المتحاربون في اليمن (المبندق) بحاجة ماسة لـ”بلايستيشن”
يمنات
فكري قاسم
بعد دمار قنبلتي هيروشيما وناكازاكي، أدرك اليابانيون جيداً أن الحرب سيئة ولا تبني بلداً على الإطلاق فتفرغوا للإنتاج. الإنتاج نفسه اخترع للمحاربين اليابانيين حيلة جيدة لإشباع نوازعهم القتالية المدمرة، فكانت الألعاب الـ“أتاري” و الـ“بلايستيشن” القتالية هي الحل على ما يبدو.
عبر تلك الألعاب القتالية، أفرغ اليابانيون شهوة الحرب وتفرغوا للبناء، ومع الوقت أحالوا الدماء والجثامين إلى ذكرى سيئة وضعت في متحف صار من اللازم على كل طفل أن يزوره ليعرف أن انتصارات الحروب هزيمة خالصة، وأن أدخنة المصانع لوحدها هي التي صنعت قوة اليابان وأنستهم رائحة البارود.
بالنسبة لنا في اليمن “المبندق”، يمن “الفرغة” الوفيرة، فإن جميع الأطراف المتحاربة في البلد بحاجة ماسة على ما يبدو لأن يلعبوا “بلايستيشن”، خصوصاً وأن غالبيتهم “مالعبوش وهم جهال”، لذا لما كبروا لعبوا بالبلد.
تستطيع اليابان أن تقدم هذه الخدمة الجليلة لهذا الشعب الموزع بين أياد شوية فرغ بني فرغ، ويصرفوا لكل واحد من هؤلاء المتخاصمين جهاز “بلايستيشن” يجلس يحارب به خصومه، و”يخلفعهم” على راحته بلا دوشة ودمار للبلد. وكلما ظهر لأحد هؤلاء المتحاربين عدو جديد يعمل به “اخفع” ويفرغ عبره شهوة الحروب والتقتيل، أفضل من أن يجلسوا يلعبوا بأعصابنا وأرواحنا واقتصادنا ويقودونا من حرب إلى حرب.
إفراغ الطاقة شيء مهم يا خلق الله، وعشان تتوصل الأمم المتحدة إلى تسوية سياسية مناسبة فإنه يتعين عليها أن تطلب من الحكومة اليابانية أن تقدم للأطراف المتحاربة في اليمن مساعدة إنسانية عاجلة، عبارة عن أجهزة “بلايستيشن” معززة بألعاب قتالية فيها، هادي وصالح، وفيها علي محسن، وفيها عيال الأحمر، وفيها الحوثي، وفيها القاعدة، وفيها الدواعش، وفيها أمريكا وإسرائيل وإيران والسعودية…. إلخ، وتسلم لكل طرف “بلايستيشنها” الخاص لإفراغ طاقتهم ويسكهونا الشغلة والحرب وخراب البيوت.
فكروا جيدا بالـ”بلايستيشن”، وبعدها تعالوا جميعاً نبني بلادنا من جديد. فمتى توفرت الحكمة والنية الكافيتان، هناك دائماً حلول أقل كلفة.