الإصلاح يعيش ازمة ولاءات ..!
يمنات
محمد عايش
أزمة ولاءات يعيشها التجمع اليمني للإصلاح هي الأخطر والأسوأ بالنسبة لوجود ومصير أية حزب أو جماعة لا الإصلاح فقط.
هل يوالي السعودية التي تمول قياداته، ويحارب معها اليمن وخصومه في اليمن؟؟
أم هل يخسرها لمصلحة ولائه لقطر التي تدعمه وترعاه بالمال والإعلام والسياسة؟؟
هل يوالي الرياض أم يوالي التنظيم الدولي للإخوان الذي يعيش علاقاتٍ سيئة مع الرياض؟!
هل عليه المضي قدماً في تكتيكه المذل والمتعلق بتقبل الإهانات الإماراتية الدائمة له ومقابلة كل صفعة من أبو ظبي بإدارة الخد التالي؟! أم يحافظ على ما بقي من ماء الكرامة وينحاز لمعركة تميم مع بن زايد؟؟!
وماذا عن الولاء لتركيا أردوغان؟! هل ستتطور أزمة اللاعبين الإقليميين بالإسلام السياسي السني لتضع ولاء الإصلاحيين لأنقرة على المحك بعد أزمة الولاء للسعودية وقطر؟!!
كيف يمكن الاستمرار في الولاء للسيسي، كطرف في تحالف “العاصفة”، مع الولاء لمرسي وجماعة الإخوان القابعة في سجون مصر؟!!
وكيف بشأن حماس؟ هل سيكون عليه إعمالاً لما يقتضيه ولاؤه للسعودية؛ أن يصنفها كإرهابية وينضم للرياض وتل أبيب وواشنطن في هذا الأمر؟؟ أم يظل محافظاً على شعاراته الأيديولوجية المناصرة لحماس وفلسطين؟!
وداخلياً أيضاً: هل على الإصلاح في الجنوب أن يحتفظ بالولاء للوحدة فيخسر الجنوب، أم أن يكسب الجنوب وينسى أمر الوحدة وأمر الجناح الشمالي من جماعته؟؟!
في سبيل إرضاء السعودية والتحالف انسلخ “الإصلاح” عن ولائه لجماعته السياسية وقال رئيس هيئته العليا، صراحةً: لسنا إخواناً.
وفِي سبيل إرضاء السعودية والتحالف تنكر لولائه لليمن، وقالت قياداته، ضمنياً: لسنا يمنيين.
ما من مشكلة لدى الجماعة في تبديل الولاء كلما حانت مصلحةٌ وراء التبديل، ولكن هذه المرونة (أو الميوعة) ليست دائماً حلاً منقذاً، خصوصا حين يتعقد الأمر لدرجة أن من تضحي بكل شيء لأجل كسب وده لا يزال يعتبرك إرهابياً ولا يزال يعتبر رأسك مطلوباً، كحال الإصلاح لدى السعودية.
إن القوم الذين استهانوا باليمن وشنوا عليه حربا متوحشة لإثبات قوتهم فقط، هم على قدرٍ كافٍ من النذالة ليدوسوا على حليفهم الإصلاح في أية لحظة ولأتفه سبب.
بل إن السعودية لا تحتفظ بالإصلاح إلا لتجعل منه قرباناً في وقتٍ تستدعي الحاجة فيه ذلك.
ولكن قيادات الإصلاح لا تعقل، أو بالأحرى تعتقد أن الوقت قد فات بالنسبة لأي تعقل أو أية حكمة.
وذلك، وطنياً، أمر مؤسف، فانقراض قوة سياسية كان يمكن أن تفعل خيرا لنفسها وللوطن، هو أمر لا يدعو للاحتفال بل للحسرة.
وليت أمامنا فرصة لنقول للإصلاح وطنك أحفظُ لك ولوجودك.
كنتٓ هنا تتنمر على الجميع بما فيهم الحوثيون وصالح، وحتى بعد دخول الحوثيين صنعاء ظللت حاضرا في حلوقهم كشوكة وظلوا يهابونك ويتوددونك ويحاورونك، ولم تستضف سجونهم أيا من قياداتك وناشطيك الا بعد ان التحقت بالحرب السعودية .
والآن أين أنت؟؟
تداس بكل الأقدام ولا بواكي عليك.