المصلحة السعودية تفوقت على المشاعر الدينية الملتهبة
يمنات
حسين الوادعي
الدين أم المصلحة الوطنية؟
كان هذان هما الخياران المطروحان أمام السعودية للتعامل مع ترامب.
واختارت السعودية المصلحة الوطنية.
ففي حين كان الشارع الأمريكي والرأي العام العالمي يغلي ضد قرار حظر دخول المسلمين بحجة انهم إرهابيون وخطر على امريكا، كانت السعودية(حاضنة الأماكن الإسلامية المقدسة) تؤيد القرار بلا تحفظ.
رأت السعودية أن مصلحتها في تأييد القرار وتجاهل عداء ترامب للإسلام.
هذا فصل بين الدين والسياسية مشهور باسم العلمانية.
السياسة الحديثة سياسة علمانية، لكنها علمانية لا تضحي بالأخلاق.
لهذا وقفت العلمانيات الغربية ضد قرارات ترامب التمييزية تجاه للمسلمين، بينما أيدتها السعودية والإمارات والكويت.
رغم شعارات ترامب الشعبوية الساخنة ألا إنه استبعد الدول الإسلامية الغنية والدول الإسلامية الكبرى من الحظر (دول الخليج وباكستان قدمت أكبر عدد من الإرهابيين داخل أمريكا).
مرة أخرى تفوقت المصلحة على المشاعر الدينية الملتهبة، او بعبارة اخرى تدخلت العلمانية قليلا لتخفيف حدة الصراع وتحويله من صراع ديني الى خلاف مصالح.
لكن الخطر يبدا عندما تتغلب المصلحة على الالتزامات الأخلاقية.
مكافحة الإرهاب اهم اجندة في القمم الثلاث، لكنها تتم تحت قيادة أكبر دولة مصدرة للفكر الارهابي، ولا زالت تنفق بالمليارات لتصدير نسختها الأكثر تشددا من الإسلام.
هل ستنتصر السعودية لمصلحتها ومصلحة العالم وتحارب النسخة المذهبية المتطرفة التي كانت عامل تأسيسها، لكنها قد تتحول إلى عامل انهيارها؟!