في كلمة باطرفي بعد العملية الأمريكية بمأرب .. قاعدة شبه جزيرة العرب تعود لمهاجمة الرياض وتحتفظ بخطّ رجعة
يمنات
نشرت مؤسسة «الملاحم» التابعة لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، كلمة مرئية للقيادي الشرعي خالد باطرفي، خُصّصت للحديث عن زيارة الرئيس الأمريكي، دونلد ترامب، للمملكة العربية السعودية، الشهر الماضي، وعن عملية الإنزال الجوي في محافظة مأرب، شرقي اليمن، والتي تلت الزيارة بيومين.
وفي كلمته، هاجم القيادي باطرفي الأسرة الحاكمة في السعودية، واتهمها بخيانة الإسلام والمسلمين، من خلال التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، ومن خلال دفع الأموال، التي قال إنها ليست ملك تك الأسرة، لمن يحاربون الإسلام، في إشارة إلى الصفقات العسكرية التي تجاوزت 400 مليار دولار.
و أكد باطرفي أن الحرب على الإسلام، باسم الحرب على الإرهاب، هي الهدف الحقيقي لهذه الزيارة.
أول هجوم
و يعدُّ هجوم تنظيم القاعدة الأخير على السعودية هو الأول منذ العام 2015م، حيث حرص التنظيم، بعد انطلاق عملية «عاصفة الحزم» العسكرية في اليمن، على تهدئة إعلامية وأمنية مع النظام السعودي، مراعاة للمصلحة العامة، ورغبة في تركيز الجهود لمحاربة «أنصار الله» والمتحالفين معها، بحسب ما أكدته مصادر مقربة من التنظيم لـ«العربي» في وقت سابق.
و من المهم التذكير هنا بأن التنظيم هاجم وتوعد الإمارات بعد انسحابه من مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت وكبرى مدنها، ولم يشر إلى دور السعودية في العملية التي استهدفت استعادة السيطرة على المدينة، رغم أنها تمت بس التحالف العربي الذي تقوده.
بداية عملية
هجوم القاعدة الأخير كان البداية العملية لعودة التوتر بين قاعدة اليمن والنظام السعودي، وهو ما توقعه تقرير لـ«العربي» عقب زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة، استناداً إلى قراءة لواقع الحرب على الإرهاب منذ فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية، وإلى معلومات حصل عليها «العربي» من مصادر مقرّبة من «القاعدة»، أكدت أن عملية الإنزال الأمريكية في مأرب تمت بناء على معلومات استخباراتية سعودية.
و في هذا السياق، يقول القيادي باطرفي، إن عملية الإنزال الأمريكية في منطقة مراد بمحافظة مأرب كانت عبارة عن ترجمة عملية لما تم الاتفاق عليه بين ترمب وسلمان في الرياض الشهر الماضي.
خطّ رجعة
غير أن هجوم تنظيم «القاعدة»، الذي بدا عنيفاً، لم يقطع كل حبال الود مع السعودية، وترك خط رجعة لتهدئة جديدة أو متوقعة، إضافة إلى انتقائه مصطلحات لا تلزمه بردّة فعل تتعارض مع النهج الذي اتبعه بعد خلافه مع تنظيم «الدولة الإسلامية».. بدليل الآتي:
ـ استخدم «باطرفي» مصطلح «خونة» في سياق حديثه عن تعاون وتنسيق في مجال الحرب على الإرهاب، ولم يستخدم مصطلح «مرتدين» أو مصطلحات تكفيرية أخرى، رغم إيراده للآية «ومن يتولهم منكم فإنه منهم»، ورغم استخدام التنظيم لهذا المصطلح قبل العام 2014م.
ـ عدّ كل ما حدث خلال زيارة ترامب وزوجته وابنته للمملكة، من «المنكرات» ودعا العلماء ورجال الدين إلى إنكارها، بينما كان في السابق يعدّ النظام السعودي نفسه منكرا ويدعو الناس إلى الخروج عليه وإسقاطه، بغض النظر عن سلوكه.
ـ رغم تأكيده على أن عملية مأرب كانت بمثابة ترجمة عملية لما تم الاتفاق عليه بين الملك السعودي والرئيس الأمريكي في الرياض، إلا أنه لم يتوعّد المملكة بالردّ، كعادته عند الحديث عن مثل هذه العمليات، واكتفى بتهديد الإمارات، التي لم تتأكد مشاركتها في العملية.
ـ تجنّب التنظيم عبارات كان يحرص على استخدامها عند حديثه عن النظام السعودي، مثل عبارة «آل سلول» وغيرها.
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا