من المستفيد من الانفلات الأمني في مدينة تعز..؟ وإلى أين يتجه الصراع الاخواني السلفي..؟ وهل ستلقي الأزمة الخليجية بضلالها على المدينة..؟
يمنات – خاص
تشهد مدينة تعز، جنوب غرب البلاد، انفلات أمني غير مسبوق، زادت وتيرته خلال الأسبوع الجاري، بتنامي عمليات الاغتيالات التي تستهدف عناصر المقاومة التي تسيطر على المدينة منذ أكثر من عام و نصف.
عمليات الاغتيالات توزعت على الأحياء المحيطة بشارع جمال، وسط المدينة، و جاءت بعد أيام من انتشار الشرطة العسكرية، و الذي اقتصر على شارع جمال فقط، بعد انتشار مجاميع “غزوان المخلافي” فيه، و سقوط ضحايا مدنيين جراء اطلاق النار العشوائي.
“خمس” حالات اغتيال شهدتها مدينة تعز خلال الأسبوع الجاري، بدأت بالناشط “ابراهيم الجبري” الذي تعرض لطلقات مسدس كاتم الصوت، أثناء مروره بساحة الحرية، غير أنه نجا الموت و اسعف إلى أحد مستشفيات المدينة، و ي اليوم التالي اغتيل بمدس كاتم للصوت، عمار الصراري، مرافق مدير جوازات تعز، أثناء حراسته لمنزل مديره، الواقع قرب بنك التسليف الزراعي، شرق ساحة الحرية. و في اليوم التالي اغتيل نجل قائد الشرطة العسكرية، جمال الشميري و مرافقه في شارع العواضي، ليجد مواطنون في اليوم الذي يليه جثة أحد منتسبي اللواء 170 مرمية في سائلة عصيفرة، و في اليوم التالي اغتيل مجند أخر ينتمي للواء 17 مشاة، في شارع مستشفى الثورة.
استمرار الاغتيالات في مدينة تعز و تزامنها مع الانتشار المحدود للشرطة العسكرية في شارع جمال، يراها البعض مجرد ذريعة لنشر الشرطة العسكرية، المخترق من قبل تنظيم داعش، في كافة أجزاء المدينة و تسليمها كافة المرافق الحكومية، بدعم خفي من تجمع الاصلاح، الذي قامت قيادات تابعة له بتجنيد معظم منتسبي هذه الوحدة العسكرية.
مراقبون يرشحون الأوضاع في مدينة تعز إلى التصعيد بين الفصيلين الاخواني و السلفي في المقاومة من باب أن كل طرف يرى في نفسه أنه الأقوى في المدينة التي باتت تدفع ثمن صراع الفصيلين.
و أعتبروا أن الأزمة الخليجية ستلقي بضلالها أكثر على الصراع المحتدم بين الفصيلين في المدينة، كون الاصلاح المحسوب على قطر يرى في المدينة معقله، في حين بات الفصيل السلفي يرى ضرورة اخضاع المدينة لسيطرته، مستندا إلى المزاج الشعبي الرافض لـ”الاصلاح” و مستفيدا من “الأخطاء” التي تمارسها مليشيات الاصلاح، خاصة في الجانب الاغاثي.
و بين صراع الفصيلين يتواصل الانفلات الأمني في المدينة، و الذي يستفيد منه التنظيمات الارهابية “القاعدة” و “داعش” و التي باتت تتحرك في أحياء المدينة بشكل علني، فيما تنقل نشاطها بشكل متسارع إلى الريف المحيط بها، و على الأخص الريف الشمالي الغربي.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا