ناطق الجيش يلوح بالصواريخ واللجنة الثورية تدعو لرفد الجبهات وتهاجم الأمم المتحدة .. هل بات الخيار العسكري هو خيار المرحلة لأطراف صنعاء..؟
يمنات – صنعاء – خاص
أكد الناطق الرسمي للجيش، العميد الركن شرف غالب لقمان، امتلاك اليمن مخزوناً استراتيجياً من قوة الرد الصاروخية يمكنها من خوض المعركة حتى النهاية ضد تحالف العدوان الذي تقوده السعودية.
و قال العميد لقمان: قوة الردع الصاروخية للجمهورية اليمنية تم بناؤها و تطويرها وفق استراتيجية عسكرية اعتمدت فيها على التنوع في مصادر التسليح من دول أجنبية. نافسا أن تكون إيران من ضمنها.
و اعتبر تكرار العدوان إعادة فتح اسطوانته المشروخة بأن إيران لها يد أو مدت الجيش و اللجان بأي صواريخ أو أسهمت من قريب أو بعيد بأي خبرات عسكرية يعد محض افتراء و خالياً من الصحة.
و نوه إلى أن الدول الكبرى تعلم يقيناً أنه لا يوجد لإيران أي تدخل عسكري في اليمن، و أن ما يعلن من عمليات ضبط لسفن مزعومة لإيران تتجه لليمن غير صحيح، معبرا ذلك فبركة إعلامية هدفها تبرير استمرار العدوان غير المبررة أصلاً.
و أشار العيد لقمان إلى أن التخبط في الأهداف و الهروب من الهزيمة التي تعيشها قيادة العدوان هو ما يدفعها إلى محاولة استمالة تعاطف مجتمعي و دولي بدأ يعلن مواقفه المناهضة للتحالف ويضيق ذرعاً بأكاذيبه، ويدين جرائمه بحق الشعب اليمني.
و لفت إلى أن عدوان السعودية على اليمن في الماضي القريب كان من أجل نهب الثروة، و احتلال الأرض، و طمس تاريخ اليمن، و هو يعيد نفس المشهد، و هذا ما لن يقبله الشعب اليمني أبداً.
و أكد أن قوات الجيش و اللجان الشعبية هي من تمتلك زمام المبادرة في الميدان، و ضربات الصواريخ البالستية الأخيرة و القادمة متصلة بإدارة العمليات الدفاعية، و سوف تستمر ما دامت قوى العدوان مستمرة في القتل و التدمير و حصار اليمن.
و أضاف: تلك الضربات تتزامن مع عملية الدفاع المتحرك لتدمير العدو المهاجم داخل قطاعاته الدفاعية من خلال التقدم والسيطرة على مواقع دفاعية.
و في سياق أخر أصدرت اللجنة الثورية العليا التابعة لـ”أنصار الله” مساء السبت، بياناً حول تأخير تشكيل الحكومة، مطالبتها بإعلان تشكيلتها.
و في البيان الذي وقع عليه رئيس اللجنة الثورية، محمد علي الحوثي، اعتبرت اللجنة أن تأخير اعلان قرار تشكيل الحكومة المنتظرة قد ينعكس على مستوى صمود الشعب اليمني و يساعد في تزايد تداعيات الأزمات المتتابعة التي يختلقها العدوان لمحاولة خنق الشعب اقتصاديا و سياسياً و أمنياً.
و دعا البيان الاحزاب و المكونات السياسية الوطنية الى وضع آلية اقتصادية محددة و مؤقتة و معلنة يتحمل كل مكون أو حزب جزءً من عملية تنفيذها و ترجمتها على ارض الواقع بشكل يؤتي ثماراً يلمسها الشعب اليمني.
و أكدت اللجنة الثورية إن الآمال المنشودة لهذه الجهود السياسية المبذولة مرهونة بالإسراع في تسمية أعضاء حكومة دولة الدكتور عبد العزيز بن حبتور، لتجمع هذه الحكومة بين الوطنية و الكفاءة وتحافظ على تماسك مؤسسات الدولة و إدارتها لتعزيز الطاقة المجتمعية في الصمود و المواجهة للعدوان الغاشم على مختلف الاصعدة.
و نوهت اللجنة في بيانها إلى أهمية دور الحكومة في تعزيز الجهود لتوحيد الوعاء المالي لمختلف الموارد المتبقية للبلد و بما يكفل الاستفادة القصوى بالحد من استنزاف العدو و ممارسات مرتزقته، و بما يكفل توجيهها لتغطية احتياجات الشعب اليمني غذائيا و دوائيا و مرتبات.
و أكدت بيان اللجنة ترقبها إعلان تشكيلة الحكومة الذي وصفه بأنه بات مطلب أبناء الشعب اليمني الذي يعقد عليها آمالاً كبيرة، في ضبط الوضع الداخلي للبلد سياسيا و اقتصاديا و معالجة الكثير من المشكلات التي يحاول العدوان اتخاذها كثغرات لتمرير مشاريع التقسيم و شق الصفوف بين ابناء البلد، بغية إضعافه و الفت من عضده.
كما أكد البيان على دعم اللجنة الثورية و مساندتها للمجلس السياسي الأعلى في اتخاذ القرار الشجاع و الصارم لإعلان تشكيل الحكومة و تجاوز أي عقبات قد تكون سببا في التأخير من جهة و استجابة لدعوة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، بالتعجيل بتشكيل الحكومة في خطابه الاخير.
مجددة تأكيدها للمجلس السياسي أنها لن تتردد في القيام بواجبها للمساعدة على تجاوز أي معوقات أمام هذا الاعلان الذي وصفه بـ”التاريخي العظيم”.
و أشار البيان أنه لا رهان على أي دور خارجي في وقف العدوان. منوها إلى أن الامم المتحدة لم تقدم في رؤيتها للحل إلا ما يمثل انسداد الافق أو تشكيل غطاء للجرائم التي يرتكبها العدوان.
و اعتبرت اللجنة الثورية إن الرؤية التي قدمها المبعوث الأممي، اسماعيل ولد الشيخ إنما كانت تمثيلاً لصوت العدو و غاياته و انتصارا لسياسية الجلاد و تعويض هزائمه الميدانية.
و لفتت اللجنة الثورية إلى أن خارطة ولد الشيخ لم تلبي أبسط جانب من استحقاقات الشعب اليمني من الحرية و العدالة و الكرامة و الاستقلال في القرار الداخلي و السيادي أو الحقوقي و القانوني.
و دعت الشعب الى مواصلة دعم و إسناد الجبهات في الحدود و الداخل بالرجال و العتاد و المال و الغذاء و الأخذ بالثأر من العدو في جريمة القاعة الكبرى التي استهدفت كرامة كل يمني حر شريف.
و يرى مراقبون أن تصريحات العميد لقمان تعد تلويح صريح باستخدام ترسانة الصواريخ الباليستية خلال المرحلة القادمة من الحرب، و هو ما يعد تصعيدا للجانب العسكري على الرغم من النقاشات التي تجري في العاصمة صنعاء بين المبعوث الأممي و وفد صنعاء.
و هو ما يتناغم مع جاء في بيان الثورية العليا التي أكدت بصريح العبارة أن الرهان يظل على الميدان، متهمة الأمم المتحدة بتوفير غطاء لاستمرار العدوان، و أن خطة الحل مرفوضة في مضامينها التي طرحت و التي يجري نقاشها، رغم أن الوفد أشار أنها تصلح كأرضية للنقاش.
و بالمقابل فإن اصرار اللجنة الثورية على اعلان تشكيلة حكومة ابن حبتور يعد مؤشرا واضحا على الاستمرار في ملئ الفراغ في السلطة التنفيذية، و الاستعداد لمرحلة التصعيد العسكري، و الذي يتضح جليا من خلال دعوة اللجنة الثورية لأبناء الشعب برفد الجبهات بالمقاتلين.
تناغم التصريحان يقرأ في اطار أن الخيار العسكري بات هو خيار المرحلة المقبلة لأطراف صنعاء. لكن استمرار النقاشات مع المبعوث الأممي و تأجيل اعلان تشكيلة الحكومة و تصريحات الرئيس السابق “صالح” الايجابية حيال خطة ولد الشيخ، تقرأ هي الأخرى بأن صنعاء باتت تتعاطى مع الخيار السياسي.