مرة أخرى .. احذروا الخدعة القادمة في الأردن
يمنات
أحمد الحبيشي
ما تمخض عن لقاء الرياض برئاسة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يعكس مأزق دول العدوان وداعميها، و لم يخرج عن (الحلقة المفرغة) التي تدور في داخلها تلك الدول، بالإضافة الى المبعوث الأممي ولد الشيخ وشركائه، منذ مشاورات (جنيف1) مرورا بمشاورات (بيرل) وصولا الى (مفاوضات الكويت و تفاهمات مسقط).
تميَّزت مخرجات اللقاء الأخير الذي انعقد على عجل في الرياض، بتعديل خطة المبعوث الأممي التي كانت قد استوعبت ما تم التفاهم حوله في مسقط بحضور جون كير في بداية نوفمبر الماضي، و إقرار خطة بديلة يتم من خلالها استدراج القوى و المكوِّنات السياسية المناهضة للعدوان السعودي الأميركي الى الأردن، للموافقة عليها قبل نهاية هذا العام، كإطار عام للإجراءات التقنية اللازمة لضمان أمن الحدود الجنوبية للسعودية كهدف محوري يسبق أي مشاورات تستهدف وقف العدوان و فك الحصار و إحلال السلام في اليمن، ثم فرض ما سيتم التوصل اليه في تفاهمات الأردن بعد ذلك، على الإدارة الأميركية القادمة، كخطة جاهزة توافقت عليها الأطراف المتنازعة لتحقيق السلام للسعودية أولا، و التسوية السياسية لليمنيين ثانيا!!؟؟
و الحال ان التهافت على التعاطي مع خطة الرياض، سيكون بمثابة انتحار سياسي، و تفريط رخيص وغير مقبول بصمود وتضحيات شعبنا في وجه العدوان، بهدف توفير حبل النجاة لإنقاذ السعودية وشركائها الإقليميين و داعميها الدوليين الذين فشلوا على امتداد عامين في تحقيق الأهداف السياسية و العسكرية للحرب القذرة التي شتُّوها على اليمن أرضا وشعبا، و ارتكبوا خلالها جرائم حرب و جرائم معادية للإنسانية و عمليات إبادة جماعية بأسلحة محرمّة دوليا.
يقينا انهم يريدون فرض نهاية للحرب من منظور الإدارة الأميركية الراحلة التي تسعى بالتنسيق مع السعودية الى إغلاق ملفات الحروب التي أحرقت المنطقة العربية بهدف توطين الإرهاب و تفكيك الدول والجيوش الوطنية، و بما يحقق الحد الأدنى من أهداف تلك الحروب، و يحفظ للسعودية و داعميها الدوليين ماء الوجه، و يجنِّبها مخاطر الملاحقة و المساءلة.
من الواجب عدم الاستعجال، و الحذر من التهافت على الحلول التي يسعى العدو السعودي الى تسويقها في لحظة النزع الأخير .. و لنتسلح جميعا بالصبر قليلا حتى نرى بعد ثلاثة أسابيع، مالذي تحمله الإدارة الأميركية القادمة برئاسة دونالد ترامب في جعبتها، عندما ترحل ادارة أوباما نهائيا من البيت الأبيض.
و بعد ذلك سيكون لكل حادث حديث .. مع العلم إن ترامب أعلن صراحةً انه لا يُصدّق الأهداف المُعلنة للحرب السعودية على اليمن، و لعله يقصد بتلك الأهداف (إعادة ما يُسمّى الرئيس الشرعي و حكومته المقيمة في فنادق الرياض)، مؤكدا ان التدخل السعودي في هذا البلد يستهدف السيطرة على النفط و الثروات الطبيعية الممتدة على الحدود الطويلة بين اليمن و السعودية بحسب قوله!!
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا