صحيفة امريكية : مهمة السعودية وأمريكا في اليمن مستحيلة والحرب تقتل المدنيين وتمكن داعش والقاعدة
يمنات
جددت صحيفة (واشطن تايمز) الأمريكية، تأكيدها تورط السعودية وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في اليمن، وتمكين الإرهابيين بما فيها تنظيما داعش والقاعدة.
وقالت الصحيفة انه بعد شهرين من قتل أكثر من 140 شخصا بغارة جوية سعودية على مجلس عزاء في صنعاء -الحلقة الأحدث ضمن سلسلة طويلة من الهجمات على أهداف مدنية قادت إلى توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب في اليمن- قررت إدارة أوباما تقليص الدعم الأميركي لتدخُّل الرياض الدموي في الحرب باليمن.
وقال مسئول في الإدارة الأمريكية -لم يكشف عن اسمه- لشبكة “اي بي سي” الإخبارية: “لا زالت المخاوف تعترينا بشأن الصراع الدائر في اليمن وكيف اندلع، بالأخص الحملة الجوية، ونتيجة لذلك، قررنا عدم المضي قدما بشأن منح موافقة نهائية على بعض مبيعات الأسلحة، وهذا يعكس التزامنا المستمر، ومخاوفنا القوية إزاء الأخطاء الناجمة عن ممارسات التحالف السعودي بشأن الأهداف، وفوق هذا كله الحملة الجوية في اليمن”.
في حرب وأزمة إنسانية مقلقة كهذه، تم التقليل من خطورتها بشكل مستمر من قبل واشنطن، وتجاهلا من قبل الكثير من وسائل إعلامنا، إلا أن خطوة وقف مبيعات الذخائر هذه نالت ترحيبا عبر وسائل الإعلام. حيث يؤدي التدخل السعودي، لاسيما الحصار الذي ساعدت الولايات المتحدة في فرضه، إلى تدمير حياة المدنيين اليمنيين، مما ينجم عنه حالة نزوح داخلية كبيرة وفقر مدقع، فضلا عن ترك الملايين دون الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية، أو حتى الحصول على مياه شرب نظيفة.
أدت الفوضى الناجمة عن التدخل السعودي المدعوم أميركيا أيضا إلى تمكين الجماعات الإرهابية من الازدهار في اليمن، بما فيها تنظيم داعش والقاعدة في شبه الجزيرة العربية، ولقد تغلغل الأخير ليجد له مكانا ضمن الفراغ الموجود في السلطة بهذا البلد الذي مزقته الحرب وخلق دولة مصغرة على طول ساحل الخليج. إن قرار إعادة النظر في الدعم الأميركي بشأن التدخل السعودي في اليمن أمر طال انتظاره، بيد أنه بداية جيدة.
إلا أن السواد الأعظم من المساعدات الأمريكية، رغم ذلك، سيظل كما هو، وهو ما يُعتبر خطأ استراتيجيا. ولذا، فان إلغاء صفقة الأسلحة هي صفعة على المعصم أكثر من مسألة إعادة نظر أساسية، فيما إذا كان تحالفنا الدائم مع السعودية على وجه العموم أو المساعدة في هجمات اليمن بشكل خاص يصبان في مصلحة الولايات المتحدة.
وتطرقت الصحيفة إلى مقال للمحلل السياسي الأمريكي المنشور في مجلة “ذي ويك” والذي قال فيه: “لقد ظلت السعودية حليفة للولايات المتحدة لفترة طويلة، وصديقة في منطقة كانت فيها إيران والعراق في حالة عداء”.
وأضاف: “بيد أن حرب آل سعود في اليمن ما هي إلا صراعٌ أثار غضب عدد من حلفائنا الآخرين مثل أستراليا التي دعت إلى وقف الحرب في اليمن، وقضى على مصداقية الولايات المتحدة، وكذلك الموقف الأخلاقي في إدانة أعمال وحشية أخرى ترتكب في الشرق الأوسط، كتلك المعاناة الجارية في حلب، سوريا”.
بالرغم من أنه يُنظر إليها كصديق مهم من أجل الحفاظ على أمن أمريكا، إلا أن علاقتنا بالسعودية ليست بتلك الأهمية كما كانت ذات يوم، إلى جانب أن التداعيات السلبية لحالة التجاهل المتعمدة تكمن في تورط الولايات المتحدة السيئ على نحو متزايد في اليمن، وهو ما يعد أكبر إلى حد ما من مجرد جهد لمراقبة قتال طائفي، وجزء من جهد أوسع لإعادة تشكيل منطقة برمتها عن بُعد. إنها مهمة مستحيلة ومكلفة من الناحية العملية تجعلنا أقل أمناً، بينما يُدمَّر اليمن.
المصدر: وكالة العهد