محمد العبسي .. سلام عليك في تابوتك الابدي
يمنات
نجيب الحاج
عام سعيد يا محمد عبده العبسي ها نحن اليوم نودع عام مضى و نستقبل عام أخر جديد، و في القلب حسرة بحجم فاجعة موتك و وجع مهول لا يزال يجتاحنا و يعتصرنا مُنذُ لحظة رحيلك، و في الحلق الف غصة و غصة لا تزال عصية عن البوح بمدى عجزنا و تخاذلنا و تراخينا و لا مبالاتنا و جُبننا في مجابهة السلطات الحاكمة التي قارعتها و فضحت قُبحها و عريت فسادها لوحدك و بصدق قلمك و لسنوات طوال بقيت خلالها “وحيداً كالقطرة” في صدارة مواجهتها، و ها هي السلطات الحاكمة اليوم بعد رحيلك قد زاد غرورها و اتسع حجم تجبرها و تكبرها و لا زالت حتى اللحظة تُسوف و تكابر و تماطل و تمتنع و تختلق الذرائع و المبررات للحيلولة دون تشريح جثتك و كشف اسباب و فاتك التي مر عليها أكثر من عشرة أيام..؟؟ في ظل صمت مُريب و عجز مخزي من قبلنا رغم كثرتنا من حولك..؟!
ها نحن اليوم جميعاً نثبت لك يقيناً اننا لم نكن كما كنت تأمل لنا ان نكون “جميعاً كالأمطار” فنحن اليوم نقف عاجزين عن مجرد الانتصار لقضيتك التي كشفت حجم تمزقنا و ما فعله الدهر بنا من شتات!! فلم نفعل لك شيء سوى الحسرة و الحزن و الشجب و التنديد و إطلاق الشطحات و التصريحات التي نتج عنها لا شيء..!!
ربما “يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب..؟”؟؟ اليوم فقط و في هذا العام الميلادي الجديد ادركنا حجم الفراغ الذي خلفه رحيلك الموجع فأيقنا مدى تفككنا و تشرذمنا و عجزنا و حجم الصمت المخزي الذي سيطر علينا و رهبة البوح التي جعلتنا نتناسى و نتحاشى مجرد الحديث عن قضيتك و مدى الاهمال والتناسي المتعمد الذي فرض عليها خلال فترة قياسية لا تزال فيها وجبة الموت طرية لم تهضم بعد في احشائك، و لا يزال السُم سارياً مفعوله في جسدك و هو ينخر جسمك النحيل، و لا يزال يلوح في الافق اصرار عجيب عن نوايا خفيه لدفن الحقيقة معك في تابوتك الابدي..!!
فها نحن اليوم و بمناسبة العيد الميلادي الجديد نتذكر غيابك و نجدها مناسبة مؤلمه نبلغك من خلالها بحجم عجزنا المخزي عن مؤازرتك أو الانتصار لقضيتك و نعترف لك بأننا خذلناك حياً و ميتاً..
لك السلام في تابوتك الابدي أيها الصديق الطيب .. ربما سيأتي جيلاً اخر في زمن أخر غير هذا الزمن المعتوه سوف ينصفك و ينتصر لقضيتك لا محاله.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا