الرياض تتخبط و واشنطن تيمم وجهها نحو سوريا والمسار السياسي للأزمة اليمنية يتجه إلى طريق مسدود
يمنات – خاص
بات المسار السياسي لحل الأزمة اليمنية و انهاء الحرب يسير نحو طريق مسدود، مع تزايد التحركات العسكرية و التحشيد الذي تقوم به حكومة هادي باتجاه جبهة باب المندب، و التحركات السعودية التي تلت تشكيل حكومة في صنعاء.
حكومة هادي لا زالت ترفض التعاطي مع خارطة ولد الشيخ، و غادر هادي و رئيس حكومته و رئيس وفده التفاوضي إلى عدن، في حين لا يزال الموقف السعودي ضبابي تجاه الخارطة.
ولد الشيخ وصل الرياض بعد ساعات من مغادرة هادي و رئيس وفد حكومته التفاوضي، في حين استبق نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، زيارة ولد الشيخ إلى الكويت، بتصريح أن بلاده ابلغت المبعوث الأممي إلى اليمن، بأن الكويت ستستقبل الأطراف اليمنية للتوقيع على اتفاق و ليس للتفاوض، ما يعد رفض ضمني لقبولها استضافة جولة تفاوض جديدة.
ولد الشيخ الذي صرح أنه سيزور عدن للقاء هادي إذا استدعى الأمر ذلك، يجعل من الزيارة غير ذات جدوى، خاصة و أن التحضير لجولة تفاوض جديدة باتت مستبعدة في الأيام القليلة القادمة، بعد تصريح المسئول الكويتي، ما سيجعل أي زيارة لولد الشيخ إلى عدن، مجرد تشاور مع هادي و وفده التفاوضي بشأن ما ورد في الخارطة، خاصة و أن ولد الشيخ سبق و أن اعلن تلقيه رد من حكومة هادي بشأن الخارطة التي ترفضها، و إن كان وصفه للرد بـ”الايجابي” إلا أن تصريحات رئيس الوفد التفاوضي لحكومة هادي، عبد الملك المخلافي، يكشف أن وصف ولد الشيخ لا يعدو عن كونه مجرد تصريح متفائل مستهلك، على غرار تصريحات سابقة ابان مفاوضات الكويت التي فشلت في التوصل إلى اتفاق.
المخلافي طالب في تصريحاته المبعوث الأممي بخارطة جديدة، كون الخارطة الحالية، تتعارض مع المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية ، قرار مجلس الأمن 2216 ، مخرجات الحوار).
استمرار طيران التحالف السعودي في قصف مديريات الساحل الغربي، و استهداف ابراج الاتصالات، مؤشر قوي على التحضير لمواجهة مسلحة تبدأ من ذو باب جنوبا و بمشاركة سلاح البحرية.
كل ما سبق يؤكد أن الرياض التي لم تكشف عن موقفها من خارطة الطريق، باتت غير راضية عنها، و تسعى لإيجاد متغير جديد يضمن لها تعديل الخارطة أو تجاوزها، في حين يرى هادي أن معركة الساحل الغربي ستخلط الأوراق، بما يضمن تجاوز الخارطة التي وضعت حدا لتواجده في السلطة.
الرياض الت يباتت تتحرك لحشد ادانات اقليمية و دولية ضد أطراف صنعاء بعد تشكيل حكومة، ليست أكثر من محاولة للتغطية على تخطبها في حرب اليمن، و الذي بات الحسم العسكري فيها صعبا و مكلفا بعد مرور أكثر من 19 شهرا من الحرب.
الموقف الامريكي الداعم لـ”الرياض” باتت مفاعيل تحركاته معطبة، حيث لم يتبق من فترة بقاء الادارة الامريكية الحالية غير أيام لا تتجاوز الـ”50″ يوما، فضلا عن انشغالاتها بالملفين السوري و العراقي الأكثر أهمية لـ”واشنطن” خاصة الملف السوري الذي باتت تخوض فيه صراعا مع موسكو، التي كثفت من تواجدها العسكري في الأراضي و السواحل الروسية.
تسلم ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض في الـ”20″ من يناير/كانون ثان 2017، بات مقلقا لـ”الرياض”، و الذي سبق و أن أدلى بتصريحات مناهضة لـ”الرياض”، و ذلك ما يعقد الموقف السعودي في اليمن، و يزيد من تخبطها.
و إلى جانب ذلك فإن تداخل الملفات المشتعلة في المنطقة، و الذي افقد السعودية حليفها المصري، الذي بات يغرد ضمن السرب الروسي، جعل الرياض تتخذ موقف ضبابي من خارطة ولد الشيخ، مقارنة بالموقف الاماراتي الداعم للخارطة.
و في المجمل فإن المسار السياسي في اليمن، بات مرتبطا بالسياسة الخارجية للحكومة الأمريكية القادمة، و طبيعة علاقاتها مع الرياض، و نظرتها إلى الصراع في المنطقة بشكل عام، بضمنه الصراع اليمني.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا