاندرات – 6” الدفاعي الأمريكي على أن الصاروخ الأمريكي صار عاجز عن تدمير صاروخ “سيركون” الروسي لأن نظام الدرع الصاروخية “إيجيس” و إن كان قادرا على اكتشافه و حتى إعطاء معلومات دلالة الهدف عن صواريخه، إلا أن احتمال تدميره على ارتفاع عال أو منخفض احتمال ضئيل جدا لوجود فرق كبير بين سرعة الصاروخ الهجومي (6 ماك) و سرعة الصاروخ الدفاعي ( 3.5 ماك) ونظرا للوقت غير الكافي لاتخاذ قرار التدمير.
و يقول الخبراء إن احتمال تدمير “سيركون” بـاستخدام “ستاندارت – 6″، أحدث صواريخ الدرع الصاروخية الأمريكية، لن يفوق نسبة 2- 3% ، ما يعد احتمالا ضئيلا من الناحية العسكرية.
و لذلك فإن أي طراد روسي صغير أو أي غواصة مزودة بهذا النوع من الصواريخ سيكون بوسعها تدمير حاملة طائرات أمريكية بمجرد إطلاق 3- 5 صواريخ من طراز “سيركون” التي لن تلقى أي حاجز، وهي في مسارها إلى الهدف حتى و لو أخذ في الحسبان التفوق الأمريكي في مجال الاستطلاع و الحرب الإلكترونية.