غليان شعبي شمال المغرب جراء طحن “بائع سمك” في شاحنة قمامة والسلطات تتخوف من “بو عزيزي” آخر في المغرب

يمنات

تشهد المنطقة الشمالية من المملكة المغربية، غليان شعبي على خلفية مقتل بائع سمك بين فكي شاحنة نقل قمامة.

و تشهد شوارع مدينة الحسيمة، منذ صباح السبت 29 أكتوبر/تشرين أول 2016، احتجاجات شعبية، على إثر مقتل الشاب محسن فكري الذي لفظ أنفاسه، ليل الجمعة، بين فكي آلة عصر داخل شاحنة قمامة.

و وقعت الحادثة أثناء قيام سلطات مدينة الحسيمة بمصادرة بضاعة فكري من الأسماك المعدة للبيع، ما دفع به الى محاولة استعادة بضاعته من خلال الارتماء في الشاحنة.

و تتخوف السلطات المغربية من تحول التظاهرات الحاشدة التي انتظم فيها سكان المدينة للتنديد بما وصفوه بـ”الحكرة” و “استبداد” السلطة في حق المواطنين البسطاء، إلى أعمال شغب قد تخرج عن السيطرة.

و دفعت السلطات الأمنية بتعزيزات أمنية إلى مدينة الحسيمة و مدن في الشمال المغربي.

و يشبه ناشطون مغاربة حادثة مقتل محسن فكري بحادثة محمد بوعزيزي الذي اشعل ثورات الربيع في العام 2011.

و يؤكد نشطاء مغاربة أن فكري لم ينتحر و إنما قتل على اعتبار أن مسئول أمني أمر السائق بـ”طحنه”.

و في محاولة للتخفيف من موجة الغضب، سارع محافظ المدينة مرفوقا بالمدعي العام، بلباس بعيد عن الرسميات، الى التحاور مع المحتجين واعدا بفتح تحقيق في الموضوع.

 من جهته ندد “التجمع العالمي الأمازيغي” بأسباب و ظروف الحادثة. لافتا الى أن العديد من الروايات تؤكد أن أحد رجال السلطة أعطى أمرا لطحن المواطن المذكور مع الزبالة  في شاحنة القمامة.

و أشار إلى أن الواقعة تأتي في سياق متسم بتراجع الدولة عن التزاماتها الحقوقية و تفشي الظلم و الطغيان و خرق القانون.

و صادرت سلطات مدينة الحسيمة ما يقرب خمسة أطنان من السمك اشتراه الضحية من داخل ميناء الحسيمة لإعادة بيعه بالتجزئة.

و تتحجج السلطات بأن صنف هذا السمك يمنع صيده، و عقب رميه في حاوية القمامة اعترض الضحية البالغ من العمر “32” عام، على اتلاف بضاعته على اعتبار أنه وضع فيها كامل رأسماله.

و انتشرت منذ الواقعة، هاشتاقات على مواقع التواصل، تندد بظروف الحادثة، ومطالب بمعاقبة المسئولين عن مقتل “تاجر السمك”، و الى جانب “شهيد الحسيمة” و “كلنا محسن فكري” و “شهيد الحكرة”.

و كان هاتشاق “طحن_مو” هو الهاتشاق الذي لقي رواجا واسعا لدى ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب.

و الهاتشاق فيه اشارة إلى التعبير الدارج والذي تلفظ به المسئول الأمني عند إصداره أوامر لسائق الشاحنة بتشغيل آلة “الضغط” و التي تسببت في موت الضحية.

يقول موقع “بابوبي” إن وسم “طحن_مو” تجاوز في فترة قياسية وسم الفنان “ملحم بركات”.

https://www.youtube.com/watch?v=w882dJz67AI

المصدر: رأي اليوم