حين ركلت”الشرعية” على أبواب محلات الصرافة
يمنات
فتحي بن لزرق
منشور مرير لكنها الحقيقة دائما “مرة”
قبل شهرين من اليوم ظهر الرئيس عبد ربه منصور هادي على شاشة التلفزيون معلنا قراراه التاريخي بنقل البنك المركزي اليمني إلى عدن.
هللنا للقرار وخرجنا محتفلين في الجنوب وحينما خرج “عبد الملك الحوثي” داعيا الشماليين إلى التبرع للبنك المركزي.
خرج الشماليون من كل حدب وصوب ليتبرعوا للبنك وشاهدنا الجموع وهي تحمل الأموال إلى مراكز البريد..
قلنا: ياللمجانين كم هم معتوهين .. البنك قد نقله “هادي” وسننعم بالنعيم ولن يفلحوا..
غردت الشرعية ردا على “عبد الملك الحوثي” بالهاشتاج الشهير #معك_خمسين.
ضحكت أدوات الشرعية أيام و ليالي و ضحكنا معها على (الشمالي الشائب) الذي حمل فلوسه إلى بريد التحرير.
و مرت الأيام و الأسابيع و الأشهر و نحن في انتظار ان نرى “البنك” الذي نقله “هادي”.
تراص الآلاف من أهلنا الموظفين في عدن أمام مراكز البريد و بات بعضهم أمام أبوابه و لا يزال في انتظار المرتب الذي لم يأت.
و لم يلتفت “هادي” و لم يلتفت التحالف و لم ينظر ألينا احد.
و في “صنعاء” عاصمة التمرد كان “الحوثيون” يعدون ما جمعوه من حملة #معك_خمسين.
و بعدها بأيام و بدلا من ان يقف موظفي الجنوب أمام مكاتب البريد لتسلم مرتباتهم من البنك الذي نقله هادي وقفوا في طوابير طويلة لاستلام ما قسمه لهم الحوثي من حملة تبرعات البنك.
ارتص الجنوبيون في طوابير طويلة امام مراكز الصرافة بعدن غير مصدقين ان رقابهم لاتزال بيد الحوثي يرسل لهم نص مرتباتهم بعد اشهر من نقل البنك..
قالوا لبعضهم: “يا الله شيء لا يصدق .. اذلال كهذا لم نكن نتوقعه قط.
لم يكن “الحوثي” ارأف حالا بهم لكنه أراد ركل “الشرعية” في مؤخرتها وفعل.
بعدها خجل التحالف العربي على نفسه قليلا و قرر إرسال طائرة محملة بـ20 مليون دولار لإنقاذ الناس في عدن و حسنا فعل.
وصلت الطائرة قبل أسابيع و قبل ان تحط كانت عدن تعج بالمسئولين الذين لم نراهم قط.
حمل “حمران العيون” الـ 20 مليون دولار إلى معاشيق و لعابهم يسيل كذئاب جائعة.
لم يحدث قط ان تحمل الأموال إلى قصر رئاسي .. كانت وصمة عار مخيفة بحق قرار اسمه نقل البنك المركزي.
و بعد أيام أعلنوا أنهم باعوا الفلوس بمزاد لم يحضره لم يشاهده احد ولم يعرف احد بعدها أين ذهبت الفلوس ولماذا لم يختاروا البنك المركزي لبيعها و إيداعها فيه و اختاروا البنك الأهلي. وحدها هذه الجزئية تؤكد أنهم سرقوا فلوس هذا الشعب المسكين.
و حتى اليوم الناس في عدن بلا مرتبات ولم يستلم إلا قلة قليلة من الناس مرتباتها من إيرادات داخلية و آخرين ممن تكرم عليهم الحوثي ببعض الفتات من حملة #معك_خمسين.
ماذا نقول في الجنوب عن هؤلاء..؟
مات الكلام
مات الكلام