لماذا تبدو المعركة ضد الفساد غير متوازنة القوى وملامح الهزيمة بصدد التشكل بكل وضوح..؟
يمنات
هائل ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻱ
يردد أغلب اليمنيين في أحاديثهم العلنية والسرية أن لوبيات الفساد تتحكم في عديد القطاعات الاقتصادية، وأن قدرة بارونات تجار النفط والصرافة اكبر من قوة سلطة الواقع، ان لم يكونوا هم البارونات بحسب بعض المصادر.
لقد تحول موضوع الفساد لأحد أكثر المواضيع تداولاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي و رغم التنديد الجماعي بسيطرة الفساد الذي تحول إلى كائن أسطوري، إلا أن عجز الحكومة على التحكم فيه لم يعد خافيا. لكن ما الذي يجعل آفة كالفساد تأخذ هذا الحجم..؟ وما الذي حولها على هذا النحو إلى وحش كاسر..؟ ولماذا تبدو المعركة ضد الفساد غير متوازنة القوى وملامح الهزيمة بصدد التشكل بكل وضوح..؟
و لماذا هذا الصمت المقيت من السياسيين والحقوقيين والناشطين ولماذا تنصلوا عن واجبهم الانساني والعمل المدني المكفول لهم.
أليس من الواجب عليهم وعلينا مواجهة الفساد والمطالبة باسقاط رعاة الفساد الذين يعملون لتحقيق غايتهم في الإبقاء على منظومة الفساد ونشر ثقافة التطبّع معها باعتماد أساليب متسلطة لترويض الجماهير وجعلها تقبل الفساد كمعطى لا يثير الاعتراض والعمل على تمجيده ليصبح الفاسدون محل إعجاب ومثالا يحتذى على أساس نجاحهم الاجتماعي وقدرتهم على كسب ثروات طائلة من دون الإهتمام بمصدرها.
تتم عملية “الترويض” وهو مصطلح مستعمل في أدبيات علم النفس السلوكي من خلال التحكم في تحديد نتائج السلوك، أي في تحديد ما يستدعيه من مكافأة أو عقاب. و هي آلية تستعملها أنظمة الحكم المتسلطة لبسط نفوذها.
و تعتمد هذه الآلية لفرض الفساد كواقع على “ترويض” وتعويد العموم على أنه لا فائدة من مكافحة الفساد وأن كل المحاولات للتصدي له مصيرها الفشل، ويمكن أن تعود بالوبال على أصحابها.
فلم تؤدّ القضايا المرفوعة ضد جرائم الفساد في أغلبها إلى أي نتيجة ملموسة ولم تصدر أحكام على اي شريحة من الفاسدين سواء تلك التي مرتبطة مباشرة بالنظام السابق الذي اصبح شريكا في السلطة من المحاسبة، أو الفاسدين الجدد.
و رغم أن الأسباب وراء ذلك كثيرة ومعقدة، أهمها مدى القدرة والرغبة في إعداد ملفات اتهام قوية وكاملة، إلا أن النتيجة واحدة.
آن لنا ان نقف شامخين لنعلن رفضنا الكامل والقطعي لكل اشكال الفساد وتباعاته.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا