حرب بيانات يحتدم بين الحراك الجنوبي وسلطات هادي في حضرموت على خلفية فعالية 30 نوفمبر في المكلا وتخوفات من وقوع مصادمات
يمنات – صنعاء – خاص
احتدمت حرب البيانات بين الحراك الجنوبي و سلطات حكومة هادي في محافظة حضرموت، على خلفية فعالية الذكرى الـ”49″ ليوم الجلاء الوطني 30 نوفمبر.
حرب البيانات احتدمت بين الطرفين، و بدأت بإعلان ما يعرف بـ”المجلس التنسيقي لقوى تحرير واستقلال حضرموت” المقرب من حكومة هادي، و الذي اعلن إلغاء الفعالية.
المجلس برر في بيان له، الأحد 13 نوفمبر/تشرين ثان 2016، إلغاء الفعالية مراعاة للتطورات الأمنية التي تشهدها محافظة حضرموت، و المتمثلة في تواصل الحملة العسكرية و الأمنية التي تقوم بها قوات النخبة، المدعومة من الامارات، ضد عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في المناطق الجبلية الواقعة إلى الغرب من مدينة المكلا.
و دعا البيان أبناء المحافظة إلى الزحف صوب عدن، و التي وصفها بأنها “العاصمة السياسية للجنوب العربي” و ذلك للمشاركة في مليونية الاستقلال.
و أكد البيان أن حضرموت ستظل قبلة لكل ثوار الجنوب، في سياق التزامها النضالي الوطني بالمضي في مواكب الثورة التحررية الجنوبية حتى الانتصار لأهدافها العظيمة.
اللجنة التحضيرية لمليونية 30 نوفمبر بالمكلا، قالت في بيان لها مساء الأحد، انها عقدت اجتماعا طارئا برئاسة مروان الحمومي رئيس اللجنة التحضيرية وبكامل قوامها.
و ناقشت اللجنة المستجدات الراهنة و اهمها بيان اللجنة الامنية و بيان حزب الرابطة أو ما يسمى (التنسيقية بحضرموت ) المتمثلة بـ(علي الكثيري واحمد بامعلم).
و قال البيان إن الاجتماع أقر الاستمرار بالإعداد والترتيب للمليونية في موعدها المحدد 30 نوفمبر في المكلا.
و دعا بيان اللجنة كافة مكونات قوى الثورة الجنوبية والاحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني للاجتماع صباح الاربعاء القادم لمناقشة تصرفات ما يسمى باللجنة التنسيقية بإصدارها بيان صادرت فيه حق اللجنة التحضيرية المتوافق عليها فيما يخص مليونية 30 نوفمبر.
و ابدت اللجنة التحضيرية أسفها من تصرف التنسيقية الذي وصفته بـ”غير الوطني” و “غير المسؤول”.
و دعت اللجنة التحضيرية من سمتهم أبطال النخبة الحضرمية الى حماية المليونية بالتنسيق المباشر مع اللجنة.
كما دعت جماهير الشعب بالزحف نحو المكلا لإنجاح واظهار المليونية، و عدم الالتفات و الانسياق وراء البيانات غير المسؤولة من اي جهة كانت. معتبرة أن تلك الجهات غير مخولة بالفعل الثوري، عدى اللجنة التحضيرية المتوافق عليها من كافة قوى الثورة الجنوبية و الاحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني.
و بدورها اصدرت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت، بيان أخر أشارت فيه إلى أنها عقدت اجتماع استثنائي، الخميس الماضي 10 نوفمبر/تشرين ثان 2016، للوقوف على أخر مُستجدات الوضع الراهن الذي تشهده محافظة حضرموت بشكل خاص و الوطن بصورة عامة و على وجه التحديد الحالة الأمنية.
و كشف البيان أن اللجنة الأمنية أقرت الغاء المليونية الجماهيرية التي دعا لها الحراك الجنوبي.
و اعتبرت اللجنة الأمنية أن قرارها لا يعبر بأي حال من الأحوال عن رفض التعبير و الاحتفاء بالمناسبة.
و ارجعت اتخاذها قرار الالغاء لحرصها على سلامة و أمن واستقرار أبناء محافظة حضرموت و لمعرفتها بالأساليب الماكرة التي يتبعها تنظيم القاعدة و تجنيب المواطنين ما لا يحمد عقباه لا سمح الله.
و أشارت إلى أن قرارها يعني الحفاظ على قطرة الدم التي يمكن أن تراق. داعية أبناء محافظة حضرموت إلى تفهم موقف اللجنة الأمنية النابع من حرصها و قلقها على سلامة كل مواطن من أبناء المحافظة، و كذلك الضيوف الذين كانوا يعتزمون المشاركة في المليونية.
و أكدت بأن قرارها هذا ليس موقفا ضد المليونية التي كانت ستحتضنها المكلا، و التي سبق أن أيدت السلطة المحلية اقامتها.
كما أكدت اللجنة الأمنية أن السلطة المحليّة بمحافظة حضرموت ساحلا و واديا و صحراء تعد العدة للاحتفاء بهذه المناسبة ايمانا منها بأن هذه المناسبة يجب أن تحظى بكل الاهتمام لاستذكار أرواح الشهداء و تضحياتهم.
و تمنت اللجنة الأمنية من أبناء المحافظة تفهم وتقدير موقفها حرصا على سلامتهم و أمنهم و استقرارهم.
و يتخوف مراقبون من أن يؤدي هذا التناقض إلى مصدامات بين قوات الأمن و الحراك الجنوبي، خاصة في ظل الاحتقان بين الطرفين على خلفية اعتقال قوات الأمن لقيادات حراكية على خلفية احتجاجات ضد حكومة هادي أثناء وصولها إلى المكلا قبل أكثر من شهر، و هو ما اضطر ابن دغر و عدد من أعضاء حكومته إلى مغادرة المكلا صوب ارخبيل سقطرى.