أنباء عن تعديل طفيف في خارطة الطريق .. ومراقبون يرون في تحركات كيري و ولد الشيخ محاولات لتحقيق نجاح شخصي
يمنات – صنعاء
قالت مصادر صحفية، إن أنباء تحدثت عن موافقة وزراء خارجية الرباعية، على تعديل طفيف في خارطة الطريق للحل في اليمن، التي قدمها المبعوث الأممي، اسماعيل ولد الشيخ.
و حضر ولد الشيخ اجتماع وزراء خارجية الرباعية الذي عقد في العاصمة السعودية، الرياض، الأحد 18 ديسمبر/كانون أول 2016.
و تتكون الرباعية من المملكة المتحدة و الولايات المتحدة و السعودية و الامارات.
و خارطة الطريق تحتوي نفس الأفكار التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، و عرفت بخطة كيري، عقب اجتماع لوزراء خارجية الرباعية في جدة بالسعودية، قبل أكثر من شهرين.
و حسب موقع العربي، فإن التعديلات التي تم الموافقة عليها من قبل وزراء خارجية الرباعية تتعلق بما يتصل بنزع صلاحيات هادي لصالح نائب رئيس توافقي.
و نقل الموقع، عن مصادر سياسية إن اجتماع وزراء خارجية الرباعية سيعمل على ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة هادي للقبول بالعودة الى المحادثات استناداً إلى تفاهمات مسقط بين وفد صنعاء و كيري، الشهر الماضي، و التي تتضمن وقف إطلاق النار، و استئناف المفاوضات، و القبول بترتيب القضايا في خارطة الطريق و اعتبارها أساساً للمفاوضات، و العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل في صنعاء كعاصمة آمنة قبل نهاية العام الجاري.
و أظهر كيري في مؤتمر صحفي عقده في الرياض، الأحد، مع نظيره السعودي، عادل الجبير، أظهر قدراً من الليونة ربما في حديثه عن خارطته التي كان قد طرحها و سار عليها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
و قال كيري، إن “الخارطة ليست اتفاقاً نهائياً، و يمكن التفاوض بشأنها لتعديلها. مشددا على أن أي اتفاق بشأن اليمن يجب أن يرتكز على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، و هي المبادرة الخليجية و مخرجات الحور الوطني و قرار مجلس الأمن رقم 2216.
و أكد أن بلاده ستواصل العمل مع السعودية من أجل التوصل إلى سلام في اليمن”. منوها إلى أن المباحثات التي أجراها مع المسؤولين السعوديين هدفت إلى دفع عملية السلام في اليمن.
مراقبون سياسيون يرون أن “كيري” يسعى قبل مغادرة منصبه، لتحقيق نجاح في اليمن بعد فشله في تحقيق أي نجاح في مكان آخر.
و كشف هادي قبل يومين أن حكومته قدمت مقترحا للأمم المتحدة بشأن خارطة طريق للحل في اليمن، غير أنه أشار إلى أن حكومته لا تزال تنتظر رد المنظمة الدولية.
و مع كل ما يطرح و بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية و تحركات المبعوث الأممي بشأن الأزمة و الحرب في اليمن، يرى محللون أن هذه التحركات لن تتمكن من اختراق جدار الأزمة، و أنها ستعمل على تحريك ملف اليمن من حالة الركود والجمود الذي يمر به.
و يرى البعض أن هذه التحركات لها أبعاد سياسية إقليمية و دولية، خصوصاً فيما يتعلق بترتيب الإدارة الأمريكية الجديدة العديد من الأوراق في الشرق الأوسط.
و يرى أخرون أن تحركات ولد الشيخ شخصية تهدف إلى اقناع الأمين العام القادم للأمم المتحدة، الذي سيتولى منصبه في الأول من يناير/كانون ثان، بالتجديد له لمواصلة مهامه لمبعوث شخصي له في اليمن.
و حسب “العربي” يرى سياسيون أن كيري من خلال زيارته إلى الرياض يحاول تطمين السعودية بشأن حلب، و مناقشة موضوع تسوية سياسية و عسكرية في اليمن.
و يعتبرون أن زيارة كيري ربما كانت في سياق “التطمين والتعويض” للسعوديين بعد “خسارة” حلب.
و يرى مراقبون أن زيارة كيري إلى السعودية هي آخر ما تبقى من أوراق للإدارة الديمقراطية، للضغط بشأن المسألة اليمنية، لدى السعودية، قبل تسليم الملف للإدارة الجمهورية التي صار ترامب على بعد خطوة من تسلم رئاستها فعلياً، في الـ”20″ من يناير/كانون ثان القادم، و الأرجح أن لدى الإدارتين أولوياتهما في عدة قضايا شرق أوسطية، حد ما أورده الموقع.
و ما يرجح ما يذهب اليه المحللون و المراقبون، هو استمرار التطورات العسكرية على الأرض، و التصعيد الجوي من قبل “التحالف السعودي” منذ قرابة أسبوع، و هو تصعيد لا يمكن احتسابه في تحريك ورقة الأزمة نحو الانفراج بقدر ما يحتسب نوعاً من العبث والتدمير في ظل انعدام هامش تغيير الموازين العسكرية.
حكومة هادي التي عادت إلى عدن بهدف اللجوء إلى الحسم العسكري و الاشراف على معركة تعز كما تقول، تظهر غير قادرة على الوفاء بما تقول، و عاجزة عن تحريك الورقة العسكرية، خصوصاً أنه و منذ عودة هادي إلى عدن وبعض أعضاء حكومته لم تشهد تعز أي تقدم يذكر لصالح (الشرعية) كما وعدت، ما جعلها تعاود خطابها للأمم المتحدة و المبعوث الأممي بخارطة طريق جديدة تلبي طموحاتها و تتناسب مع مواقفها التي تبدو متمسكة بها و تختصرها بالمرجعيات الثلاث، فضلا عن التمردات العسكرية في صفوف قوات هادي و التي رفض الالاف من جنودها المشاركة في أي معركة باتجاه تعز.
و بالمقابل فإن المواقف الدولية كما يبدو قد تجاوزت الطرح الذي لم يعد الرهان عليه مجدياً في مسألة إحلال السلام، حيث يرى المجتمع الدولي أنه لا بد من تقديم تنازلات، و لا مفر من تغيير بنود اتفاق السلام بطريقة يجعل أمر إيقاف الحرب ممكناً.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا