المؤتمر يهاجم ثورة فبرائر ويصفها بـ”المأساوية” ويقول ان اجهزة استخباراتية صهيونية خططت لثورات الربيع العربي
يمنات – صنعاء
هاجم المؤتمر الشعبي العام في بيان صدر عنه، مساء الجمعة 10 فبرائر/شباط 2017، ثورات الربيع العربي. معتبرا أنها هذه الثورات خططت له الاجهزة الاستخباراتية للكيان الصهيوني في اطار الفوضى الخلاقة و الشرق الاوسط الكبير الذي اعلنته الولايات المتحدة الامريكية، و استهدف تدمير مقدرات الدول الجمهورية الرافضة للهيمنة على القرار العربي المستقل والمقاومة للاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية الفلسطينية في سوريا و تونس و ليبيا و مصر و اليمن، و ما سبق تنفيذه في العراق.
و أشار المؤتمر في بيانه إلى ان ذلك الامر استطاع من خلاله الكيان الصهيوني تدمير هذه الدول و إدخالها في دوامات الصراعات و الحروب الداخلية تحت شعار اسقاط الانظمة و عمل من خلاله على زرع الفتن الطائفية و المذهبية و المناطقية في تلك الدول.
و تعد هذه اللهجة المؤتمرية هي الأولى تجاه ثورة فبرائر الشبابية، التي اطاحت بنظام علي عبد الله، قبل ان يتم احتوائها من قبل جزء من النظام أعلن انضمامه إليها، بمباركة “الاخوان المسلمين”، عبر ذراعهم المحلية، التجمع اليمني للاصلاح.
و لفت المؤتمر في بيانه إلى بلادنا استطاعت تجاوز مخطط الربيع العربي في حينه و عدم السماح بتنفيذه. مرجعا ذلك لما سماها “حكمة وحنكة” علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الاسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام. منوها إلى أن صالح اثر الحفاظ على مقدرات الوطن و السلم الاجتماعي و سلم السلطة حقنا للدماء و تنازل عن حقه الدستوري في استكمال فترة الرئاسة و هو الموقف الذي سيخلده التاريخ.
و حكم “صالح” البلاد 33 عاما، متحالفا مع القوى التي اعلنت انضمامها للثورة الشبابية في 18 مارس/آذار 2011، و ابرزها علي محسن الأحمر الذراع العسكري للاخزان المسلمين، و أولاد الأحمر، الذراع القبلي للاخوان المسلمين، و التيار السلفي في الاخوان المسلمين الذي يقوده عبد المجيد الزنداني، المدرج ضمن لائحة الارهاب الامريكية.
و أشار المؤتمر في بيانه، إلى أن المؤامرات التي استهدفت بلادنا لم تتوقف حيث عمل عبد ربه منصور هادي و معه الاخوان المسلمين و شركائهم خلال الفترة الانتقالية على ممارسة الاعمال الاستفزازية ضد المؤتمر الشعبي العام و قيادته و أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي بهدف اثارة الفتنة و الزج بالبلاد نحو الصراعات والحروب الداخلية.
و أوضح أن المؤتمر الشعبي العام و حلفائه كانوا يدركون خطورة ذلك المخطط و عملوا على تفويت الفرصة على تلك العناصر و القوى. لافتا إلى أن حجم التآمر وصل الى مستوى استصدار قرارات من مجلس الامن الدولي تعسفية و استفزازية لجر البلاد الى الحرب الداخلية.
و كان عبد ربه منصور هادي، كان يشغل نائبا لرئيس الجمهورية منذ أغسطس/آب 1994، و نائبا أول لرئيس المؤتمر الشعبي العام، عوضا عن أن رئيس حكومة هادي الحالي، أحمد بن دغر، عين نائبا أول لرئيس المؤتمر الشعبي العام، في نوفمبر/تشرين ثان 2014، قبل أشهر من التحاقه بـ”هادي”.
و قال المؤتمر في بيانه: أمام فشل تلك المخططات التآمرية و عدم السماح بتنفيذها تم اللجوء الى الاستعانة ببعض الانظمة العربية بقيادة السعودية لشن عدوان همجي و غاشم و غير مبرر على بلادنا استهدف تدمير قدراته العسكرية و الأمنية و تدمير البنية التحتية و قتل الاطفال و النساء و الشيوخ و فرض حصار بري و بحري و جوي على شعبنا و وطننا و تسخير الامكانيات المادية لإشعال الحروب و الاقتتال الداخلي واستخدام التنظيمات الارهابية (القاعدة وداعش) في تنفيذ ذلك، و إرسال القوات الاجنبية لاحتلال الاراضي و الجزر اليمنية.
و أكد أن كل ذلك تم بدعم لوجستي من الدول الت يوصفها بـ”الراعية” لما اسمي بالربيع العربي، و هي اسرائيل و أمريكا و بريطانيا امام مرأى و مسمع المجتمع الدولي، و الذي جسد نظرية الكيل بمكيالين و إدانة الضحية و تشجيع المعتدي من خلال البيانات التي تصدر عن مجلس الأمن الدولي التي تدين الشعب اليمني المقاوم للعدوان و تؤيد القوى المعتدية الغازية و ترفض ادانة الحصار و قتل المدنيين الابرياء من ابناء الشعب اليمني.
يذكر أن نظام علي عبد الله صالح كان قد ابرم اتفاقية مع الولايات المتحدة تقضي بالسماح لها باستهداف عناصر القاعدة في الأراضي اليمنية، بطائرة بدون طيار، دون أن تمر هذه الاتفاقية عبر مجلس النواب.
و أدت غارات الطائرات الامريكية بدون طيار إلى مقتل عشرات المدنيين الأبرياء، في ضربات خاطئة، ابرزها ضربة قرية المعجلة في أبين، دون أن تتحرك الحكومة للمطالبة بتعويض الضحايا، أو حتى ادانة العملية.
و أشار البيان إلى أنه لم يعد خافيا على احد بان ما حصل في منطقتنا العربية كان تنفيذاً لمخططات صهيونية وأمريكية بعد الاعترافات التي اعلنت امام الرأي العام العالمي والذي نفذ من خلال ادوات ومكونات وأيادي عربية.
و اتهم البيان حركة الاخوان المسلمين بأنها كانت في مقدمة تلك التنظيمات التي عملت على تنفيذ هذا المخطط الذي وصفه بـ”العبري” و فرض السيطرة والانقضاض على السلطة وتدمير مقدرات الامة بمساعدة شركائهم من التنظيمات والجماعات التي كانت تدعي القومية واليسارية والإسلامية.
و تحالف “صالح” رئيس المؤتمر منذ بداية حكمه مع رموز تيارات الاخوان المسلمين في اليمن، و كان رئيس الهيئة التنفيذية لتجمع الاصلاح “اخوان اليمن” الحالي، محمد اليدومي، نائبا لرئيس جهاز الأمن السياسي في ثمانينات القرن الماضي.
و أكد المؤتمر أنه و في الوقت الراهن تكشفت حقائق بعض القوى و الجماعات التي تعلن انها رافضة للهيمنة الاسرائيلية و الأمريكية على سيادة القرار العربي، في حين أنها تعمل على الاحتفاء بهذه الذكرى التي وصفها بالمأساوية، ليس على شعبنا و وطننا اليمني و حسب بل على شعوب و دول المنطقة.
و أشار إلى أن هذا الموقف يضع اكثر من علامة استفهام و تساؤل حول حقيقة المبادئ و الشعارات المعلنة التي تتنافى مع التوجه لأحياء ذكرى تنفيذ مخططات المخابرات الاسرائيلية و الأمريكية.
و أوضح أن المرحلة الراهنة تستدعي على كل القوى الوطنية والشرفاء من ابناء الوطن الوقوف صفاً واحداً والتكاتف فيما بينهم لمواجهة العدوان الهمجي على بلادنا و شعبنا و الذي يأتي استكمالاً للربيع العربي و هي معركة للحفاظ على السيادة و الأرض و العرض و التاريخ و الحضارة و الابتعاد عن ممارسة أي فعل او عمل يهدف الى شق الصف الوطني كون ذلك يعد خيانة لدماء الشهداء و للأبطال من ابناء القوات المسلحة و اللجان الشعبية الذين يقدمون ارواحهم و دمائهم فداء للوطن.
يذكر أن حركة أنصار الله شريك المؤتمر في حكومة الانقاذ و المجلس السياسي، لم تعلن حتى الآن احتفالها بالذكرى كما دأبت كل عام، كونها أحد مكونات ثورة 11 فبرائر.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا