لماذا فشلت قوات هادي بمعركة القصر الجمهوري بتعز..؟
يمنات – صنعاء
بعد أشهر من توقف المعارك الميدانية في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، اشتعلت المواجهات مجدداً من بوابة القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، اللذين تحاول القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي السيطرة عليهما، منذ أسابيع، دون جدوى، في تعثر يعزوه مراقبون إلى انقسامات داخل صفوف تلك القوات، و«دسائس وخيانات» سبق أن اختُبرت في معارك أخرى.
تساؤلات كثيرة تُطرح حول مجريات هذه المعركة: هل تجري وفقاً لتخطيط عسكري من قبل قيادات «المقاومة»؟ أم، كما يقول البعض، يتم الزج بالمقاتلين من أجل تهويل إعلامي الغرض منه حلب دول «التحالف»؟ وما الهدف من التقدم باتجاه القصر الجمهوري بدون إسناد الطيران هذه المرة؟ وما حقيقة «خيانة» جماعة «أبو العباس»، المدعوم إماراتياً، لبقية التشكيلات في «المقاومة» في معركة الجبهة الشرقية؟
مصدر عسكري في «المقاومة الشعبية» ، إن «المعارك الطاحنة التي خاضتها مقاومة تعز منذ عامين، كلفت تعز تضحيات جسيمة، وأرواحاً زكية، وتسببت بدمار شامل للمدينة، كل هذا ولا تزال في الربيعي والقصر الجمهوري». ويضيف «(أننا) إذا استمرينا بهذه الطريقة من التخطيط والإعداد الهزيل للمعارك، يلزمنا عشر سنوات للوصول إلى منطقة القاعدة، وقرون من أجل الوصول إلى صنعاء». ويتساءل: «ماذا يعني معارك طاحنة لأشهر في تحرير موقع عسكري أو حارة، ثم أشهر أخرى في الدفاع عنها وتأمينها؟ أين المدرعات العسكرية؟ أين الجيش النظامي؟ أين الأسلحة طويلة المدى؟ أين الإعداد المتكافئ لمواجهة جيش دولة تم سلبها ونهبها؟ ماذا يعني آلاف المدرعات في الجنوب والمبروكة فقط في تعز؟».تساؤلات كثيرة تُطرح حول مجريات هذه المعركة
ويؤكد أنه «ما لم يكن هناك تخطيط مسبق، وجيش نظامي، ومدرعات عسكرية، وأسلحة نوعية، وغطاء جوي، وتخطيط عسكري محكم في عمليات تحرير المناطق والمواقع الواحدة تلو الأخرى دون توقف أو تراجع، معناه عاد المراحل طوال، والأيام قد تكون حبلى بالمتغيرات الداخلية والإقليمية، وترجيح الكفة لصالح العدو الغاصب مع عدم الإعداد والتخطيط والعجز من قبل الشرعية والتحالف العربي، لأن العالم يعترف بشرعية العمل والإعداد والتخطيط، وليس شرعية الفشل والعجز والركون والتخاذل».
معلومات «العربي» تفيد بأن بعض مناطق الجبهة الشرقية لمدينة تعز، والتي تضم معسكر التشريفات والقصر الجمهوري، سبق وأن سيطرت عليها «المقاومة الشعبية»، إلا أنها عادت وانسحبت منها تحت ضغط ضربات جماعة «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها، فما الحكمة اليوم من هذه المعركة في ظل عجز قوات الرئيس هادي عن الصمود والتثبيت؟ يرد على ذلك مصدر مقرب من «المقاومة الشعبية»، معتبراً، في حديث إلى «العربي»، «(أننا) لن نستفيد من السيطرة على القصر الجمهوري والتشريفات، طالما مداخل المدينة في يد مليشيا الحوثي وصالح، وتباب السلال والسوفتيل مطلة على هذه المواقع»، واصفاً «أي تقدم بدون السيطرة على هذه المواقع» بأنه «مجازفة بأرواح الناس لغرض دنيء!». ويشير المصدر نفسه إلى أن «هذا التقدم وهذه المعركة أتت مباشرة بعد تسليم جبهة الكدحة لكتائب أبي العباس التابعة للواء 35، بعدما انسحبت منها المجاميع المحسوبة على حزب الإصلاح، وهو الآن (الإصلاح) يحاول أن يسترد جزءاً من مكانته بهذه المعركة».
ويرى المصدر أن «المعركة الحقيقية التي يجب أن تخوضها المقاومة هي معركة الجبهة الغربية، ومحاولة التقدم نحو المخا للالتقاء بقوات التحالف هناك وفتح خط المخا تعز». وفيما يخص الإتهامات الموجهة لجماعة «أبو العباس» بالنكث بوعودها، وتملصها من الهجوم على تبة السلال الواقعة في إطار الجبهة الشرقية، التابعة لكتائب «أبو العباس» بحسب الخطة العسكرية، وعدم مشاركتها سوى بتغطية خفيفة لا تتعدى عشر طلقات مضاد طيران من قلعة القاهرة، يجيب المصدر بأن «أبناء تعز يعرفون من يقف خلف هذه الإشاعات»، لافتاً إلى أن «كتائب أبو العباس وكتائب حسم ولواء الصعاليك ومجموعات الإصلاح، جميعهم يخوضون معركة الجبهة الشرقية، ولكن الإعلام يحاول أن يصور أنها معركة الإصلاح أو جبهة الإصلاح، وهذا خطأ كبير»، مضيفاً أن «أغلب القنوات الإعلامية لا تكف عن استضافة قيادات محسوبة على الإصلاح فقط، بينما القيادات الميدانية المحسوبة على كتائب أبي العباس وحسم وغيرها لا تجد لهم وجوداً في الإعلام، بينما هم في مقدمات الصفوف».
ويشير المصدر إلى أن «أفراد القيادي أبو العباس متواجدون بشكل كبير في الجبهة الشرقية، التي يُعتبر أبو العباس قائدها منذ بداية المواجهات، كما يتواجد في الجبهة الشرقية أيضاً أفراد اللواء 22 ميكا، ومجاميع من وحدات الجيش من مختلف الألوية، وأيضاً مجاميع مسلحة من مختلف التوجهات والمناطق».
المصدر: العربي