خطورة موقف هادي من المبادرة وخفايا المرجعيات الثلاث
يمنات
الحسين البخيتي
موافقة هادي المتأخرة على مبادرة ولد الشيخ أو أمريكا كانت متوقعة، لكن الرفض كان من اجل اشعار صنعاء بأن رفضهم لها من طرفهم فقط ليس جيد، لكن لا يبدو انهم ضد السلام و المبادرة ستنهي هادي و حكومته.
الخطير هو ان رفض هادي كان لأن المبادرة لم تحتوي على المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية، مخرجات الحوار، قرار 2216).
هذا الرفض كان من اجل التوضيح للجميع و للعالم و للداخل و الخارج بأن المبادرة و أي قرار جديد ملزم من مجلس الأمن سيكون سيد نفسه و لا يرجع لأي من المرجعيات السابقة.
و السبب، و هذه هي الخطورة الكبيرة، ان المبادرة الجديدة حددت سلاح أنصار الله و الجيش اليمني فقط ليتم نزعه و انسحاب مقاتليهم من تعز و صنعاء و الحديدة، بينما 2216 برغم انه سيء كان لازال ينص في احدى فقراته على تطبيق جميع الاتفاقيات و من ضمنها مخرجات مؤتمر الحوار الذي تنص احدى فقراته على نزع جميع الاسلحة الثقيلة و المتوسطة من كل الجماعات و المليشيات و الاحزاب، هذا يعني ايضا سلاح الاصلاح و الحراك و غيرها من الجماعات و الاحزاب كأنصار الله و المؤتمر الشعبي العام.
أما الآن فمراوغة هادي برفضة و توضيح الاسباب هي للتأكيد انه ليس هناك مرجعيات اخرى، و هذا يعني التركيز فقط على سلاحنا فقط و لا غير.
….
كما ان الفقرة السابعة من مبادرة ولد الشيخ نصت بوضوح على انه بعد تسليم السلاح و منصات الصواريخ و الانسحاب، سيتنازل هادي عن سلطاته لنائب الرئيس! و هذا ليس تزمين الحل السياسي و الامني و العسكري كما كان يطالب به وفد صنعاء، و من سيضمن تنازل هادي حينها!
و ايضا توقيعنا لأي اتفاق و هادي مازال رئيس بكامل الصلاحيات يعني الاعتراف بشرعيته و بشرعية عدوان السعودية.
و أيضا المبادرة الجديدة تصر على وقف شامل لإطلاق النار بحسب ما تم الاتفاق عليه في ظهران الجنوب و التي من ضمنها الانسحاب من الحدود، و اضافوا إليه الانسحاب لداخل الحدود اليمنية مسافة 30 كم.
…..
سيقول البعض لن نسلم السلاح و هذا شيء واضح، لكن اصدار قرار جديد لا يحتوي على اسلحة الآخرين سيضعنا رسميا امام العالم الذي يقف مع السعودية الآن، و لكن هذه المرة بحجة اننا وافقنا و وقعنا بشكل رسمي على هذا الاتفاق الذي سيتبعه قرار دولي.
و هذا سيشرعن لتأسيس تحالف جديد تحت مظلة مجلس الامن وبقيادة امريكا رسميا التي حرصت على ان تكون المبادرة في مناطق شمال اليمن دون ذكر لتواجد الاحتلال في الجنوب و في جزر اليمن و ممراتنا المائية لكي يبقى الوضع على ما هو عليه بغض النظر عن ما ينتج عنه الاتفاق السياسي لمبادرة شمال اليمن الاممية.
و هذا كله سيشرعن لتواجدهم في اليمن بشكل دائم بحجة عدم تسليم السلاح، و سيؤدي ذلك لعزل الشمال عن الجنوب تدريجيا سيتبعه استفتاء او انفصال مباشر للجنوب.