القاعدة في تعز .. مناطق تمركز التنظيم وأهم معاقله وأبرز قياداته وعلاقاته مع داعش والفصيلين السلفي والاخواني في المقاومة
يمنات
منحت الحرب الجماعات المتطرفة فرصة ثمينة للظهور العلني والتحرك في المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة “الشرعية”.
تحت عباءة “المقاومة” ومواجهة “الروافض والمجوس” خرج مسلحو “أنصار الشريعة” (ذراع تنظيم القاعدة) من أقبيتهم في حي الجمهوري وسوق الصميل في مدينة تعز، وخلال عامين تمكنوا من السيطرة على عدد من الشوارع والأحياء في قلب المدينة.
لا يتسرب من أخبارهم إلا القليل، لكن سكاناً في مدينة تعز رفضوا النزوح وفضلوا التمسك بمنازلهم والعيش في المناطق التي تسيطر عليها “أنصار الشريعة” كشفوا، لـ”العربي”، شريطة عدم الإفصاح عن أسمائهم، أن “أنصار الشريعة تسيطر اليوم على أحياء الجمهوري والمجلية والجحملية العليا والكوثر وسوق الصميل وحوض الأشراف إلى جولة الأخوة”.
فصيل الشهري
مصادر خاصة أفادت، “العربي”، بأن “أنصار الشريعة” في تعز منقسمة إلى فصيلين: الفصيل الأول يقوده أبو عبد الرحمن الشهري (سعودي الجنسية)، ويتخذ من المستشفى الجمهوري المغلق منذ نهاية العام 2015م مقراً لقيادة فصيل يدين بالولاء لتنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”، كما يتخذ الشهري من الفلل الخاصة بأسرة بيت هائل سعيد التي نزحوا منها إلى خارج اليمن سكناً له ولمساعديه، “أبو عمر” و”أبو عرفات” و”أبو الغيث”.
كما أفادت المصادر بأن “أبو عمر” يتولى مهمة قاضي محكمة فصيل “أنصار الشريعة” الذي يقوده الشهري، ومقرها في روضة مدرسة أروى بجوار مقر صحيفة العزيمة سابقاً في جولة المجلية القريبة من المستشفى الجمهوري.
في 11 مارس الماضي، إستدعى “أبو عمر” الصحافي، جميل الصامت، إلى محكمة “أنصار الشريعة”، وحصل “العربي” على وثيقة استدعاء إلى المحكمة نفسها للمواطن سيف محمد قحطان، مذيلة بتوقيع القاضي “أبو عمر” بتاريخ 5 رجب 1438هــ.
فصيل “أبو همام”
في منزل بجوار قسم الشرطة في حوض الأشراف، يتولى “أبو همام الصنعاني” قيادة الفصيل الثاني لـ”أنصار الشريعة”، الذي يوالي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
حول “أبو همام” قسم الشرطة إلى سجن خاص تابع للفصيل الذي يقوده، واستولى على مدرسة الشعب، واتخذ منها محكمة تابعة له يتولى حارث العزي مهمة رئاستها.
استولى “أنصار الشريعة” – فصيل “أبو همام الصنعاني” – في مطلع العام 2016م على مباني إدارة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم والضرائب والبريد، واتخذ منها ومن ساحتها معسكراً تدريبياً وصالات محاضرات ومخازن أسلحة ومعامل متفجرات، وبعد ضغوطات من بيت هائل على المحافظ المعين من الرئيس هادي، ووساطة قام بها وكيل المحافظة، عارف جامل، أخلى “أنصار الشريعة” مباني الإدارة، لكنه لا يزال مسيطراً على مبنى الضرائب والبريد.
و يتولى “أبو همام الصنعاني” معاذ المشمشة، قيادة المعسكر، فيما يتتولى أحمد الأنسي مسؤولية نقاط التنظيم في المربع الذي يسيطر عليه.
تحالفات
في مدرسة عقبة بن نافع بالجحملية العليا، يتجاور القيادي في “أنصار الشريعة”، هشام الضالعي، المقرب من أبو عبد الرحمن الشهري، مع قائد “لواء العاصفة”، الموالي لحزب “الإصلاح”، وهيب الهوري، ويتشاركان في قيادة المواجهات ضد “أنصار الله” في الجبهة الشرقية.
تحالف وثيق بين أبوعبد الرحمن الشهري، وعادل عبده فارع، قائد “كتائب أبو العباس”. وعلاقة وثيقة بين الشيخ حمود المخلافي وهشام الضالعي، الذي كان أحد مرافقي قائد “المقاومة” منذ بدء المواجهات مع “أنصار الله” وحتى مغادرته إلى تركيا.
إعدام وجلد
سكان في المناطق الخاضعة لفصيلَي “أنصار الشريعة” بتعز قالوا، لـ”العربي”: “نطلق عليهم التنظيم، ويحبون هذه التسمية. لا يرفعون شعارهم في نقاط التفتيش ولكنها موجودة بكثرة في حيطان المستشفى الجمهوري ومدارس أروى والشعب وعقبة”.
و يضيف السكان أن “مسلحي أنصار الشريعة لا يضايقونهم، بل يساهمون في توفير المياه والمساعدات الإغاثية لهم”، لكنهم يكشفون عن تنفيذ عمليات إعدام وجلد لأشخاص في مدرستي أروى والشعب لا يعرفون أسبابها، متحدثين عن “سماعهم في الصباح ولعدة أيام متباعدة إطلاق رصاص داخل المدرستين وصراخ أشخاص يتعرضون للتعذيب والجلد”.
مستقبل قاتم
منذ بداية الحرب وحتى مطلع أبريل الجاري، شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة “المقاومة” في تعز 85 عملية اغتيال، بحسب ما يفيد مصدر أمني “العربي”، مرجعاً السبب وراء معظمها إلى “تصفية حسابات وصراع غير معلن بين الفصائل المسلحة”. كما يبدي المصدر، الذي يعمل في إدارة أمن تعز، وطلب عدم الإفصاح عن اسمه، تخوفه من تنامي الجماعات الإرهابية في تعز، لافتاً إلى أن “الكثير من سكان المدينة يعرفون أن معاذ المشمشة وأحمد الأنسي وحارث العزي عناصر إرهابية وتمت ملاحقتهم منذ العام 2012 وحتى دخول الحوثيين تعز للاشتباه بهم في ارتكاب جرائم اغتيالات من بينها اغتيال المعلم الأمريكي جويل شرم”، مضيفاً أن “أنصار الشريعة ومعها كتائب أبو العباس السلفية وكتائب حسم المقربة من حزب الإصلاح فجرت العديد من القباب والأضرحة في المدينة أبرزها قبة الحاخام سالم الشبزي وضريح الصوفي عبد الهادي السودي”.
ويتابع أن “أنصار الشريعة في تعز تملك أسلحة وأطقماً تفوق كثيراً ما تملكه إدارة الأمن التي لم تتمكن من إخراج مسلحي التنظيم من عدد من أقسام الشرطة التي لا يزالون مسيطرين عليها”.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا