صحيفة بريطانية: تهوّر محمد بن سلمان سينهي دور السعودية الإقليمي
يمنات – صنعاء
قالت صحيفة «ميدل إيست أوبسيرفر» البريطانية، إن العائلة السعودية المالكة، تملك الآن مَلِكًا مستقبليًا بعد أن أصبح الأمير محمد بن سلمان وليَّ العهد الأول، بما يؤهله ليكون الملك الجديد.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن الملك سلمان، الذي تولّى قيادة الدولة بعد وفاة شقيقه الملك عبدالله في 2015، عيّن ابن أخيه محمد بن نايف وليًّا للعهد ووضع ابنه في المركز الثاني؛ منذ ذلك الوقت بدأ صراع سلطة في الرياض بين الشابين، ظهرت منه قوة الأمير محمد بن سلمان بمساعدة والده؛ ما جعل الجميع يتوقع أن هناك تغييرًا قادمًا في الطريق.
تلفت الصحيفة إلى أن الأمير محمد بن سلمان، الذي خطّط لغزو اليمن ووضع «خطة 2030» وساهم في نقل الجزيرتين المصريتين إلى السعودية، تمكّن أخيرًا من تأمين وصوله إلى السلطة؛ بمساعدة والده والدعم الاستراتيجي الذي تلقّاه من ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.
لم يكن تعيين الأمير محمد بن سلمان أمرًا مفاجئًا، خاصة في تركيا وأميركا. على النقيض، رأى صناع قرار في العالم أن الأمير السعودي محمد بن سلمان أصبح أقوى؛ ما سيجعل اتّخاذ القرارات في السعودية أكثر فعالية.
اعتبر البعض أن صعود محمد بن سلمان جاء بسبب علاقاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبرين أن التوازن الجديد في العائلة المالكة السعودية جاء بمساعدة الرئيس الأميركي. في الوقت نفسه، يعدّ ظهور الأمير الشاب وتعيينه في هذا المنصب، بجانب تعيين شباب في وظائف أساسية في الحكومة، دليلًا على ظهور جيل جديد في الرياض.
تضيف الصحيفة أن «صغر سن محمد بن سلمان وطموحه ساهما في تزايد الشكوك بشأن مستقبل قرارات الرياض في المنطقة؛ خاصة بعد أن تسبّبت علاقته مع الأمير الإماراتي في بداية حملة للتخلص من الحركات الإسلامية الديمقراطية مثل الإخوان المسلمين، بجانب الحملة العسكرية الفاشلة في اليمن وحصار قطر؛ ما أدّى إلى قلق الأطراف الإقليمية».
تستكمل الصحيفة أن «أميري السعودية والإمارات، بعد تشجيع ترامب لهما في قمة الرياض، يمكن أن يُصعّدا من جهودهما لقيادة المنطقة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى سياسة خارجية أقوى تجاه إيران؛ خاصة مع تركيز واشنطن على التشجيع لعزل طهران من المنطقة».
رغم ذلك؛ إلا أن استمرار سيطرة انصار الله على صنعاء على الرغم من حملات التفجير السعودية القوية، تثير شكوكًا بشأن قدرة الرياض على التفوّق في الحروب.
إضافة إلى ذلك، لم تُظهر السعودية أيّ قدرة على شراء الأسلحة التي طلبتها من أميركا؛ بسبب اقتصادها الذي تدهور بعد أزمة البترول.
لذا؛ يجب على الرياض أن تكون واقعية بشأن قدراتها الاقتصادية والعسكرية عند الحديث عن مشاريع قوية، فمبادرات السياسة الخارجية التي تعتمد على المغامرة وتشجعها أميركا والإمارات يمكنها أن تقلل من قوة السعودية الإقليمية وتثير مخاوف بشأن قدرة الدولة على النجاة إقليميًا.
ترى الصحيفة أن الأمر يتطلب جهودًا كبرى للتوفيق بين أولويات واشنطن والوضع الفوضوي في الخليج، معتبرة أن أحدث تصريح لوزارة الخارجية الأميركية بشأن قطر الأسبوع الماضي توضّح ذلك بعد أن شككت في دوافع السعودية والإمارات بشأن اتهاماتهما لقطر.
تضيف الصحيفة أن تأثير إدارة ترامب على الشرق الأوسط يمكن أن تكون له عواقب جدّية على الأرض، مؤكدة ضرورة إعادة تقييم دول الخليج لطموحاتها وقدارتها بالنسبة إلى الواقع وفق الظروف الحالية.
المصدر: رصد
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا