شرعية الأصنام الفاسدة
يمنات
حسين الوادعي
كوريا الجنوبية نموذج آخر للديمقراطيات الوليدة التي تمضي قدما في ترسيخ روح الديمقراطية وثقافتها ومؤسساتها.
مرت كوريا الجنوبية بتجربة الاحتلال الياباني ثم الاحتلال الامريكي ثم الحرب الاهلية مع الشطر الشمالي ، ثم سلسلة طويلة من الانقلابات والاغتيالات والحكم الديكتاتوري منذ اربعينات القرن العشرين حتى 1980.
لكن الكوريون بعد ذلك قرروا القطيعة مع ماضي الاستبداد والفساد والحروب الاهلية وانتقلوا تدريجيا نحو الديمقراطية الليبرالية.
الرئيسة المخلوعة “بارك غوين-هاي” فازت برئاسة كوريا الجنوبية في انتخابات نزيهة عام 2013 وكانت تعد آنذاك من اقوى 100 سيدة في العالم، وكانت ناجحة جدا في ادارتها للملفات الاقتصادية والسياسية والخارجية للبلد.
لكنها تورطت في فضيحة فساد مع صديقتها المقربة “تشوي سون-سيل” التي استخدمت صداقتها مع الرئيسة لاجبار شركات ورجال اعمال على التبرع لمؤسساتها الربحية.
قرر البرلمان عزل الرئيسة من منصبها وايدت المحكمة الدستورية الحكم يوم امس واعلنت عن اجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يوما.
رئيسة ناجحة ومنتخبه ديقراطيا لكنها خانت الديمقراطية والقانون بتسهيل قضية فساد لصديقتها فلم يتسامح معها الشعب الكوري ولا مؤسساته.
فلنقارن ذلك بما يحدث في اليمن من الفريقين:
الفريق الذي لا زال يؤيد دكتاتورا حكم البلاد ودمرها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لثلاثة وثلاثين سنة، والفريق الخصم الذي يؤيد رئيسا عاجزا تواطأ مع جماعة مسلحة لاسقاط المحافظات والعاصمة وجر بلده لحرب تصفيات اقليمية لا ناقة لها فيها ولا جمل.
ومع ذلك يصر الفريقان ان الشرعية كل الشرعية في اصنامهم الفاسدة المتهالكة.
فلنتعلم من كوريا ومن غانا ايضا ذلك البلد الافريقي الفقير الذي انجز في ديسمبر 2016 ثالت انتخابات رئاسية ديمقراطية كاملة النزاهة في تاريخه الحديث.
ولنقطع مع كتائب “تصفير العداد” التي انتقلت من تصفير العداد لعلي الى تصفير العداد لهادي على حساب الدستور والقانون والناس والوطن.