قصة غياب محمد بن سلمان عن قمة العشرين.. ترقّب الانقلاب المضاد
يمنات – صنعاء
محمد بن سلمان محاصر في السعودية، هذه ليست مجرد أخبار وتكهنات بل إن قمة العشرين أثبتت بشكل قاطع هذا الأمر، فالمراهق الذي بلغ هدفه وتمكن من تنحية ابن عمه والإمساك بولاية العهد بات خائفا يترقب الانقلاب المضاد عليه وعلى والده سلمان. فما الذي يحصل في أروقة قصور آل سعود وما الذي جعل سلمان وابنه يمتنعون عن حضور قمة العشرين في ألمانيا التي تتغنى السعودية بعضويتها.
إذا وبعد أكثر من سنتين كان فيهما محمد بن سلمان الممثل الرئيسي للسعودية في المحافل الدولية، حيث جال معظم أنحاء العالم في حركة تمهيدية وتسويقية لشخصه لتولي ولاية العهد السعودي يبدو أنه وبعد أن حقق ما أراده بات محاصرا في مملكة الرمال السعودية خائفا من الخروج ومترقبا للحظة ينقض عليه أبناء عمه وأقرب الناس إليه.
حاول النظام السعودي تبرير عدم حضور سلمان لقمة العشرين التي تجري اليوم وغدا في هامبورغ الألمانية بسبب الأزمة السعودية القطرية المستعرة في الخليج، كما ألمح بعض الإعلام المقرب من آل سعود إلى أن الحالة الصحية لسلمان لا تسمح له بالمشاركة دون تقديم أي مبرر لعدم حضور محمد بن سلمان خاصة أنه أصبح ولي العهد الفعلي. وهذا مؤشر مهم يؤكد أن الأخبار التي تتحدث عن خوف من انقلاب مضاد أمر حقيقي وليس مجرد تكهنات.
فطبق الأعراف السعودية يجب على الملك حضور القمم وخاصة الدولية، وإلا فولي العهد هو الذي ينوب على رأس وفد رفيع المستوى، وقمة العشرين الاقتصادية تعتبر من أهم فرص محمد بن سلمان للاستفادة منها والتباحث مع قادة العالم خاصة أنه صاحب نظرة 2030 السعودية الاقتصادية والحاكم الفعلي للبلاد حتى قبل توليه ولاية العهد، ولذلك فإن خطبا كبيرا وراء عدم المشاركة، وموضوع الأزمة مع قطر هو عذر لا يمكن تصديقه.
وحول الأزمة مع قطر فمن المفترض أن تتناول القمة في جدول أعمالها موضوع بحث مكافحة الإرهاب وداعميه إضافة إلى أزمة السعودية وقطر، ولذلك كان يمكن لسلمان وابنه استغلالها في التسويق لمقاطعة قطر التي بدأوا فيها مع بضع دول أخرى.
أما عن تفاصيل الانقلاب المضاد الذي يقض مضجع بن سلمان فتقول المعلومات أن متعب بن عبد الله قائد الحرس الوطني هو الذي يشكل هذا الخطر، خاصة أن الحرس الوطني يمثل جيشا موازيا للجيش السعودي ويضم أكثر من 150 ألف مقاتل من قبائل سعودية إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأمراء السعوديين المهمشين من قبل الفئة الحاكمة اليوم من آل سعود.
وتشير المعلومات إلى أن متعب صاحب نفوذ قوي وحقيقي داخل الحرس الوطني، ولديه من الولاءات والقوة ما حال دون أن يجرؤ سلمان على تنحيته في مسيرة التمهيد لتولي محمد ولاية العهد. حيث أن البعض يعتبر أنه كان من المنطقي تنحية متعب عن منصبه قبل تنحية محمد بن نايف ولي العهد في حينها. ولكن ولأسباب تتعلق بنفوذ وقوة متعب فضل سلمان وابنه تنحية بن نايف أولا على المساس بمتعب.
طبعا بعد قرارات سلمان الأخيرة وانقلابه على أسس الحكم التي أرساها أسلافه كان الخوف من أن يقوم بن نايف بانقلاب مضاد، احتمالات هذا الأمر باتت ضعيفة خاصة بعد وضع بن نايف تحت الإقامة الجبرية والتغييرات التي طالت وزارة الداخلية التي تربع عليها بن نايف لسنوات.
المغرد الشهير مجتهد كشف سيناريو آخر يخاف منه بن سلمان، حيث نشر مجتهد قائلا: يتنامى حراك في العائلة للاصطفاف خلف “أحمد بن عبد العزيز” وإقناعه باستلام القيادة وإصدار بيان بعدم أهلية الملك سلمان للحكم بسبب وضعه الصحيّ وبطلان قرار تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد.
هذه التوقعات يعززها السخط الكبير وسط شريحة كبيرة من أمراء آل سعود، بسبب السياسات التي اعتمدها سلمان وابنه خلال السنتين الماضيتين، وفشل بن سلمان في حرب اليمن وإدخال البلاد اليوم في أزمة يعتبرها كثيرون غير مجدية مع دولة قطر، كل هذه الأمور أراد سلمان أن تكون رافعة لابنه المتهور ففشل فيها ومع ذلك لا زال مصرا على تسليمه الحكم رغما عن الجميع.
كلها أخطار لا زالت تتهدد حكم سلمان وابنه، وقد يكون هذا السبب وراء الحديث عن نية سلمان تسليم الحكم لابنه قبل موته، خوفا من فوضى تمنع الشاب المراهق من تولي الملك، وقد تكون الأيام القليلة المقبلة تحمل للسعوديين هذه المفاجئة التي باتت محتملة جدا، طبعا إذا لم يسبقها الانقلاب المضاد الذي يجري الحديث عنه.
يعزز هذه التوقعات تقارير كثيرة لصحف عالمية ومراكز أبحاث مرموقة، إضافة إلى تحذيرات أطلقتها أجهزة استخبارات غربية اعتبرت أن سياسات بن سلمان تجاوزت الخطوط الحمر مما سيؤثر على الاستقرار السياسي الداخلي في السعودية. وفي نفس السياق استبشر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي خيرا للكيان الإسرائيلي بقدوم محمد بن سلمان ولكنه تخوف من خصومه في الداخل وشكك بقدرات الشاب على إدارة السعودية في ظل المخاطر التي تتهددها.
المصدر: الوقت