ترامب يقترب من البيت الأبيض وأسواق المال تهتز والدولار يتراجع أمام اليورو
يمنات – وكالات
تمكن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب من احراز سلسلة نجاحات مفاجئة في ولايات متأرجحة من بينها فلوريدا و أوهايو.
هذا التقدم يفتح الطريق أمام ترامب إلى البيت الأبيض، مسببا اهتزاز الأسواق العالمية التي كانت تعول على فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
و في ظل قلق المستثمرين من أن يتسبب فوز ترامب في غموض اقتصادي و عالمي انخفض الدولار الأمريكي و انتكست أسواق الأسهم في ظل تداول آسيوي جامح.
و كانت استطلاعات الرأي قبل يوم الانتخابات قد أشارت إلى تقدم كلينتون بفارق طفيف.
و تخيم المخاوف من فوز ترامب بشدة على البيزو المكسيكي منذ شهور بسبب تهديدات ترامب بإلغاء اتفاقية للتجارة الحرة مع المكسيك و استخدام أموال الضرائب التي يرسلها المهاجرون في بناء سور على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وهوى البيزو المكسيكي إلى أدنى مستوياته على الإطلاق مع زيادة فرص فوز ترامب بالرئاسة.
و مع انتهاء التصويت في 49 من بين الولايات الأمريكية الخمسين تقدم ترامب أيضا بفارق ضئيل في ميشيجان ونيوهامبشير وويسكونسن مما يعطيه أفضلية واضحة في سباق الحصول على العدد اللازم من أصوات المجمع الانتخابي لتحقيق الفوز وهو 270 صوتا.
و لا تزال هناك فرص أمام المرشحين لحشد هذا العدد من الأصوات لكن سيتعين على كلينتون اكتساح معظم الولايات المتأرجحة المتبقية بما في ذلك بنسلفانيا وميشيجان والفوز في نيفادا أو نيوهامبشير.
و فاز ترامب بالولايات المحافظة في الجنوب والغرب الأوسط فيما اكتسحت كلينتون عددا من الولايات على الساحل الشرقي وولاية إيلينوي في الغرب الأوسط.
و بعدما حقق المرشحان نتائج متقاربة في فرجينيا حسمت كلينتون السباق لصالحها.
فوز الملياردير الاميركي الشعبوي دونالد ترامب الذي لا يملك اي خبرة سياسية سيحدث زلزال سياسي غير مسبوق يغرق الولايات المتحدة والعالم في مرحلة غموض قصوى.
و بعد ثماني سنوات على انتخاب باراك اوباما اول رئيس اسود، الذي اثار موجة آمال كبرى في جميع انحاء البلاد، يبدو المرشح الجمهوري الشعبوي (70 عاما) الذي طالته فضائح جنسية ويعبر عن مواقف معادية للاجانب، في طريقه للفوز على الديموقراطية هيلاري كلينتون التي كانت تأمل في ان تصبح اول امرأة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة.
و قام ترامب بحملة انتخابية على اساس انه دخيل على السياسة. غير أنه يؤكد تصميمه على مكافحة فساد النخب السياسية في واشنطن التي يصفها بأنها “استنزفت البلاد”.
و وعد ترامب بان يعيد “الى اميركا عظمتها” و هو شعاره الثابت و حمايتها من الخارج.
هذا الملياردير الذي لا يمكن توقع سلوكه، وعد الاثنين الماضي بنتيجة “اقوى من بريكست بثلاث مرات” في اشارة الى المفاجأة التي فجرها تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي في يوينو/حزيران الماضي.
و طوال حملته حاول استمالة قاعدة ناخبة متواضعة تشعر بانها مهمشة لمواجهة العولمة والتغيرات الديموغرافية معتبرا انها ترسم مستقبلا قاتما.
هذا التطور المثير للصدمة ياتي في ختام 18 شهرا من حملة انتخابية حادة ادت الى انقسام شديد في الولايات المتحدة وفاجأت العالم بمدى ابتذالها وضرواتها.
و يرى اكثر من 60% من الاميركيين ان دونالد ترامب لا يتمتع بالطبع المناسب لكي يصبح رئيسا، لكنه نجح في الاستفادة من غضب وقلق قسم من الاميركيين.
و تبقى اقتراحاته غامضة في عدد من الملفات مثل السياسة الخارجية. كما انها تثير القلق في ملفات اخرى مثل الاقتصاد.