عقبات تعيق طريق “المفلحي” .. الميزانية التشغلية مربوطة باقالة “شلال” وفصيل سعودي نافذ اطاح بـ”الزُبيدي”
يمنات
عبد الخالق الحود
ما تزال القرارات الأخيرة للرئيس عبد ربه منصور هادي تلقي بظلالها على الأوضاع في مدينة عدن، فاتحة الأبواب على مزيد من حلقات التوتر، الذي تتعدد وجوهه بمقدار ما تتعدد المصالح المتضاربة للأطراف المنضوية تحت لواء «الشرعية» و«التحالف العربي».
و فيما تحاول سلطات هادي، ومن ورائها السعودية، امتصاص النقمة على قراراتها والالتفاف على تداعياتها الدراماتيكية و رد «الصاع الإماراتي»، يبدو أن الأوضاع الخدماتية في الجنوب عموماً، وعدن خصوصاً، ستظل رهينة ذلك الصراع، الذي أضحى أشبه بـ”طاحونة” تهرس كل ما طريقها من خدمات مهترئة أصلاً.
المفلحي مقيد
في هذا الإطار، تتحدث مصادر مقربة من محافظ عدن الجديد، عبد العزيز المفلحي، إلى «العربي»، عن أن «الرجل يواجه عقبات صعبة تمثلت في نكوص مسؤولين في الحكومة الشرعية عن وعود سابقة قطعوها له قبل سفره إلى عدن بمساندته في حل كثير من القضايا الهامة، ومن بينها مشكلة الكهرباء التي واصلت تراجع أداء خدمتها إلى أقل من ساعة، مقابل أربع خارجها، في مدينة ترتفع درجة الحرارة فيها صيفاً إلى معدلات قياسية».
و يخشى مقربون من المفلحي من أن «يُزج به في أتون صراع الكبار، الذي تُعتبر محافظة عدن إحدى ساحاته الرئيسة»، خصوصاً أن المدينة ستشهد في الأيام المقبلة فعالية جديدة للحراك الجنوبي هي الثانية في أقل من شهر واحد، وذلك وسط الحي الدبلوماسي في مدينة خور مكسر.
و بحسب المصادر نفسها، فإن «ضغوطات تُمارس على المحافظ من قبل مسؤولين مناوئين للانتقالي الجنوبي لإقالة اللواء شلال علي شائع، مدير أمن عدن، وهو الأمر الذي رفضه المفلحي، لمعرفته بصعوبة الوضع الأمني في عدن وارتباط استقراره بوجود شائع شخصياً». وأشارت المصادر إلى أن «المفلحي طالب مسؤولين ووزراء قدّموا له ورقة تتضمن أمراً بإقالة شائع ليوقع عليها بضمان ميزانية شهرية تتجاوز المائتي مليون ريال لتسيير إدارة أمن عدن مقابل موافقته على إقالة شائع»، وخاطبهم، وفق المصادر، بقوله: «إنه لن يكون بمقدور بديل شائع إدارة الأمن في عدن ومكافحة الإرهاب بلا ميزانية تشغيلية كما يفعل شلال». كما حذرهم من أن «الخطوات غير المحسوبة والمتهورة قد تكون نتائجها كارثية».
كسر العظم
في خضم ذلك، يرى مراقبون أن المملكة، التي اعتادت ترويض الأطراف اليمنية طوال الحقب الماضية، سيكون من العسير عليها الإستمرار في ذلك، مع وصول الخلافات بين أطراف «الشرعية» إلى مرحلة كسر العظم والضرب تحت الحزام وما بعد بعد الحزام. وما التداعيات التي نجمت عن قرار إقالة الزبيدي، الذي تؤكد مصادر لـ«العربي» أن قيادات يمنية اتخذته بمباركة فصيل سعودي نافذ تربطه علاقة شراكة قديمة بحركة «الإخوان المسلمين»، إلا دليل على ما يمكن أن تذهب إليه الأوضاع في الجنوب في حال استمر رهن هذه البقعة للصراعات الداخلية والإقليمية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا