تعز على فواهة بركان يوشك أن ينفجر
يمنات
مكرم العزب
مشكلة الكثيرين من متابعين الأحداث في بلادنا بشكل عام, تتمثل في عدم امتلاك مهارات القراءة الفاحصة للأحداث التي تحدث حولنا قراءة شاملة وجامعة, لندرك ما وراء الأحداث, وربطها ببعضها, واستقراء اسبابها وتاريخ ظهورها.
القارئ اللبيب لتطور الاحداث في تعز, ينظر للأحداث بشكل إجمالي ومرتبط ببعضها, و يستطيع أن يتوصل للخيوط التي تربط الأحداث بمفتعليها, ويستنتج أسبابها , ودوافعها , ويتنبأ بما سيكون في الأيام القادمة..
و لذا فإني أسألك أولا: هل تعتقد كمتابع أن الظاهرة الغزوانية تعتبر ظاهرة شخصية عارضة..؟ و من المستفيد من نشر الفوضى والقتل والنهب والسلب في المناطق المحررة ومنها تعز..؟
ما علاقة هده الفوضى في تعز بما يحصل من انسحابات من مناطق تحت سيطرة المقاومة في جبل حبشي..؟
وما علاقتها بالتطورات والمستجدات بما يدور في مناطق استراتيجية وهامة في الساحل وتحديدا في مديريات ذوباب والمخا والوزعية وموزع..؟
ماذا تتوقع من تطور للأحداث في تعز, وهل البركان الذي بدأ يرسل حممه من فواهة صغيرة سنشاهده ينفجر في تعز ليقضي على ما تبقى للحالمة تعز..؟
لا نستبعد أن تكون ظاهرة غزوان وعصابته جزء من مخطط ممنهج ستتضح معالمه في الأيام القادمة, وهذا المخطط بدات مؤشراته تظهر في أعمال التقطعات, والنهب والسلب والقتل للمواطنين في المدينة الحالمة, والانسحاب الممنهج من بعض المواقع العسكرية التي كانت قد سيطرت عليه المقاومة في أوقات سابقة ببلاد الوافي جبل حبشي.
المخطط يهدف الي نشر الفوضى والقتل والنهب داخل تعز. و يعمل في اربع اتجاهات .. (أمني وعسكري واعلامي وسياسي).. و له دوافع متعددة بعضها شخصي متعلق بالشخصيات المرتبطة بعلي محسن الاحمر والطموح للعودة للحكم، و بعضها متعلقة بحزب التجمع اليمني للإصلاح, وادارة صراعه مع الإمارات العربية في تعز والمناطق الجنوبية..
و تأتي هذه الأحداث في تعز مع ازدياد حدة الصراع في المدينة بين فصائل المقاومة, واعتقد بأنها مرتبطة أيضا بالتطورات الحادثة في المحافظة والمتمثل بوصول قوات الشرعية و بدعم من دول التحالف العربي وعلى رأسها دولة الإمارات العربية إلى مناطق الساحل في ذو باب و مينا المخا التاريخي.
و تأتي هذه الحوادث والانفلات الأمني كرد فعل من تجمع الإصلاح الذي يبحث أن يظل سيد الموقف وهو من يبدو ويظهر بالصورة فقط .. لما أعتاد عليه هذا الحزب من التعامل مع شركائه في اللقاء المشترك كوصي عليهم وليس كحليف.
كما أننا لا نستبعد أن يكون لأذرع الجنرال علي محسن الأحمر اليد الطولى في تنفيذ مخطط الانفلات الأمني بمحافظة تعز, حيث تتواجد له أذرع مليشية قوية يقودوهاجنرالاته بشكل قوي في المحافظة, لتثبت أولاً للإمارات بأنها قادرة على خلط الأوراق, وثانيا لتخوفه من أي تقدم في تعز قد يفضح ويعري محسن بتأخره في تحرير المناطق في صرواح ونهم وعدم تقدمهم لتحرير العاصمة صنعاء كما وعدقبل سنة ونصف.
أيضا يعتبر ظهور جماعات مسلحة تتبع أشخاص وعصابات أصبحت البلطجة والنهب مصدرا للارتزاق والتجارة لهم, وأي انفراج بالوضع يعتقد هؤلاء بأن الحنفية ستغلق عليهم, وأن وجود الدولة سيجعلهم يفقدونها ويتوقفون عن عمليات السطو والنهب للممتلكات العامة والخاصة بالمواطنين والتي أصبحت مصدرا للثراء لبعض العصابات المسلحة في تعز.
كذلك لا نستبعد أن الهدف من إحداث هذه الفوض والإنفلات الأمني في تعز من قبل هذاالحزب يهدف إلى تقديم صورة سلبية للمقاومة في تعز أمام دول التحالف, خصوصا بعد أن تضرر هذا الفصيل واقصد به تجمع الإصلاح من تحويل المسؤلية المالية قبل أشهر إلى أبو العباس قائد كتائب أبو العباس, كذلك لا نستبعد بأن هناك أطرف اخرى تشتغل في تعز باتجاه تفجير الوضع داخليا, و ما زالت على ارتباط حزبي وغيره مع رموز الانقلابيين في صنعاء.
لذا نتوقع في الأيام القادمة أن تشهد تعز مزيدا من الانفلات الأمني, بصفة ممنهجة ومخططة, إذا لم يتم استدراك الواقع المؤسسي الأمني, و بناء المؤسسة الامنية وفق قواعد مهنية صرفة, ودعمها المادي واللوجستي من الجهات المعنية بذلك.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا