صحيفة بريطانية تكشف عن مذكرة سرية لخطة “تاتشر” الكيميائية ضد صدام حسين
يمنات
كشفت مذكرة بريطانية رفع عنها صفة السرية مؤخرا، بأن رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر خططت لتهديد الرئيس العراقي صدام حسين بالسلاح الكيميائي بعد توغله في الكويت عام 1990، مؤكدة تصدي وزير الدفاع الأمريكي في حينها “ديك تشيني” لخطتها. وفق ما نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وقالت “الفاينانشال تايمز”، التي نشرت المذكرة، إن مثل هذه اللعبة عالية المخاطر كانت تهدد بدفع بريطانيا لاستخدام الأسلحة الكيميائية لأول مرة منذ عام 1919.
واعتبرت الصحيفة أن لجوء تاتشر إلى مثل هذه الخطة ردا على التوغل العراقي في الكويت في عام 1990، يدل على قوة نزعة حكومتها نحو معسكر “الصقور” خلال أيامها الأخيرة في السلطة.
وتكشف الوثائق السرية أن وزير الدفاع الأمريكي ديك تشيني، الذي كان بعيدا عن معسكر “الحمائم”، تصدى لخطة تاتشر، واستفسر منها عما إذا كانت مستعدة لدراسة خيار استخدام السلاح النووي.
وذكرت “فايننشال تايمز” أن بريطانيا بعد مرور 3 سنوات على رحيل تاتشر من منصب رئيس الوزراء في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1990، وقعت على الاتفاقية الدولية الخاصة بحظر الأسلحة الكيميائية. ولذلك كان باستطاعة تاتشر، نظريا، أن تستخدم هذا النوع من الأسلحة.
وذكرت الصحيفة أن تاتشر قضت أشهرها الأخيرة في السلطة في محاولات بائسة لحشد الدول الغربية والعربية لمواجهة صدام، بموازاة انخراطها في حل المشاكل الداخلية المتراكمة.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تؤكد التزامها بالدفاع عن سيادة الكويت، وآبار النفط السعودية. وهي اشتهرت آنذاك بكلامها الموجه إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، عندما حذرته من “التذبذب” تجاه صدام.
وتابعت الصحيفة: “كانت الأسلحة الكيميائية من بعض النقاط التي كانت تاتشر تختلف حولها مع الرئيس الأمريكي”. وذكرت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA استنتجت أن قوات صدام مستعدة لاستخدام الأسلحة الكيميائية إذا أصبحت على وشك الهزيمة وطردها من الكويت، لكن الوكالة كانت تعتقد أنه ستكون هناك “فترة إنذار قصيرة” قبل حدوث الهجوم الكيميائي.
لكن تاتشر قالت لـ تشيني في أكتوبر/تشرين الأول عام 1990: “علينا أن نقرر كيف سيكون ردنا. وإذا أردنا ردع هجوم كيميائي عن طريق التهديد بالانتقام بالطريقة نفسها، فيجب أن تكون بحوزتنا أسلحة كيميائية جاهزة”.
لكن تشيني رد على إصرار تاتشر بالتأكيد أن جورج بوش الأب يشعر باشمئزاز قوي تجاه استخدام الأسلحة الكيميائية. وأوضح أنه رغم عدم اتخاذ قرار نهائي يستبعد الخيار الكيميائي، كان القادة العسكريون الأمريكيون يميلون نحو الرد على الهجوم الكيميائي المحتمل من قبل صدام بهجوم واسع النطاق بالأسلحة التقليدية، وذلك لأنهم لم يملكوا “أي خبرة” في استخدام الكيميائي.
واستفسر تشيني خلال الحوار نفسه المسجل في المذكرة، من تاتشر حول احتمال موافقتها على دراسة استخدام السلاح النووي في سياق نزاع الخليج. وردت رئيسة الوزراء البريطانية قائلة، إنها تكره دراسة مثل هذا الخيار، وستستبعده بالتأكيد، على الرغم من “بقاء الأسلحة النووية دائما وسيلة مطلقة للردع”.
ولفتت الصحيفة إلى أن تاتشر لم تذكر هذا الحوار في مذكراتها، على الرغم من أنه سبق لها أن قالت بعد انتهاء أزمة الخليج في عام 1991، إنها لو تطلب الأمر، لكانت مستعدة لاستخدام النووي ضد العراق.
المصدر: وطن