العلمانية !
يمنات
حسين الوادعي
انت ذروة النقاش حول العلمانية في اليمن في مؤتمر الحوار الوطني، وهي الحالة الوحيدة في الوطن العربي التي تناقش فيها قضية العلمانية كواحدة من القضايا المصيرية لنهوض البلد.
واعتقد ان الوعي العلماني حقق إنجازات كبيرة خلال السنوات الثلاث الاخيرة:
أولا: استعاد مصطلح العلمانية عافيته بعد ان استطاعت الدعاية الدينية تحويله الى مصطلح محرم طوال العقود السابقة.
ثانيا: تمت مناقشة كل الأطروحات الرافضة للعلمانية مناقشة عقلية محكمة ودحضها.
ثالثا: صارت العلمانية مادة للنقاش اليومي وصارت تجتذب إهتمام الجمهور العام الى درجة انني حضرت 7 ندوات عامة لمناقشة العلمانية في صنعاء وحدها عام 2016.
رابعا: تراجعت جهود تشويه مصطلح العلمانية واضطر الخصوم الى البحث عن استراتيجيات أخرى مثل القول ان العلمانية مقبوله ولكن العلمانيين العرب شوهوها، او ان العلمانية جيدة ولكن العلمانيين ايدوا الاستبداد بدلا عن الديمقراطية. وهذا بحد ذاته انجاز مهم لان مصطلح العلمانية صار مصطلحا عاديا ومقبولا.
خامسا: قلت في مقال سابق ان الهدف الان ليس اقناع الناس بالعلمانية وإنما مساعدتهم على فهمها بدون تزوير، وهذا ما يبدو اننا انجزناه!
في الأخير أريد التذكير بالمعركة حول الدستور في اربعينات القرن الماضى في اليمن.
فعندما طالب أحرار ثورة 1948 بنظام ملكي دستوري في اليمن، شوهت الدعاية الإمامية مصطلح الدستور بحيث يصبح “الدستوري ” مرادفا للكافر ، و كانت اكبر شتيمة ممكنة ان تنعت انك “دستوري “.
اليوم الكل يعترف بضرورة الدستور وسمو الفكرة الدستورية حتى غلاة الدولة الدينية.
وهو ما سيحدث للعلمانية أيضا!
استمروا فقد علقتم الجرس في رقبة القط!