“حاشد” هندي أحمر يعشق موطنه
يمنات
أمين غانم
احمد سيف حاشد دائما من يتصدر المواجهة، فالكتابة تظل ناقصة لا معنى لها، مثلا لإنتفاضة الشارع وحماس الناس لمواجهة غول الفساد حين تتجاهل القاضي احمد، قافزة عن أسرار ونقائص الثورة حين تبدو بعد كل هذي السنوات مجرد خطأ في حسابات الثوار، هكذا يطوي السياسيين الصفحات الأكثر قتامة، وعلى الناس أن يضعوا أقدامهم على شفا المفارقات البائسة، بالطريقة التي لاتمكنهم من العودة للخلف ولو لخطوة واحدة.
كان احمد سيف حاشد هو اللغز حين كان الثوار لايجيدون غير الوثب في الهواء، وتحمل الرجل بجسارة فريدة كل نقائص المشهد، من غياب الاحزاب، وغياب القيادة الواضحة لغليان الشارع سياسيا وإجتماعيا، بينما أستغل رفاق له هذا الخواء ليعتلوا الموجة، وفي وضاعة لاتليق بالمرحلة أغرقوا توق الناس بمسميات كانت رسما برجماتيا لتجييرها بعيدا عن طموحات المخلصين.
ليتجلى بعد كل تلك الجوقة احمد سيف حاشد مدافعا عن الجرحى مطالبا بسرعة تسفيرهم للخارج لتلقي العلاج، في إعلان مباغت لعودة الثوار مجددا، بعدما غاب الكثيرون في توار مشين عن الأنظار وكأن المسألة لدى العالم برمته لا تعدو ان تكن فرص ثمينة وشطار قلة من يغتنمها، ليبق احمد سيف مغرما بالعلاقة الأثيرة بين كل ماحدث وبين كل ما يتفاخر به الرجال من مروءة حبا بصورة تأت رويدا ما تنفك تتعاظم بصدور الناس.
الآن يعود احمد سيف حاشد إلى الأرض الرؤوم التي عشقها وعشقته، إلى الشارع متجمهرا يصدح بأنات البسطاء، لكن هذه المرة كانت الغالبية قد قبضت الثمن وباتت موزعة في فنادق العالم وتباعدت بشكل جلي بحيث يتعذر أن ترهف السمع لسماع هندي أحمر يعشق موطنه ولو كان احمد سيف حاشد.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا