كيف تحل المشاكل العائلية يا خبره..؟
يمنات
فكري قاسم
في الحياة كلها عموماً، ما فيش شي ينهك الروح ويدمر الطاقات ويربش الذهن ويشحن النفوس بالأوجاع زيما هي المشاكل العائلية، لأنها حاجة تعمي البصيرة بصراحة، وتفقد المرء الحس والانتباه، وتخليه يسير في الشوارع وهو إنسان مرتبك ومش عارف إيش يعمل وفين يروح وكيف يفكر.
و مشكلتنا في اليمن، يا خبره، هي في الأساس مشكلة عائلية كبيرة بين إخوة دخل بينهم الشيطان، يلعن امه، ودفع الإخوة لأن يحمل كل واحد البندقية ضد الآخر، ويحشد للفتك به ويشعل جذوة الإنتقام في سبيل أطماع وتوافه لا يمكن لها أن تفعل شيء أكثر من إنها تدمر السمعة وتهلك النسل والحرث وتجعل من الأهل اللي يتقاتلوا بينهم مجرد أناس يذهبون هرولة إلى الفقر وفقدان الإحساس بالأمان.
طيب كيف تحل المشاكل العائلية يا خبرة..؟
هذا هو السؤال الذي يفترض أن تجيب عليه كل أطراف الحرب. اللي عنده تصور آخر لطريقة حل مشكلتنا العائلية في اليمن بغير التفاهم والحوار واحترام الآخر وحقه في الوجود وفق القانون والدستور، عليه أن يخبرنا بها الآن فيسع فيسع وفي أقرب وقت ممكن، خصوصاً وإن الحل عن طريق الحرب أثبت فشله وعدم جدواه، وهو حل عقيم على أية حال، وقاد البلد إلى كل هذا الدمار اللي إحنا عليه الآن كشعب فقد كل مقومات الحياة، ومحد حاسس إيش يحصل للناس الغلابا من عذاب في بيوتهم، هذا بالنسبة للي تبقى لهم بيوت أصلاً، أما الذين فقدوا بيوتهم وأرزاقهم وأطفالهم، الله يعينهم بس.
كيف تحل المشاكل العائلية يا خبره؟ صدقوني ما فيش حل ولا مخرج غير أن يجتمع كبار عائلتنا الكسيرة حول طاولة وطنية واحدة ويتفاهموا ويتفقوا بمعروف، ويعرف كل واحد من أطراف الصراع إن هذه اليمن مش بلاد أبو أحد، ولا هي عزبة أو زريبة لفئة أو طائفة أو جماعة أو حزب أو أم الجن، وإنما هي بلاد اليمنيين كلهم، مطلع ومنزل وزيدي وشافعي وشمالي وجنوبي، ولا يمكن لأي طرف كان أن يقصي الآخر أو يمحيه من الوجود، وبغير هذا التفهم لطبيعة مشكلتنا العائلية والله ما يصلح لنا حال ولا عتقوم لنا قائمة.
مشكلتنا العائلية في اليمن يا خبره شأن محلي بحت، يعني لا الأمم المتحدة ولا دول الجوار ولا العالم بكله وكماكله يقدر يفهم طبيعة مشاكلنا المتراكمة ويستوعب مداخلها ومخارجها المنطقية عشان يعمل لها الحل المناسب إلا احنا اليمنيين أنفسهم، وما عانا في اليمن مثل شعبي محترم يقول «ما يحك لك إلا ظفرك».
طيب يا خبره، اسألوا اليمنيين أنفسهم إيش هو الحل لمشكلتنا العائلية هذه؟ أبسط واحد فيهم بيقلكم بكل بساطة ووضوح: نشتي دولة النظام والقانون، دولة العدالة والمواطنة المتساوية… نشتي دولة تخدم المواطنين وتحميهم وتأمنهم وبس. أما تقاسمات ومحاصصات فهذه شؤون وأطماع نخبة حلبة الحرب فقط.
المهم يا خبره، مشكلتنا العائلية طولت كثير والله، وقد سمعتنا بين الخلق شمات، وأصبحنا شعب منبوذين بين الخلق، وقليلي الخير في بلادنا ومن حولنا مرفسين وما يشتونا نهجع أو نسد ونرتاح.
وكله كوم يا خبره، ونافخي الكير كوم لحالهم. تقول للواحد فيهم اعقل يا فلان، وهولا اللي بيتقاتلوا داخل بيتك الكبير، داخل بيت العائلة يا محترم، هم أهلك وناسك، والانسان الواعي لما يشوف أهل يتقاتلوا يا عزيزي، يحاول يقرب بينهم ويبذل المساعي الحميدة عشان يهدىء النفوس ويطبب الجراح، مش يزيد يباعد بينهم… يقلك لااا، أنت خاين وعميل ومدري ماهوه!
وتقوله مرة ثانية وثالثة وألف: يا بني آدم، الدماء والخراب قد وصل إلى كل بيت، وعيب عليك يا واعي، يا مثقف، ويا كبير تشوف النار تشتعل داخل بيتك، وفي عائلتك الكبيرة وداخل وطنك اللي يحتاج لكل إنسان فيه ويحتاجه كل يمني للعيش بأمان وسلام، وتزيد انت تنبع للوسط وتوهف لإذكاء الحرائق أكثر وأكثر! يقلك لااااا، عيب عليك انت يا محايد ويا فاعل ويا تارك، ويزيد يطلعك غلطان كمان وهو على صح.
بالنسبة لهؤلاء الموهفين، اللي مش راضين يفهموا لليوم كيف تحل المشاكل العائلية، هم بيكونوا بين الناس فيما بعد، بعد أن تتوقف الحرب، نافخي الكير اللي لن يحظى أحدهم بالاحترام أو بشيء من التقدير.
وبالنسبة لمشكلتنا العائلية في اليمن، فهي ستصل اليوم أو بكره أو بعده إلى الحوار والتفاهم ، لأنه أساساً ما عد احد بيقدر يحكم اليمن واليمنيين بقوة السلاح أو بأفكار ومعتقدات أي جماعة ضيقة الافق، وبعد هذه الحرب صار اليمنيين أكثر الناس اشتياقاً لوطن آمن يعيش فيه الجميع.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا