محلل في مؤسسة استخباراتية امريكية: الجيش السعودي “نمر من ورق” والقاعدة ستلعب دورا في معركة الساحل الغربي القادمة
يمنات – صنعاء
أكد كبير محللي الشئون العربية في مؤسسة “جيمس تاون” الاستخباراتية الأمريكية، مايكل هورتون، في تقرير نشره موقع “المحافظين الأمريكيين”، أن الحرب التي تقودها السعودية في اليمن والتي بدأت قبل عامين لم تحقق شيئاً، سوى قتل الآلاف من المدنيين، وتدمير الكثير من البنية التحتية في اليمن، وتمكين القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ودفع الملايين من اليمنيين إلى حافة المجاعة.
وأشار أن الحرب، أظهرت أن القوات المسلحة السعودية الممولة بسخاء، هي “نمر من ورق” غير قادرة حتى على الدفاع عن حدودها الجنوبية مع اليمن. والآن بعد أن فشل السعوديون وحليفتهم الرئيس، الإمارات العربية المتحدة، في هزيمة الحوثيين المتحالفين مع من الجيش اليمني، يطلبون الآن المزيد من المساعدة من واشنطن.
ولفت أن الحرب السعودية التي تُشن مع القليل من القيود الأخلاقية، قد استُهدفت فيها الجنازات والمدارس والمصانع والمزارع. ومؤخراً، هاجمت طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي قارباً مليئاً باللاجئين الفارين من اليمن، وأدى ذلك الهجوم إلى مقتل 42 شخصاً.
وذكر أن إدارة ترامب أشارت إلى أنها ستزيد من دعمها للحرب السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن، مشيرا ان العذر الذي برز لزيادة مشاركة الولايات المتحدة في حرب أهلية معقدة هو أن الحوثيين تسيطر عليهم وتمولهم إيران. هذه هي الرواية والدعاية القائمة منذ سنوات على الرغم من وجود دليل بسيط على الدعم الإيراني الثابت للحوثيين ولا دليل على أن الحوثيين يتبعون الأوامر الإيرانية.
وفي الآونة الأخيرة، ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية والدولية التقارير التي أعدتها شركة مسجلة في المملكة المتحدة تسمى بحوث الصراعات المسلحة (CAR).
وتقدم تقاريرها الرفيعة دليلاً محدوداً على عمليات نقل الأسلحة الإيرانية وتعتمد اعتماداً كبيراً على مصادر من داخل القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة – وهي بالكاد طرف غير مهتم. وقد تضمن تقرير (CAR) الصادر في مارس 2016 عن شحنات الأسلحة الصغيرة المزعومة من إيران إلى اليمن، خريطة تبين شحنات الأسلحة العابرة للجنوب اليمني. لكن اليمن الجنوبي تسيطر عليه قوات مناهضة للحوثيين وحلفائهم، بما فيها القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
لافتا ان الخطوط بين القوات المناهضة للحوثيين والقاعدة في شبه الجزيرة العربية بعيدة كل البعد عن أن تكون متميزة. في ما هو مواز واضح مع سوريا، تم تسلل العديد من هذه الميليشيات من قبل عناصر القاعدة. وغالبا ما تكون الميليشيات التي تتخذ من الجنوب مقرا لها والمدعومة من السعودية ضعيفة التدريب وبأجور رخيصة. وعلى النقيض من ذلك، فإن عناصر تنظيم القاعدة يمتلكون صلابة، ومجهزون تجهيزا جيدا، وذات أجور جيدة. وقد استفاد القاعدة في شبه الجزيرة العربية – أكثر بكثير من الحوثيين – من تدفق الأسلحة إلى اليمن. ويستفيد القاعدة في شبه الجزيرة العربية من إمكانية وصوله إلى الأسلحة إلى جانب المهارات العليا لمقاتليه من أجل التسلل بشكل سري وصريح إلى العديد من القوى التي تقاتل الحوثيين. على مدى العامين الماضيين، جعلوا أنفسهم في موقف لا غنى عنه في المناطق الأمامية المتنازع عليها بشدة مثل البيضاء وتعز.
واكد الخبير هورتون ان مقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية، سيلعبون دورا في المعركة القادمة لمدينة وميناء الحديدة. حيث إن الميناء، الذي يسيطر عليه الحوثيون وحلفاؤهم، هو شريان الحياة في شمال غرب اليمن. وتستورد اليمن ما يزيد عن 90 في المائة من غذائها. وقبل الحرب، مرت 70 في المائة من واردات اليمن عبر الحديدة. ولعلمها بذلك، قصفت السعودية الميناء ودمرت رافعاته. وعلى الرغم من قصف الميناء والحصار البحري الذي تفرضه السعودية، فإن الإمدادات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها والغذاء لا تزال تمر عبر الميناء.
واعتبر هورتون ان الاستيلاء على ميناء الحديدة سيسمح للمملكة العربية السعودية بتشديد قبضتها على البلاد من خلال تجويع الكثير من السكان والخضوع. إلا أن القوات السعودية والإماراتية غير قادرة على الاستيلاء على الميناء بمفردها. مؤكدا انهم حاولوا مرارا وفشلوا. انهم بحاجة الى مساعدة من الولايات المتحدة، ويبدو انها سوف تحصل عليه، وربما في شكل عدد محدود من القوات الأمريكية. وبدعم من الولايات المتحدة، قد تكون المملكة العربية السعودية قادرة على استيلاء الحديدة. ولكن السؤال الحقيقي هو ما يبرزه الخبير الامريكي: ماذا يأتي بعد ذلك؟ في أجزاء اليمن التي تدعي القوات السعودية والإماراتية أنها حررتها، لا توجد حكومة حقيقية تعمل على الواقع في الارض. وفي العديد من تلك المناطق، ملأ القاعدة في شبه الجزيرة العربية الفراغ.
ما هو مؤكد هو أن معركة الحديدة لن تكون نهاية الحرب في اليمن. بل ستكون مجرد بداية فصل جديد وأكثر فتكا بكثير لجميع المشاركين – وعلى الأخص الآلاف من المدنيين اليمنيين الذين يراقبون أطفالهم ببطء يموتون جوعا حتى الموت. وسوف يقاتل الحوثيون ووحدات الجيش اليمني المتحالفة معهم بكل صرامة.
إن الاستيلاء على الحديدة، التي من المحتمل أن تكون معركة مكلفة، ستكون سهلة بالمقارنة مع مسيرة طويلة تصل إلى الجبال الوعرة في اليمن والأخاديد، التي ستكون الأفضلية فيها لمن هم في جانب الدفاع.
ومن المفارقات – كما يوردها الخبير الأمريكي – أن تركيز إدارة ترامب الضيق على التحقق من إيران قد يجذب الولايات المتحدة إلى حرب أخرى يكون فيها المستفيدان هما إيران والقاعدة في شبه الجزيرة العربية. وفي الوقت الراهن، لا تملك إيران سوى تأثير ضئيل على الحوثيين، الذين هم يمينون بشكل واضح ومتجذرون بعمق في سياق اجتماعي وثقافي يمني. ومع ذلك، قد يتغير ذلك إذا كانت الولايات المتحدة تعمق مشاركتها في اليمن. وبغض النظر عن ذلك، لا يسع إيران إلا أن تكون سعيدة بحقيقة أن السعودية غارقة في نزاع يستنزف الأموال والموارد، وأظهرت القيود الحقيقية جدا لقواتها المسلحة. الحرب في اليمن – التي لا تحظى بشعبية مع الكثير من السكان السعوديين وبعض أعضاء العائلة المالكة السعودية – تهدد أيضا بزرع الفتنة في السعودية نفسها. هذا أمر مخيف حقا نظرا لاحتمال ان أي نوع من النظام قد يحل محل بيت سعود.
كما سيستفيد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي استفاد كثيرا من الحرب في اليمن، ومن زيادة مشاركة الولايات المتحدة. وسوف يستفيد ايضا من إضعاف العدو – الحوثيين وقوات الجيش اليمني المتحالفة وهي العدو اللدود لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية – ومن التصور الذي ستعززه، بأن الولايات المتحدة تغزو اليمن. إن حملة الطائرات بدون طيار الأمريكية في اليمن تخدم هذا الغرض بالفعل. تقر القاعدة في شبه الجزيرة العربية بأن استخدام الطائرات بدون طيار من قبل الولايات المتحدة هو أكبر أداة توظيف. إذا كان الأمر يتعلق بالقوات الأمريكية على الأرض في اليمن، فان ذلك سيكون أكبر نعمة لجهود التوظيف في صفوف القاعدة في جزيرة العرب.
واكد هورتون انه من خلال مضاعفة وتوسيع السياسة العميقة التي وضعتها إدارة أوباما، تخدم إدارة ترامب مصالح القاعدة في شبه الجزيرة العربية والمتشددين في إيران. وبدلا من مساعدة المملكة العربية السعودية، يجب على إدارة ترامب أن تعمل على طريق يمكن المملكة العربية السعودية من الخروج من مستنقع اليمن مع حفظ ماء الوجه. وهذا قد يسمح للمفاوضات بين الأطراف المتحاربة في اليمن أن تبدأ من جديد. هذه السياسة أكثر احتمالا وأفضل بكثير من التحقق من القاعدة في شبه الجزيرة العربية والطموحات الإيرانية من خلال زيادة مشاركة الولايات المتحدة في حرب مكلفة أخرى.
المصدر: وكالة خبر
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا