في العام الثالث حرب .. العاصفة لم تحزم والشرعية لم تحسم والأنصار لم يسيطروا على اليمن .. الجميع مصر على الانتحار في قبر مفتوح وحرب بلا أفق
يمنات
فائز الأشول
لا يكاد يمضي أسبوع دون وصول تعزيزات عسكرية من السعودية إلى اليمن عبر منفذ الوديعة. لقد صارت مشاهدة المدرعات والعربات والأطقم وهي في طريقها إلى مأرب مألوفة لسائقي الشاحنات بين البلدين. عدد منهم أكد لـ”العربي” أن العتاد العسكري الذي دخل إلى اليمن عبر المنفذ الحدودي خلال شهور الحرب مهول جداً ولا يمكن حصره. مع ذلك، يوضح السائقون بأن شاحنات تعود إلى السعودية أسبوعياً من مأرب والجوف محملة بمدرعات عسكرية محترقة.
11 دولة ترفع أعلامها في مقر قيادة “التحالف” في الرياض، وبالقرب منه تصطف 130 طائرة حربية حديثة في قاعدة الملك سلمان الجوية وتمتد على مساحة كبيرة، محاطة بإجراءات أمنية مشدّدة، تتناوب على القصف في اليمن على مدى عامين، ومنفذة أكثر من 90 ألف طلعة جوية بحسب المتحدث باسم “التحالف”، اللواء أحمد عسيري، لصحيفة “التايمز” الأمريكية.
تدفع السعودية مرتبات شهرية لـ 200 ألف ضابط وجندي يمثلون الجيش الموالي لـ”الشرعية”، بحسب الكشوفات التي ترفع شهرياً إلى رئاسة الأركان في القصر الجمهوري بمأرب.
حرب برية وجوية وبحرية أكملت الشهر الـ 24، ويقول الرئيس عبد ربه منصور هادي إنها أسفرت عن استعادة السيطرة على 85 % من الأراضي اليمنية ومحاصرة “الإنقلابيين الحوثيين وقوات صالح” في الـ 15 % المتبقية. لكن هذه الـ 15% تضم العاصمة صنعاء، ومحافظات: صعدة، صنعاء، عمران، حجة، المحويت، الحديدة، ذمار، إب، ونصف محافظة تعز، وثلثي محافظة الجوف، ومناطق في مديريتي عسيلان وبيحان بشبوة، ومديرية صرواح في مأرب.
إستنزاف الطرفين
لقد خسرت “أنصار الله” وحلفاءها الكثير، وتحول ميزان القوى على الأرض لصالح “التحالف” والقوات الموالية للرئيس هادي. هذا ما يبدوا ظاهرياً لأي مراقب بعد أن فتحت جبهات قتال بشكل دائري لتطويق “أنصار الله” واستنزافها، لكن العقيد في البحرية الملكية السعودية، عمرو العامري، يقول في حديث إعلامي: “الحوثيون وقوات صالح يستدرجوننا للتورُّط في حروب الجبال والكهوف”.
جبهة صرواح بمأرب تؤكد رؤية العقيد العامري، فخلال 18 من المعارك المتواصلة لم تتمكن قوات هادي من السيطرة على المديرية.
و يكشف مصدر عسكري في المنطقة الثالثة لـ”العربي” أن “600 ضابط وجندي و200 من المقاومة الشعبية قتلوا في معارك جبهة صرواح منذ بدء المواجهات مع الحوثيين”.
كما قتل في صرواح في أكتوبر من العام 2016 م قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبد الرب الشدادي.
وفي هذا يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية اليمنية، علي الذهب، إنه “لم يكن مقتل اللواء الشدادي مجرد حادثة استهدفت حياة ضابط من حاملي الرتب الكبيرة، بل مثَّل خسارة فادحة قلَّما يوجد لها نظير في مستوى القيادة الميدانية للجيش الوطني. فلقد أثَّر رحيله في الأداء القتالي لجبهة صرواح بل أصبحت مهددة بالسقوط مرة أخرى”.
منذ مطلع العام الحالي، ومن جبل هيلان المطل على صرواح قصفت “أنصارالله” مدينة مأرب 3 مرات، ووصلت قذائف الكاتيوشا المطورة إلى جوار منزل المحافظ، سلطان العرادة.
و في الـ 17 من مارس الجاري قتلت قذائف صاروخية أطلقتها “أنصار الله” من جبل هيلان 32 ضابطاً وجندياً، وجرحت أكثر من 100 آخرين في معسكر كوفل التابع لقوات هادي.
كما قتل في جبل هيلان في الـ 18 من فبراير 2016م بغارة لطيران “التحالف” منشد “أنصار الله”، لطف القحوم، الذي مثل خسارة كبيرة للحركة، فقد كان الصوت الباعث على الحماس والإستماتة في جبهات القتال.
بعيداً من الجبال
تحت قصف الطيران المكثف وتمشيط مروحيات “الأباتشي” التي صارت تؤدي دور المقاتل على الأرض في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، تخسر “أنصار الله” وحلفاءها في المناطق الصحراوية والمكشوفة، وبسبب ذلك حققت قوات “الشرعية” المسنودة بطيران “التحالف” انتصارات متسارعة في الجنوب وأخرجت “أنصار الله” وحلفاءها من عدن وقاعدة العند وصولاً اإلى كرش في الشهور الأولى من “عاصفة الحزم”.
كما تمكنت عملية “الرمح الذهبي” التي أطلقتها القوات الموالية لهادي المسنودة بالقوات الإماراتية في السابع من يناير الماضي من السيطرة على 70 كم في الشريط الساحلي من باب المندب إلى مدينة وميناء المخا خلال أسابيع.
توقفت عملية “الرمح الذهبي” بالقرب من منطقة الزهاري التابعة لمديرية (المخا محافظة تعز). ولم يكن السبب في ذلك قوة صمود مقاتلي “أنصار الله” وحلفائها، ولكن لحسابات خاصة بالإمارات و”المقاومة الجنوبية”، حيث اعتبر محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، العملية “تأميناً لباب المندب والعاصمة عدن”.
كما أن تعثر قوات “الشرعية” في صحراء ميدي لأكثر من 600 يوم وفشل أكثر من 100 زحف في تحقيق أي تقدم يرجع إلى زراعة “أنصار الله” آلاف الألغام في الصحراء، وإيقاف السعودية لمرتبات مغرية كانت تدفعها لضباط وجنود المنطقة العسكرية الخامسة، وصفقة أسلحة فاسدة قام بشرائها رئيس هيئة الأركان، اللواء محمد علي المقدشي، من جنوب أفريقيا، ما دفع بالمئات إلى مغادرة معسكر ومواقع “الشرعية” في ميدي والبحث عن مغانم في جبهات أخرى.
ما وراء الحدود
على مدى عامين، كثفت “أنصار الله” وحلفاءها الهجمات الصاروخية على أهداف عسكرية واقتصادية داخل الأراضي السعودية. كما تمكنت من السيطرة على مناطق ليست بالقليلة خلف الشريط الحدودي، وأجبرت سلطات المملكة على إفراغ المناطق الحدودية من سكانها، ما ترتب عليه تداعيات اجتماعية واقتصادية وأمنية، علاوة على الخسائر البشرية التي تلحقها يومياً بحرس الحدود السعودي، وسقوط آلاف القذائف التي لا تعترضها بطاريات “الباتريوت”، على المناطق السكنية في جيزان ونجران وعسير.
لا تكشف الرياض عن خسائرها في المواجهات الحدودية مع “أنصار الله”، لكن المشاهد التي ينقلها “الإعلام الحربي” (أنصار الله) لعمليات القنص وتفجير أبراج الرقابة وتناثر دبابات الآبرامز والبرادلي وعربات الهمر وهي محترقة في الجبال والشعاب خلف الحدود تكشف جانباً من حجم الخسائر التي تتكبدها القوات السعودية.
كما أن متابعة أخبار تشييع جثامين “شهداء الحد الجنوبي” أسبوعياً من وكالة الأنباء السعودية “واس” يؤكد أن المئات من الجيش السعودي قد قتلوا خلال عامين من المواجهات في الحدود.
في يناير الماضي أحصت وكالة “فرانس برس” تشييع جثامين 12 ضابطاً وجندياً سعودياً خلال أسبوعين، نقلاً عن وكالة “واس” السعودية الرسمية، التي تذيل كل خبر تشييع بعبارة “أدى واجبه الوطني في الحد الجنوبي”.
في مقابل ذلك، حصدت غارات طيران الـ”F16” و”F35” ومروحيات الأباتشي أرواح المئات من “أنصار الله” ووحدات الجيش المتحالفة معها في نجران وجيزان وعسير، حيث تتوالى أخبار تشييع جثامينهم في نشرة الثامنة والنصف مساءاً في قناة “المسيرة”، وتزدحم معارض مسيرة “أنصار الله” بصور “شهداء” نجران وجيزان وعسير.
وتحتل المساحة الأكبر صور العقيد حسن الملصي، الضابط الأبرز في القوات الخاصة وقائد كتيبة القناصين الذي قتل في سبتمبر من العام 2016 بغارة لـ”التحالف” في نجران.
دفاعاً عن السعودية
دفعت الخسائر التي تتكبدها السعودية في الحدود إلى الإستعانة بالجماعات السلفية في اليمن، حيث فتحت لها معسكراً في منطقة الخضراء بنجران قبالة منفذ البقع الحدودي في سبتمبر من العام 2016م، وأخلت معسكر قواتها في قلل الشيباني بعسير قبالة منفذ علب الحدودي في نوفمبر لمسلحين سلفيين من اليمن.
مع أول محاولة لتقدم السلفيين باتجاه البقع بقيادة مهران القباطي وبسام المحضار وعبيد بن آثلة انفجر حقل ألغام زرعه مقاتلو “أنصار الله” وخلف عشرات القتلى والجرحى.
و في منتصف مارس الحالي أصيب عبيد بن آثلة وبسام المحضار بانفجار لغم بسيارة كانوا على متنها.
و في الـ 19 من مارس الجاري صرح مصدر عسكري في قوات هادي لموقع “سبتمبر نت” بأن “الجيش الوطني قتل 20 من مسلحي الحوثي هاجموا سوق البقع”. الهجوم على سوق البقع يؤكد فشل قوات هادي في تحقيق أي تقدم، فالسوق محلات خربة على يسار ويمين المنفذ من الجانب اليمني.
و بالإنتقال إلى جبهة علب، أكدت مصادر محلية في صعدة لـ”العربي” أن المنفذ لا يزال تحت سيطرة “أنصار الله”.
و في الـ 18 من مارس الجاري استقبل محافظ صعدة، هادي طرشان، المعين من الرئيس هادي، ومعه قائد جبهة باقم، الشيخ يحيى بن مقيت في فندق بالعاصمة السعودية الرياض للعزاء في “استشهاد” القائد الميداني بجبهة علب، عبد الله هديش.
100 ألف مقاتل
في التاسع من أكتوبر 2015م، أطلقت القوات الموالية للرئيس هادي عملية “السيل الجرار لتحرير صنعاء”.
و اليوم، وبعد مضي أكثر من 15 شهراً، يقول ضابط رفيع في المنطقة العسكرية السابعة التي تقاتل ضد “أنصار الله” وحلفائها في جبهة نهم، لـ”العربي”، إن 100 ألف مقاتل يتوزعون على 10 ألوية فاعلة في أكثر من 5 محاور عسكرية ضمن 3 مناطق عسكرية مهمتها الحسم العسكري في صنعاء، وإن 70 % من مقاتليها اجتازوا تدريباً نوعياً لأكثر من عام ونصف.
و أوضح أن خطة “تحرير صنعاء” بقوله: “تتولى المناطق العسكرية الثالثة والسادسة والسابعة جل العمليات العسكرية المحيطة بالعاصمة صنعاء، ومهمتها تطويق العاصمة من الشرق والشمال والجنوب”.
و يضيف: “تمتلك هذه المناطق العسكرية والمحاور التابعة لها ألوية ذات عتاد عسكري وقتالي نوعي، أهمها قاذفات ومدفعيات حديثة ومتطورة دقيقة الإصابة، إلى جانب دبابات ومدرعات ونظام دفاعي لحماية المعسكرات من أي هجوم صاروخي”.
و يكشف المصدر إن “مهمة المنطقة العسكرية الثالثة تقديم الدعم اللوجستي والعملياتي للجبهة العسكرية في نهم وبني حشيش وصولاً إلى أرحب وتحرير صرواح جنوباً، وقطع خط الإمداد بالسلاح للحوثيين عبر الصحراء الواقعة بين شبوة ومأرب، وأهم ألويتها الفاعلة وكاملة الجهوزية: 141، 133، 55.
فيما ستتجه ألوية المنطقة العسكرية السادسة من الجوف إلى عمران مروراً بحرف سفيان، وأخرى تتجه من الجوف إلى صعدة ومهمتها قطع الإمداد بين صعدة وصنعاء وتأمين تلك المحافظات، وألويتها الفاعلة: 310، 127، 122، 101.
و ستتولى المنطقة العسكرية السابعة استكمال تحرير نهم واقتحام صنعاء من أرحب بـ 3 ألوية، هي: 125، 121، 72، فيما هناك ألوية قيد التأهيل وإعادة التفعيل، مثل لواء 314″.
و يختم المصدر بالحديث عن “لواء المهمات الخاصة” الذي أكد أنه يجري إعداده وستكون مهمته “تأمين العاصمة صنعاء بعد التحرير”.
كشوفات وهمية
جيش جرار لـ”تحرير صنعاء” أوقفت السعودية صرف مرتباته لشهري يناير وفبراير الماضيين. وشكلت حكومة الرئيس هادي لجان صرف لمرتب شهر ديسمبر، والتي رفعت تقارير لقيادة “الشرعية” عقب إكمال مهمتها.
و قال مصدر في دائرة شؤون الأفراد التابعة لوزارة الدفاع بمأرب لـ”العربي” إن “تقارير لجان الصرف كشفت عن 12 ألف ضابط وجندي يمثلون القوة الفعلية المتواجدة في المناطق العسكرية الثالثة والسادسة والسابعة”، وأن “91 ألف ضابط وجندي لا وجود لهم إلا في الكشوفات ولحظة استلام الراتب المالي”، مشيراً إلى أن “الرئيس هادي وجه بتطبيق نظام البصمة والصورة لتصحيح الإختلالات في سجل الجيش الوطني”، وأن “فرقاً من كافة المناطق العسكرية تتلقى برنامج تدريبي لتطبيق النظام”.
و استدرك المصدر بأن هذه الخطوة “تسببت في خلافات حادة بين قادة الألوية ورئاسة الأركان، حيث يتنصل كثير من القادة العسكريين من تطبيق البصمة والصورة بذريعة أن الإنفاق المالي يجب أن يخضع لتقديراتهم، وأن تطبيق النظام سيأخذ وقتاً طويلاً، الأمر الذي سيفاقم معاناة الضباط والجنود من تأخر صرف مرتباتهم”.
مكمن الخطر
مقاتلون من الجماعات السلفية المتشددة وخصوم “أنصار الله” المهجرين من المناطق الخاضعة لسيطرتها هم من يقاتلون بضرواة في جبهة نهم التي تراهن عليها قيادة “التحالف” و”الشرعية” في تحقيق اختراق يغير ميزان القوة لصالحها ويجبر “أنصار الله” والرئيس السابق علي عبد الله صالح على القبول بالتفاوض الأقرب إلى الإستسلام أو المضي في عملية “تحرير صنعاء”.
و لتفادي سيناريو “الهزيمة”، تتوالى التعزيزات وحفر الخنادق وزراعة المزيد من الألغام في نهم. و يفضل مقاتلو “أنصار الله” وحلفائها الموت بغارات الطيران على الإنسحاب من مواقعهم في القتب والمدفون وجبال يام وسد العقران.
و تتزاحم نقاط التفتيش في الطرق الإسفلتية والترابية في مديرية أرحب، خوفاً من بؤر مواجهة قد تندلع من الداخل وبحثاً عن مزيد من مخابئ الأسلحة التي كدسها النائب عن حزب “الإصلاح” في المديرية، منصور الحنق، في العام 2011م.
وصول القوات الموالية لهادي إلى أرحب سيمكنها من تحقيق انتصار إعلامي أكبر من الإنتصار على الأرض، وسيلحق بـ”أنصار الله” وحلفائها هزيمة نفسية. أما الرهان على “تحرير صنعاء” فلن تكون عملية خاطفة لـ”التحالف” وقوات هادي.
و يؤكد قيادي في “أنصار الله”، لـ”العربي”: “سنستمر في القتال حتى لو تهدمت كل المساكن في صنعاء”. ويضيف: “كلام سيدي عبد الملك واضح؛ لن نستسلم حتى لو تحولنا إلى ذرات غبار في الهواء”.
ساحل مكشوف
بالتزامن مع العمليات البرية ضد “أنصار الله” وحلفائها يشهد الساحل الغربي لليمن تصعيداً من قبل طيران “التحالف” وبوارجه وفرقاطاته الحربية.
غارات مكثفة خلفت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في المخا والخوخة وبيت الفقيه والتحيتا، وتراجع النشاط الملاحي في ميناء الحديدة بعد استهداف طيران “التحالف” لرافعاته وساحته بعدد من الغارات وتخوف السفن التجارية من إفراغ حمولاتها في الميناء.
إلا أن رهان “التحالف” على إحكام حصار “أنصار الله” من الساحل الغربي يدفع ثمنه المدنيون ويفاقم المأساة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
لم تتمكن القوات الموالية لهادي التي تساندها الإمارات من تأمين 70 كم سيطرت عليها من باب المندب إلى المخا وخسرت المئات من الضباط والجنود في في قصف صاروخي من الجبال المحاذية للشريط الساحلي، ولا تزال الأطقم والمدرعات عرضة لكمائن “أنصار الله” على امتداد الطريق في الساحل “المحرر”.
تجوب القطع الحربية لـ”التحالف” مياه البحر الأحمر، لكنها لا ترى في ساحل من ميدي إلى المخا (370 كم) منفذاً لدخول شحنات الأسلحة لـ”أنصار الله” إلا ميناء الحديدة.
سفن الإغاثة، وكذا التجارية، تخضع للتفتيش من قبل “التحالف” والأمم المتحدة في جيبوتي. وشحنات الأسلحة لا تحتاج إلى ميناء ومركز إنزال، فالقوارب تفرغ حمولتها في أي موضع في الساحل.
الحسم “الوشيك”
على الرغم من حديث الرئيس هادي ووزراء حكومته، وحتى المتحدث باسم “التحالف” اللواء أحمد عسيري عن السيطرة على 85% من الأراضي اليمنية، فإن الفوضى هي السائدة في المناطق “المحررة”.
كما تنامى خطر تنظيم “القاعدة” في محافظات أبين وشبوة والبيضاء، ونشر تنظيم “الدولة الإسلامية” مقاطع فيديو لمعسكرات لتدريب الإنتحاريين في محافظة البيضاء.
و تقاسمت الجماعات المسلحة مدينة تعز كمربعات تكثر فيها حوادث الإغتيالات وجرائم السطو المسلح والصراع بين فصائل “المقاومة” التي تخلت عن “تحرير” المحافظة وتفرغت لتعزيز نفوذها داخل المدينة المحاصرة من قبل “أنصار الله”.
تدخل الحرب عامها الثالث والرئيس هادي لا يزال في الرياض، والـ 90 ألف غارة جوية لطيران “التحالف” في اليمن لم تقض على مخزون الصواريخ الباليسيتة للجيش التابع لحكومة الانقاذ والمتحالف مع “أنصار الله”، بل صار زعيم الحركة يتوعد بصواريخ إلى “ما بعد الرياض”.
و منذ تصريح اللواء عسيري عن تدمير 90 % من القوة الصاروخية لـ”الإنقلابيين” في اليمن، أطلقت “أنصارالله” وحلفاؤها 109 صواريخ باليستية، وقتل واحد منها في سبتمبر 2015 خمسة وأربعين جندياً إماراتياً وخمسة جنود بحرينيين وعدداً من اليمنيين في معسكر تداوين بمأرب.
و في أكتوبر 2016 جمعت السعودية وزراء خارجية الدول الإسلامية في مدينة جدة للتنديد باستهداف “أنصار الله” مكة المكرمة بصاروخ باليسيتي سقط بالقرب من الطائف.
لم تتمكن “العاصفة” من الحزم، ولا “الشرعية” من “الحسم”، ولا “أنصار الله” من السيطرة على اليمن.
والخلاصة: حرب بلا أفق وإصرار جماعي على الإنتحار… وقبر مفتوح!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا