ناطق الدفاع الروسية يتحدث عن أسباب سقوط مدينة “تدمر” السورية بأيدي داعش
يمنات – وكالات
ربطت وزارة الدفاع الروسية هجوم تنظيم “داعش” على مدينة تدمر بريف حمص السورية، باعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن تعليق عملياته في الرقة حتى الربيع المقبل.
و أوضح اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحفي الاثنين 12 ديسمبر/كانون أول 2016، إن التنظيم هاجم المدينة من 3 محاور – من الشمال والشرق والجنوب، إذ شارك في الهجوم ما يربو على 5 آلاف مسلح.
و شدد كوناشينكوف على أنه لم يكن لمثل هذه المجموعة الكبيرة من قوات الإرهابيين وجود في محيط المدينة قبل يوم الخميس الماضي.
و أوضح أن قرابة 4 آلاف إرهابي وبحوزتهم دبابات وعربات مصفحة وسيارات “جيب” مزودة برشاشات ثقيلة، انتقلوا بشكل سريع إلى ضواحي تدمر من ريفي دير الزور والرقة.
و لفت إلى أنه سبق لهؤلاء أن خرجوا من الموصل العراقية إلى الأراضي السورية دون أن يواجهوا أي عوائق.
و تابع: “من الواضح أن الدواعش تمركزوا في محيط تدمر كونهم واثقين من أن الأعمال القتالية في الرقة لن تستأنف”.
و أشار إلى أن الإرهابيين شنوا على مدى يومين هجمات عدة على تدمر، فتمكن الجيش السوري من صد أول هجومين قويين بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية.
و أوضح في هذا الخصوص أن الطيران الروسي وجّه 64 ضربة إلى مواقع تمركز و مواقع قتالية لـ “داعش” و إلى تعزيزات كانت متجهة للإرهابيين على تخوم المدينة.
و أكد أن الغارات أسفرت عن تدمير 11 دبابة وعربة مصفحة، و31 سيارة مزودة برشاشات ثقيلة، والقضاء على زهاء 300 مسلح.
و أوضح كوناشينكوف أنهم كانوا يستخدمون السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، والمدرعات والمدفعية الصاروخية التي بحوزتهم.
و أكد أن الإرهابيين تمكنوا من التوغل والتمركز على مشارف المدينة بعد هجوم مكثف، شاركت فيه، على أحد المحاور، سيارات مفخخة يقودها انتحاريون. وواصل الإرهابيون الهجوم رغم تكبدهم خسائر كبيرة.
و شدد كوناشينكوف على أن الطيران الروسي لم يوجه، ولا يوجه حاليا، أي ضربات إلى الأحياء السكنية في تدمر، مضيفا أن الإرهابيين استغلوا هذا الأمر وكثفوا هجماتهم.
و أضاف: “في هذه الظروف، قامت القوات الحكومية السورية بإجلاء سكان تدمر، وانسحبت من المدينة، لتتمركز في مواقع على تخومها”.
و أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية أن السلطات السورية تتخذ حاليا كافة الإجراءات لتحرير المدينة في أقرب وقت.
و اعتبر كوناشينكوف أن الهجوم الداعشي الجديد على تدمر، يؤكد مرة أخرى أنه لا يجوز إعطاء الإرهابيين أي متنفس، علما بأنهم يستخدمون كل فرصة من هذا القبيل لإعادة نشر قواتهم ولشن هجمات مفاجئة.
و أوضح المسؤول العسكري الروسي أنه من الضروري ممارسة الضغوط على الإرهابيين على جميع المحاور في سوريا والعراق وفي الدول الأخرى، من أجل تقويض قدراتهم على شن هجمات جديدة، وللقضاء عليهم في نهاية المطاف.
و بشأن الوضع في حلب، أكد كوناشينكوف أن القوات الحكومية السورية بسطت خلال الساعات الـ24 الماضية، سيطرتها على 5 أحياء أخرى من حلب الشرقية، وباتت تسيطر على 96% من مساحة المدينة.
و أضاف: مساحة الأحياء التي مازالت تحت سيطرة المسلحين شرقي المدينة لا تتجاوز 8.5 كيلومتر مربع.
و سبق لوكالة “سانا” السورية الرسمية أن أكدت استعادة الجيش السوري سيطرته على أحياء الشيخ سعيد والشحادين ومنطقة الإسكان وكرم الأفندي وكرم الدعدع والصالحين، وصولا إلى جسر الحج والجلوم وباب المقام والفردوس وقلعة الشريف.
و أضاف كوناشينكوف أنه منذ بداية عملية الجيش السوري في حلب، تمكن ضباط المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، من إجلاء أكثر من 100 ألف مدني، بينهم 40484 طفلا، من الأحياء الشرقية.
و أكد تزويد جميع المدنيين الخارجين من حلب الشرقية بالوجبات الساخنة والمواد الغذائية.
و أضاف: ما يربو على 5100 من سكان الأحياء الشرقية تمكنوا من العودة إلى منازلهم بعد تأمين المناطق التي يسكنون فيها.
و أكد كوناشينكوف خروج 2215 مسلحا من الأحياء الشرقية. موضحا أنه وفقا للقرار الصادر عن الرئيس السوري، تم العفو عن 2137 من هؤلاء، فيما تستمر الإجراءات الأمنية الضرورية مع الباقين.
و أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الخبراء الروس يواصلون تفكيك الألغام في الأحياء التي استعادها الجيش السوري. لافتا إلى أن هؤلاء قاموا حتى الآن بتأمين زهاء 31 هكتارا من مساحة المدينة وطرق بطول 18 كيلومترا، وهم تمكنوا في سياق هذه الجهود من تفكيك 1389 لغما وعبوة ناسفة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا