الصلو .. معارك تقتل المدنيين
يمنات – صنعاء
مديرية الصلو الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة تعز، جنوب غرب البلاد، و التي تضم “11” عزلة دخلت في اطار الصراع المسلح الذي تشهده البلاد منذ منذ قرابة العامين.
وصل الصراع المسلح إلى الصلو البالغ مساحتها (82.2كم2) و يقطنها (64.250 نسمة)، في أغسطس/آب 2016،.
و شهدت المديرية معارك كر و فر بين طرفي الصراع، ما تسبب في سقوط ضحايا من المواطنين و تدمير منازل.
و حسب تقرير أعده هيثم ناجي، و نشره موقع “الاشتراكي نت”، استقيظ سكان قرية الشرف في الـ”29” من أكتوبر/تشرين أول 2016، على فاجعة استهداف بيت المواطن “عبد الله عبده حمود الشهابي” و الذي قتل هو و زوجته و 8 من أبنائه و حفيدته منار عبده سعيد (8 سنوات).
اُستهدف المنزل الذي يقع أعلى القرية من قبل طيران التحالف و الذي يتضح من خلال الصور الجوية بعده عن طريق النقل العام و وعورة الطرق المؤدية إليه.
نجا من استهداف البيت الابن الأكبر للعائلة عمار الموجود في صنعاء، و ابنته والدة “منار”.
و يقول موقع “الاشتراكي نت” إنه تواصل مع صلاح سلطان الشرجبي، أحد أقارب عبد الله عبده حمود، و قال: أن المنزل المستهدف ليس ثكنة عسكرية، وأن خاله (عبد الله) لا علاقة له بالسياسة أو أي جماعة مسلحة وهو أمي، لم يتعلم.
و أضاف: الابن الأكبر” عمار” وأخته يعيشان اضطراباً نفسياً، بعد استهداف عائلتهما، وهما في حالةٍ يرثى لها، ولم تلتفت للقضية أية مؤسسة، ونحن بحاجة للإنصاف.
الطيران استهدف أيضاً في اليوم ذاته بيت المواطن، يعقوب هائل سعيد في قرية الحود، ومنزل محمد عبده سعيد في قرية الصيار.
50% من سكان الصلو بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب البيانات الرسمية من مكتب الصحة بالمديرية التي أوردها تقرير لمؤسسة زيد وغالب الاجتماعية التنموية.
و أشار التقرير إلى أنه من المؤكد نفاد المخزون الغذائي، و من المرجح عدم تمكن المواطنين من زراعة أراضيهم في الموسم القادم، ما سيساهم في انتشار مرض سوء التغذية، وأن 10.616 طفلاً دون سن الخامسة معرضون لهذا المرض بينهم 2529 طفل دون سن عامٍ واحد.
و أكد التقرير توقف 4 مراكز صحية من 18 مركز صحي في المديرية، وأن 17.000 مواطن لا يملكون فرصة الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، فيما المخاوف تزداد من انتشار الأمراض المختلفة الأكثر شيوعاً، كالالتهابات الرئوية والأمراض الجلدية والإسهال وسوء التغذية والطفيليات المعوية، ومن المرجح وجود زيادة في أعداد الوفيات بسبب صعوبة نقل المرضى إلى خارج المديرية.
وأضاف التقرير أن من أسباب توقف المراكز الصحية، استهداف بعضها بنيران طرفي الصراع، وانقطاع الامدادات الطبية والمعدات كالكهرباء.
التقرير قال إن 10 آلاف مواطن نزحوا من قراهم في الصلو إلى المدن والمناطق المجاورة، في حالة نزوح داخلي تشهدها البلاد منذ سنوات، بينما الحصار يطبق على ما يزيد عن 30.000شخص بينهم نازحين محليين يتم إيواءهم في بيوتٍ قديمة غير ملائمة للبقاء ومنازل أسر كريمة وأن المأوى الآمن والاحتياجات الأساسية صارت من الأشياء النادرة.
14 مدرسة- حسب التقرير- توقفت من أصل 34 مدرسة في المديرية، وتستوعب المدارس المتوقفة 20.000 تلميذ، ووفقاً للتقرير فإنه تم التأكد من توقف 10.000 طالب وطالبة عن التعليم.
وأوضح التقرير أن الأسباب الرئيسية لتوقف العملية التعليمية هي تمركز الجماعات المسلحة فيها وتحويلها مراكز ومخازن أسلحة لها. بالإضافة الى خوف السكان على أبنائهم من القنص أو الألغام الفردية.
الألغام أيضاً أودت بحياة طفلين في ديسمبر الفائت بقرية الجود، الطفلان محمد عبد الله عقلان ومحمد عبد الجليل كانا يسيران في القرية وانفجر فيهما لغمٌ فردي زرعه المسلحون.
التقرير أوضح أن، الألغام المزروعة في الطرقات تعيق العربات والمركبات والأفراد في المديرية من التنقل الآمن.
استمرار الصراع يفاقم الأزمة الإنسانية في الصلو وكل البلاد، وينبئ بمستقبلٍ مجهول، ينظر إليه بعينٍ ضيقة.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا