وصول السيسي الى الامارات في زيارة مفاجئة ينعش التكهنات بمصالحة سعودية مصرية
يمنات – رأي اليوم
ليست من عادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة دولة الامارات العربية المتحدة للمشاركة في احتفالاتها بعيدها الوطني، وان كان هذا لا يمنع تعدد زياراته لعاصمتها ابو ظبي بين الحين والآخر، وحضور مناورات عسكرية، واللقاء بالمسؤولين فيها، فالعلاقة بين الجانبين قوية، ودولة الامارات كانت من أبرز الداعمين للرئيس المصري ماليا ومعنويا في إطار سياساتها الشرسة المعادية لحركة “الاخوان المسلمين”.
الزيارة المفاجئة الني قام بها الرئيس السيسي أمس الى ابو ظبي تحت عنوان المشاركة في احتفالاتها بالذكرى الخامسة والأربعين لعيدها الوطني، اثارت العديد من علامات الاستفهام، وفتحت مجالا كبيرا للتكهنات حول أسبابها الحقيقية، فهذه الذكرى ليست متميزة، كما لو كانت الذكرى الخمسين او الذكرى الخامسة والعشرين مثلا، ولم تضم احتفالات خاصة بها تضمنت دعوة زعماء رؤساء دول.
كثيرون ربطوا هذه الزيارة للرئيس المصري بالوساطة الإماراتية بين القاهرة والرياض، وكان من بين هؤلاء الإعلامي والنائب في البرلمان المصري مصطفى بكري، الذي اكد في موقعه على “التويتر” ان قمة ثلاثية بين الرئيس السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز برعاية الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي في العاصمة ابو ظبي لتسوية الازمة في العلاقات بين البلدين.
الشيخ محمد بن زايد زار القاهرة والرياض للتقريب بين قيادتي البلدين في تحركات مكوكية اقرب الى السرية، ويؤكد السيد بكري المعروف بعلاقاته القوية مع الامارات والسعودية أيضا في حديث لـ”راي اليوم” ان انفراجة باتت وشيكة وان الشحنات النفطية السعودي التي تبلغ حوالي 700 الف طن شهريا ستستأنف قريبا جدا.
وعندما سألناه عن عدم صدور أي تأكيد سعودي على مغادرة الملك سلمان الى ابو ظبي أعاد التأكيد بأن القمة الثلاثية ستعقد مساء اليوم الجمعة.
السعوديون غاضبون من مصر لعدة أسباب ابرزها دعم السلطات المصرية للنظام السوري، ودعمها لقرار روسي في مجلس الامن يعارض وقف الحرب على الجماعات “الإرهابية” في حلب، والانفتاح على ايران، وعدم المشاركة في حرب اليمن، وتعطيل مسألة عودة الجزيرتين “تيران” و”صنافير” الى السيادة السعودية.
المصريون في المقابل “عاتبون” على السعودية لانها تتعامل معهم بفوقية، وتريد بلادهم ان تكون تابعة لها، وانها تستخدم مساعداتها المالية، وحاجة مصر اليها كورقة ضغط سياسية للهيمنة على القرار السيادي المصري.
وصول العاهل السعودي الى ابو ظبي ولقائه مع الرئيس السيسي سينعش الآمال في احتمالات نجاح المبادرة الإماراتية، اما عدم وصوله فيؤكد ان العقبات ما زالت ضخمة، وان الخلافات استعصت على الحل.
مصادر مصرية اكدت لـ”راي اليوم” ان الشيخ محمد بن وزايد سيحضر بداية اللقاء الثلاثي المقرر في حال انعقاده، ثم يترك ضيفيه لمناقشة الخلافات وجها لوجه بكل صراحة ودون أي تدخل.
وتتحفظ مصادر خليجية تحدثت لـ”راي اليوم” في التعليق على هذه المبادرة وفرص نجاحها، وتتذرع بعدم وصول انباء مؤكدة عن انعقاد القمة الثلاثية المقترحة، وتؤكد ان الزيارة الرسمية التي من المقرر ان يقوم بها العاهل السعودي الى دولة قطر أوائل الأسبوع المقبل ربما توحي بحسابات أخرى، بالنظر الى العلاقات القطرية المصرية المتوترة، ووجود خلافات تحت السطح أيضا بين دولتي الامارات وقطر تطل برأسها بين الحين والآخر في بعض اجهزة الاعلام المحسوبة على الجانبين، علاوة على وسائط التواصل الاجتماعي.