ولد الشيخ في احاطته لمجلس الأمن يتحدث عن خطة الحديدة وتجار الحروب ودعوته لطرفي صنعاء ومطار صنعاء وتحييد مسار السلام واستهداف المدنيين
يمنات – صنعاء
قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، إن الوضعَ السياسي في اليمن حَرجٌ و دقيق ويقوّض مؤسسات الدولة.
و دعا ولد الشيخ، في إحاطته في جلسة مجلس الأمن الدولي الاستثنائية، الجمعة 18 أغسطس/آب 2017، إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع وقوع اليمن أكثرَ في مستنقع العنف و الأوبئة و المجاعة.
و أشار إلى أن الموت يعصف باليمنيين جوا و برا و بحرا، عوضا عن الأمراض و الأوبئة التي شهدت معدلات غير مسبوقة.
و قال: من لم يقتلهُ داءُ الكوليرا، يعاني حتماً مِن نتائج الكوليرا السياسية التي أصابتْ اليمن و التي مازالت تعيق مساره نحو السلام.
و أكد ولد الشيخ إن الاجماع لا يزال كاملاً على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، و دعم مسار السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة تحت إشراف الأمين العام.
و لفت إلى أن وحدة الصف الدولية لدعم التسوية السلمية في اليمن على كافة المستويات. منوها إلى أن أطراف النزاع يفوتون الفرصة تلو الأخرى.
و كشف ولد الشيخ أنه وجه دعوة للمؤتمر الشعبي العام و أنصار الله، إلى الاجتماع معه في بلد ثالث للتباحث حول المقترحات التي طرحت خلال مفاوضات الكويت.
و قال: طريق اليمن نحو السلام واضح، و المقترحات العملية للسير فيه جاهزة، بما يؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة، وبناء الثقة بين الأطراف.
و أعتبر أن تجار الحروب في اليمن لا يريدون السلام. لافتا إلى أن إلقاء اللوم على الأمم المتحدة و مبعوثها أو على المُجتمع الدولي لن يصنع السلام.
و نوه ولد الشيخ إلى أن التأجيل و التبرير و التهويل الإعلامي لا يُنهي الحروب، و إنّما يزيد من عمق الشرخ الحاصل.
و رأى أن من يريد السلام يخلق الحلول ولا يفتّش عن المبررات. حاضا أطراف النزاع على القبول بإجراءات ترمي إلى المحافظة على مؤسسات الدولة الحيوية، و المساعدة في المرحلة الأولى على تأمين تدفق المساعدات الإنسانية، و دفع المرتبات لموظفي الدولة والحد من تهريب السلاح.
و قال: المقترح المطروح بشكل أساسي يهدف إلى ضمان استمرار عمل ميناء الحديدة دون انقطاع، و بشكل آمن، كونه الشريان الأساسي للاقتصاد اليمني.
و ذكر ولد الشيخ بخطته المقترحة بشأن الحديدة، مبينا أنها خطة عملية ترتكز على تسليم الميناء إلى لجنة يمنية، من شخصيات عسكرية واقتصادية، تحظى بقبول واسع، وتعمل تحت إشراف وإرشاد الأمم المتحدة.
و قال: الأمم المتحدة تعمل مع الفرقاء على إعادة فتح مطار صنعاء، و هو جانب حيوي وأساسي من المقترحات ليتمكن الجرحى والمرضى والطلاب من السفر، ولتيسير عمليات الاستيراد والتصدير وتحسين وضع المواطن اليمني.
و دعا ولد الشيخ كافة الأطراف المتصارعة في تعز إلى الانخراط إيجابياً مع مطالب ممثلي المجتمع المدني بإعادة فتح الطرقات من و إلى تعز، لتسهيل حركة اليمنيين والمؤن الإنسانية والتجارية.
و حذر من أن المعاناة الإنسانية في تعز تجاوزت كافة الحدود، وعلى الأطراف المسؤولة العمل بشكل عاجل لتخفيف المعاناة والوفاء بالتزاماتها، بموجب القانون الدولي وقيم التضامن والتعاطف العريقة التي طبعت المجتمع اليمني منذ الأزل.
و اعتبر أن مقترحاته ستشكل خطوة مهمة لبناء الثقة بين الأطراف، ومرحلة أولى نحو تجديد وقف الأعمال القتالية، واستئناف المباحثات لإيجاد حل شامل، مكون من شقين أمني وسياسي، بناء على مفاوضات الكويت. مؤملا مبادرة أطراف الصراع إلى تبني مقترحاته بأسرع وقت ممكن.
و لفت ولد الشيخ إلى أن اليمن يعيش لحظات حرجة وصعبة يدفع المدنيون فيها الثمن الأكبر.
و قال: من لم يمت بالحرب، قد يموت من الجوع أو المرض، مع تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقم الحالة الإنسانية. مضيفا أن 28 مدنياً في اليمن قتلوا في غارات جوية، خلال يوليو الماضي وأغسطس الجاري.
و اتهم ولد الشيخ، طرفي صنعاء بإلحاق خسائر فادحة بالمدنيين جراء قصف الأحياء السكنية في مدينة تعز، و إطلاق صواريخ باليستية باتجاه السعودية.
و قال: التقارير تفيد بوقوع هجمات على سفن في ميناء المخا، و هو دليل آخر على التهديد المتزايد للأمن البحري في البحر الأحمر؛ و يعرض الإمدادات الإنسانية والتجارية للخطر.
وأكد أن الدعم الدولي للحل الكامل والشامل ولجهود الأمم المتحدة لم يتزعزع. مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتحييد المسار الإنساني، ومنع البلاد من الوقوع أكثر في مستنقع العنف والأوبئة والمجاعة وأزمات أخرى كان وما يزال من الممكن تفاديها والحد من انتشارها.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا