تقرير أميركي: هكذا ازدهرت العلاقات “الإسرائيلية” السعودية
يمنات – صنعاء
نشر موقع ”ديسدينت فويس” الأميركي تقريرا عن العلاقة الإسرائيلية السعودية, مشيراً إلى أن التلاقي في هذه العلاقة ينعكس في عدة صور، فمن جهة “إسرائيل” ترى نفسها ديمقراطية تزدهر، والسعودية تقدم نفسها كزعيم طبيعي للعرب، كما أن الوحشية، وسياسة الفصل العنصري، وصفات الدول الاستعمارية الاستيطانية ونشر كلا منهما الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة، يجمعهما معا تحت المظلة الأميركية ويجعلهما في الواقع حلفاء طبيعيين.
وأضاف الموقع الأميركي في تقرير ترجمته “وطن” أن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى نشر مؤخرا مقالا بعنوان “رسالة مفتوحة من شاب سعودي إلى الأمير محمد بن سلمان”، وجاء في ضمن المقال دعوة صريحة للتحالف مع “إسرائيل” لمواجهة تهديد إيران، على حد مزاعمهم.
وتأتي هذه الدعوة في أعقاب التصريحات الأخيرة التي أصدرها مسؤولون سعوديون بينهم وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل على سبيل المثال التي تقول ” يجب أن نطبع العلاقات مع “اسرائيل”. ومع ذلك فإن هذه التصريحات العلنية حتى وإن كانت في معظمها بعيدة عن الجمهور العربي فهي ظاهرة جديدة نسبيا “.
ولفت الموقع إلى أنظمة مثل المملكة العربية السعودية تدرك أن مفتاح بقائها هو الخضوع للولايات المتحدة، وأن تحالفا مع “إسرائيل” قد يعزز آفاق هيمنتها الإقليمية، ولكن لأن شرعيتهما للحكم رقيقة بشكل لا يصدق على أقل تقدير، يتعين على المالكين والمسؤولين أن يواصلوا التظاهر علنا بأنهم يدافعون ويكافحون من أجل الفلسطينيين.
كما تحدث الأمير تركي بن فيصل، وهو “خادم غربي”-كما يقول التقرير- مخلص وسفير سابق في الولايات المتحدة، في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، عن العجائب التي يمكن القيام بها من خلال الدمج بين قوة الدماغ العربية والثروة اليهودية.
ومن المعروف أن المسؤولين الدينيين (الوهابيين) في المملكة العربية السعودية ودول الخليج (الفارسي) الأخرى ينشرون الكراهية ضد الشيعة والعلويين والمسيحيين حتى وسائل الإعلام السعودية هاجمت إيران لمجرد السماح لليهود بالعيش هناك ومع ذلك فإن وسائل الإعلام البارزة دائما سعيدة بالتسامح مع اليهود وأولئك الذين يقدمون دعمهم لمشروع الاستعمار الصهيوني.
ومن جانبهم، فإن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون بعناية أيضا التقارب مع حلفاء مفيدين، لكن التصريحات التي تشيد بالمملكة العربية السعودية كشريك في المنطقة أصبحت شائعة أيضا، فعلى سبيل المثال، حذر وزير الجيش الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان من أن الهدف النهائي لإيران هو تقويض المملكة العربية السعودية، على حد زعمه.
كما رددت الوزيرة الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني وجهة النظر هذه، وفي كلتا الحالتين، وضعوا الشرق الأوسط في معركة ساخنة، لذلك تعتبر المملكة العربية السعودية زعيم التيار المعتدل الذي يجب عليه مواجهة “محور الشر” بقيادة إيران، على حد تعبيرها.
ويعتبر القاسم المشترك بين السعودية و”إسرائيل” هو تسليط الضوء على “التهديد الإيراني” المزعوم، مع بعض الانحناء إلى الوراء لمحاولة يائسة لربط إيران بالأشرار مثل القاعدة، على الرغم من أنه 15 من 19 خاطفا في 11 سبتمبر كانوا من المواطنين السعوديين، وأن هذه المجموعة مثلها مثل جميع الجماعات المتطرفة في هذا الشأن كانت مدعومة وممولة من السعوديين، بالإضافة إلى ذلك فإن اللوبي الصهيوني يضغط أيضا لتحسين صورة آل سعود.
كما كان السعوديون الداعمين الرئيسيين لأشد الجماعات المتطرفة في المعارضة السورية، واستمروا في تقليدهم طويل الأمد المتمثل في تصدير الإرهاب السلفي في كل مكان، لذا فإن أوجه الشبه بين الأيديولوجية التكفيرية لأقوى الجماعات المتمردة والمجموعات السعودية ليست صدفة.
وتدخل “إسرائيل” في الحرب السورية يستحق أيضا التحليل وبالنسبة للجميع الحديث عن التهديد من قبل الجماعات المتطرفة، كانت “إسرائيل” مرتاحة جدا لوجود فصائل جهادية مثل جبهة النصرة على عتبة أبوابها في مرتفعات الجولان المحتلة. وعلاوة على ذلك قدمت العلاج الطبي للمقاتلين المصابين، كما وردت تقارير عن التعاون بين هذه الجماعات والجيش الإسرائيلي.
وبطبيعة الحال، ليس هناك مجال للأخلاق أو المبدأ عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، حيث رأى الإسرائيليون أن الحرب السورية هي فرصة للتخلص من جاراتهم غير المريحة وتدمير قوى حزب الله، وبصورة أكبر من الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية دائما ما يران أن إيران هي الهدف النهائي، فالحرب ضد سوريا وحزب الله، تماما مثل الحرب في اليمن، تهدف إلى مهاجمة إيران عن طريق إضعاف وربما إزالة حلفائها.
في الواقع، فإن التعاون السري العام بين المملكة العربية السعودية و”إسرائيل” منطقي نظرا لموقفهما إزاء الإمبراطورية الأميركية التي تتقاسم بطبيعة الحال العداء تجاه إيران، حيث تتمتع الولايات المتحدة والسعودية بعلاقات قوية وودية، وهي علاقة خاصة تقوم على مبيعات النفط والأسلحة. أما بالنسبة لإسرائيل فإنها تتمتع مع أميركا بعلاقة السندات غير القابلة للكسر، الأمر الذى يعنى أساسا أن الإسرائيليين يحصلون على أسلحتهم مجانا.
لعل علاقات كل من “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية مع الإمبراطورية الأميركية يمكن أن تكون مغلفة في لحظات رمزية وبالنسبة لإسرائيل فإن الولايات المتحدة عملت على إعادة تزويدها بالذخائر خلال هجوم غزة عام 2014، حتى تستمر المجازر دون عوائق وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن الطائرات الأميركية تزود الطائرات السعودية بالوقود أثناء الحرب على اليمن، حتى لا ينفد الوقود قبل قصف الأهداف.