الصماد يتحدث عن آثار العدوان وسعي الامارات لتغيير ديمغرافية سقطرى والموقف من زيارة ولد الشيخ وصرف المرتبات ومواجهة الكوليرا
يمنات – صنعاء
قال رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، إن الذكرى السابعة و العشرين للوحدة اليمنية تأتي هذا العام و الشعب اليمني ما زال للعام الثالث على التوالي يعيش في ظل العدوان السعودي الأمريكي الغاشم.
و أكد الصماد في كلمة له بالمناسبة، مساء الأحد 21 مايو/آيار 2017، إن آثار العدوان و الحضار على الشعب اليمني قد تضاعفت، و زادت من معاناة الشعب و استهدفت كل مقدراته.
و اعتبر كل ذلك محاولة يائسة من دول العدوان لتدنيس أرض الوطن و إذلال أهله، و التحكم في قراره، مستخدمةً كل وسائل القتل و الفتك، و حشدت لذلك الشرق و الغرب. مشيرا إلى أنه رغم ذلك ما يزال الشعب اليمني لم تغيره نوائب العصر، و وحشية العدوان، و خذلان الصديق.
و نوه الصماد إلى أن الوحدة اليمنية رغم ما مرت به من تحولات ظلت الثابت الوحيد الذي لم يتزعزع عند اليمنيين، و المنجز العظيم الذي سيظل اليمنيون يفخرون دوماً بأنهم حققوه ودافعوا عنه وحافظوا عليه.
وقال الصماد: السعودية كانت هي العدو الأول للوحدة اليمنية، وهي من ساعد على نمو الإخفاقات التي ظن اليمنيون أنها بسبب الوحدة، و كانت الداعم الأساسي للشخصيات و القيادات التي أساءت إلى أخوتنا في الجنوب، وهم يعلمون ذلك.
و أضاف: ثبت لنا و للعالم أن هذا العدوان لا يحارب دفاعاً عن شرعية مزعومة، أو يستهدف طرفًا أو فصيلًا سياسيًا بعينه بقدر ما يستهدف وحدة هذا البلد و ضرب سلمه الأهلي، و تفتيت نسيجة الاجتماعي، و تفكيك مؤسساته وجيشه الوطني.
و أعتبر أن ظهور و نمو المشاريع و الكيانات الصغيرة التي ترفع شعار تقسيم البلد في هذه المرحلة من عمر العدوان، دليل واضح على الجهات و الدول التي تدعمها و ترعاها.
و لفت إلى أن ذلك امتداد لسلسلة طويلة من المؤامرات التي أفشلها الشعب اليمني العظيم، في جنوبه و شماله و شرقه و غربه.
و قال الصماد: هناك أخطاء حدثت في الماضي و الحاضر، و هناك مظلومية عاشتها فئات مختلفة من الشعب اليمني جنوباً و شمالاً، شرقاً و غرباً.
و أضاف: من حق أي فئة أو جماعة أو تيار أو مكون سياسي من مكونات الشعب اليمني أن يعبر عن مظلوميته و تطلعاته، و طموحاته المشروعة، و العمل على تحقيقها بكل الوسائل السلمية، بشرط أن لا تتعارض هذه الطموحات و تتصادم مع توجهات و قناعات و مصالح السواد الأعظم من الشعب اليمني، أو مع ثوابته الوطنية.
و أعتبر ما يحدث اليوم في بعض المحافظات الجنوبية و الشرقية جزءاً لا يتجزأ من مخطط تمزيق الوطن و تفكيكه و إعادته ليس لما قبل 1990م بل الى ماقبل ثورة أكتوبر المجيدة و الى سياسة فرق تسد التي مارسها المستعمر البريطاني.
و أكد الصماد أن سياسة فرق تسد تنفذها اليوم أدوات قوى الهيمنة المتمثلة في السعودية و الإمارات و من تحالف معها منذ يوم 26 مارس 2015م.
و حمل هادي و تحالف العدوان والمجتمع الدولي مسؤولية التبعات التي ستلحق جراء ما يحصل في تلك المحافظات.
و لفت الصماد إلى أن المجتمع الدولي يغطي بصمته و عجزه التوجهات و المشاريع التقسيمية والجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني منذ أكثر من عامين.
و قال الصماد: العدوان السعودي الأمريكي يسعى وبكل ما أوتي من قوة وما ملك من إمكانات لاستكمال مشروعه الفوضوي التخريبي لتدمير هذا الشعب والقضاء على مقدراته وإذلال أهله و تمكين القاعدة وداعش من رقاب أبنائه.
و أضاف: كلما طال أمد العدوان كلما سقطت كل الأقنعة التي تقنعها العدوان لتبرير عدوانه مستخدماً أموال نفطه لإقناع العالم بشرعية عدوانه و تضليل الرأي العام بوسائل إعلامه لتغطية الحقائق و تزييف الوعي بشن عدوانه بمزاعم إعادة الشرعية المزعومة التي لم تَعْلَم بالعدوان إلا في فنادق الرياض.
و ذكر بأن العدوان أعلن من واشنطن و باركته إسرائيل و دعمته بريطانيا وشرعنت له الأمم المتحدة، التي لم يعهد عليها موقف مغاير للبوصلة الأمريكية.
و تابع: العدوان اجتمعت فيه المتناقضات التي لا تجتمع إلا تحت راية سيدتها أمريكا، فقطر الإخوان مع النظام السعودي والامارتي ودواعشهما مع بشير السودان، و هلم جراً من المتناقضات التي توحدت ولم تكن لتتوحد لولا الرعاية الأمريكية.
و قال الصماد إن حكام الخليج و بعد مرور أكثر من عامين من العدوان على اليمن يخرون بين أقدام الرئيس الأمريكي ساجدين ليجعلوا منه وليَّ أمرهم و حامي عروشهم ليترأس قمة إسلامية يحضرها حكام أغلب الدول العربية و الإسلامية ليجعلوا منه ولي أمرهم و سيدهم المطاع، راسما سياستهم و صانعا لتوجههم و حاسما لتنازعهم و خلافهم.
و خاطب الشعوب الإسلامية، بأنه قد آن الوقت ليرفعوا أصواتهم و ينهضوا بمسئوليتكم.
و اعتبر أن زيارة ترامب إلى الرياض هدفها لنصب النظام السعودي شرطي الأمن المخلص لأمريكا في المنطقة، شرطي المرور الذي تمر من خلاله أمريكا و على مرأى و مسمع من العالم العربي و الإسلامي دون خجل أو حياء.
و قال: اليمن يتعرض لمؤامرة كونية لتفكيكه وتمزيقه وقد بدت ملامحها واضحة من خلال المشاريع التفتيتية التي تتبناها دول العدوان في المحافظات الجنوبية والشرقية، التي وطأتها أقدام الغزو والاحتلال والتي تعتبر نتيجة طبيعية لسياسة العدوان ونتيجة حتمية لأهدافه الدنيئة التي حشد من أجلها العالم لفرضها بالقوة بعد أن فشل عن فرضها عن طريق عملائه الذين كانوا يتحركون لتنفيذ أهداف العدوان من مواقعهم في السلطة ثم غادروا ليركبوا على ظهور آليات العدوان لفرضها بالقوة.
و اعتبر الوعود التي تشدق بها الاحتلال الامارتي، كتحويل عدن الى جنة في الاستقرار والامن ذهبت أدراج الرياح بمجرد ما ترسخت أقدام الاحتلال في المحافظات الجنوبية والشرقية، و بدأت ملامح تلك المشاريع التمزيقية تتضح لكل ذي لب وما يحصل الآن هو نموذج واضح لتلك المشاريع.
و نوه إلى أن ما ما لمس خلال الأشهر الماضية هو تفريغ الجنوب من رجاله للزج بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا بعير. معتبر ذلك تهيئة الساحة في المحافظات الجنوبية للقاعدة و داعش.
و قال: ما يحصل في جزيرة سقطرى وصمة عار في جبين كل من تآمر على هذا الشعب. مضيفا: ها هي الإمارات تغير ديمغرافية أرخبيل سقطرى.
و حذر الصماد دول العدوان من الإقدام على أي خطوات في أرخبيل سقطرى، مؤكدا انه سيطالهم يد العقاب طال الوقت أم قصر.
و خاطب الواقفين يف صف العدوان: يكفيكم ثلاث سنوات من العدوان ظهرت فيها كل أهدافه وسقطت كل أقنعته فحملكم وفصالكم في عامين وإن طالت فحملكم وفصالكم ثلاثون شهرا وسيرمي العدوان بكل تضحياتكم عرض الحائط وينفذ أجندته ومخططاته بعيداً عنكم وقد ظهر جلياً لأخوتنا الجنوبيين أنه لم يأتي ليحافظ على الوحدة ولا ليتبنى مشروع الانفصال بل ليمزق اليمن إلى كانتونات صغيرة متصارعة.
و قال: بالتزامن مع زيارة ترامب للمنطقة تقدم ولد الشيخ بطلب لزيارة صنعاء, ورغم معرفتنا وتجربتنا مع هذا المبعوث أنه لا يحمل جديداً ولا يبتكر حلاً غير ما أملي عليه في عواصم العدوان.
و أضاف: رغم علمنا يقيناً أن ولد الشيخ لديه إحاطة لمجلس الأمن في الأسابيع القادمة وهو حريص أن يقدم في إحاطته استمرارية تواصله مع أطراف الصراع في اليمن.
و تابع: رغم علمنا أنه يحمل رسالة من دول العدوان بتسليم ميناء الحديدة لدول العدوان تحت عناوين زائفة مع اخذنا تلك الاعتبارات وتقديرنا لحجم الاستياء الشعبي اتجاه سياسة هذا المبعوث غير المحايد، فإننا كقيادة سياسية نتعامل بحساسية عالية مع هذه الملفات ونحرص على تفويت أي فرصة يستغلونها لتضليل الرأي العالمي.
و أكد أن تقدير الموقف من زيارة ولد الشيخ إلى صنعاء متروك لحكومة الإنقاذ و الوفد الوطني.
و أكد أن الحكومة معنية بسرعة إيصال الراتب خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك إلى أيادي الموظفين بأي وسيلة ممكنة.
و قال: الصبر والصمود والمعاناة التي قاسوها طيلة الأشهر الماضية تستحق أن نبذل جهداً في سبيل توفير هذا الراتب.
كما أكد أنه يجب على جميع المؤسسات التعامل مع وزارة الصحة لتسخير إمكانيات الدولة لمواجهة وباء الكوليرا الذي يتنامى، و الحد من تزايده ومعالجة آثاره.
المصدر: للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا