تراشق سعودي قطري في اليمن يمهد لصراع بين أدواتهما في اليمن..؟
يمنات – صنعاء
بعد ساعات على نشر صحيفة “عكاظ” السعودية، اليوم الخميس وعلى صفحتها الأولى، مقالاً يُمكن وصفه باللاذع ضد أمير قطر، على خلفية تصريحات منسوبة له حول التقارب مع إيران، جاء على ما يبدو الرد القطري سريعا وبدون تأخير.
و تكفلت قناة “الجزيرة” القطرية بهذا الرد، حيث أوردت على موقعها الإلكتروني تقريراً نقلاً عن منظمة “سام” للحقوق والحريات حول ما وصفته تورطاً لدولة في التحالف العربي في اليمن في انتهاكات لحقوق اليمنيين.
و كشف التقرير، الذي يرتقي إلى مقام أول انتقاد من قبل القناة الممولة قطرياً لأنشطة التحالف السعودي في اليمن، عن وجود سجون سرية في مدن عدن والمكلا وسقطرى وحضرموت جنوب اليمن، وتتم إدارتها بشكل خارج عن القانون من قبل تشكيلات عسكرية خارجة عن سيطرة السلطة اليمنية.
و أضاف التقرير: تشرف على هذه التشكيلات قوات إماراتية، وأصبحت هذه السجون تشكل ظاهرة خطيرة في اليمن، خاصة في العاصمة صنعاء، وقد انتشرت أيضاً في مناطق سيطرة حكومة هادي، في محافظتي عدن وحضرموت بعيداً عن رقابة وإشراف السلطة القضائية.
و أكد تقرير منظمة “سام”، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، أن المعتقلين في هذه السجون السرية يتعرضون لصنوف شتى من التعذيب الجسدي والنفسي، ويحرمون من أبسط الحقوق المكفولة بموجب الدستور اليمني والقوانين الدولية.
و بينت أن هذه المعتقلات تديرها تشكيلات عسكرية، منها قوات الحزام الأمني في عدن وقوات النخبة الحضرمية في المكلا الخاضعتان بصورة مباشرة لإشراف دولة الإمارات العربية المتحدة.
و أكدت المنظمة أن القبض على المتهمين يتم بدون أوامر قضائية وبأمر مباشر ممن يشرف على قوات النخبة الحضرمية، التي تعمل خارج سيطرة السلطة المحلية.
كما عززت القناة القطرية حديثها هذا بتصريحات مسؤول الرصد في المنظمة الحقوقية، توفيق الحميدي، الذي قال في مقابلة مع “الجزيرة” إن لدى منظمته كافة الوثائق والدلائل التي تثبت ما جاء في التقرير. مؤكداً أن اتهام هذه القوات قائم على أدلة وحقائق وثقتها فرق رصد ميدانية تابعة للمنظمة الحقوقية.
و أضاف الحميدي في مقابلة له مع “الجزيرة” أن منظمته وثقت 450 اسماً في عدن والمكلا، منهم من تمت تصفيتهم ومنهم من تعرضوا للتعذيب.
و وثقت المنظمة في تقريرها ثمانية معتقلات، منها معتقل معسكر الحزام الأمني في منطقة البريقة والذي كان يقوده قائد عوضته القوات الإماراتية بآخر.
كما رصدت المنظمة، بحسب “الجزيرة”، معتقلات أخرى في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن والتي يشرف عليها عسكريون إماراتيون وتمارس فيها أنواع مروعة من الانتهاكات التي وثقتها المنظمة.
و أهم هذه المعتقلات معتقل الريان، ويقع داخل مطار الريان ومعتقل جزيرة سقطرى، وهو سجن أنشئ حديثاً من قبل قوات الإمارات في جزيرة سقطرى.
و ردت صحيفة “عكاظ” السعودية، باتهام أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بوجود علاقات وطيدة له بمن تسميهم “المتمردين الحوثيين”.
و أشارت الصحيفة في عددها، الصادر الجمعة 26 مايو/آيار 2017، إلى أن هذه العلاقة بدأت منتصف العام 2004، عبر تدخل قطر لإنقاذ أنصار الله طيلة الحروب الست التي كانت تنتهي بهزيمتهم من قبل الجيش. حد تعبير الصحيفة السعودية.
و اعتبرت “عكاظ” أن دور قطر اقتصر في اليمن على دعم ما تسميها “الميليشيات المسلحة” على حساب سلطة الدولة، سواء في صعدة أو في صنعاء. مشيرة إلى أن ذلك يأتي بعد فشل قطر في إنقاذ الحوثيين ومقتل زعيمهم حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الأولى. لافتة إلى أنها تدخلت للإفراج عن الأسرى الحوثيين من قبضة السلطات آنذاك.
و ذكرت الصحيفة أن قطر حاولت في الحربين الثانية والثالثة التدخل مراراً، بناء على توجيهات من دول إقليمية، وتمكنت من تهدئة الأوضاع. منوهة إلى أن ذلك زاد من قوة من تسميها “الميليشيات الانقلابية”.
و قالت الصحيفة ان توجيهات صدرت لقناة “الجزيرة” القطرية للعمل على تلميع القيادات الحوثية من خلال استضافتهم في برامجها، لاسيما اللقاءات التي كانت تجريها مع قيادات الحوثي في كهوف مران.
و حول الحرب الرابعة، بينت الصحيفة السعودية أن العلاقة بين قطر والحوثيين ازدادت رسوخاً، وترجمت بتدخل وزير خارجية قطر حمد بن خليفة آل ثاني علناً في الأزمة بين الحوثيين وحكومة الرئيس علي عبد الله صالح، عبر زيارة توجه فيها إلى صنعاء، في شهر مايو 2007، وهناك تمكن خلالها من الضغط على صالح لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 16 يونيو من العام نفسه بعد احتضان الدوحة لتوقيع الاتفاق.
و اعتبرت الصحيفة أن تدخل قطر المستمر و دعمها للحوثيين ساهم في تعزيز قوتهم ونفوذهم في مواجهة قوة الدولة، قبل أن توجه ما تسميها “الميليشيات” أسلحتها إلى اليمنيين و تقتل الجنود ورجال الأمن، ما تسبب في اندلاع الحرب الخامسة التي شهدت تمدد الحوثيين إلى مديرية بني حشيش شمال شرق العاصمة.
و تحدثت “عكاظ” عن المحاولة القطرية الكبرى في إنقاذ الحوثيين بعد شنهم الحرب السادسة ضد الشعب اليمني في صعدة عام 2009، التي شملت مخططاتها الاعتداء على الحدود السعودية.
و قالت: استمرت الحرب أشهراً عدة وانتهت بمبادرة قطرية تضمنت انسحاب قوات الحوثي من محافظات صعدة والجوف وعمران، مقابل إعطائهم صلاحيات أمنية لمحاربة الإرهاب في مأرب والجوف، رغم وجود نظام قائم ولديه أجهزة وقوات خاصة بمكافحة الإرهاب.
و بحسب الصحيفة، يرى مراقبون يمنيون أن قطر لم تقدم أي دعم تنموي أو سياسي أو إعلامي للدولة طوال العقود الماضية وحتى بعد تسلم الرئيس هادي الحكم بل خصصت دعمها للميليشيات لوسائل تدمير الدولة، تنفيذاً لتوجهات دول إقليمية في المنطقة والهادفة لتصدير الثورات سواء في دعمها للحوثيين أو للإخوان المسلمين واحتضانهم، مشيرين إلى أن قطر تراجعت عن تسليم المنح التي التزمت بها والمقدرة بـ500 مليون دولار لحكومة باسندوة في عام 2013.
هذا التراشق الاعلامي السعودي القطري، قد يؤدي إلى صراع اجندات سعودية قطرية في اليمن، عبر أدوات محلية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا