ما وراء تمزيق صور “صالح” في ميدان السبعين بصنعاء..؟ وماذا عن اتهام “الصوفي” ونفي “الحوثي”..؟
يمنات – صنعاء – خاص
أثار تمزيق لافتات عملاقة عليها صور الرئيس السابق “صالح” بميدان السبعين، جنوب العاصمة صنعاء حالة من التذمر و الغضب في أوساط المؤتمريين.
و طال التمزيق لافتتين عليهما صورتين لـ”صالح” و رفعتا ضمن الحملة الاعلامية للمؤتمر الشعبي العام استعدادا لاحتفاله بالذكرى الـ”35″ لتأسيس الحزب.
و تعرضت اللافتتان للتمزيق مساء السبت 19 أغسطس/آب 2017، عقب خطاب لزعيم أنصار الله، عبد الملك الحوثي، وصف بالخطاب الناري تجاه شريك جماعته في التحالف المواجه للعدوان، و ان كان لم يشر له صراحة.
تمزيق اللافتتان جاء بعد يوم من جدل اثارته صورة نصبت على لافتة في ميدان السبعين، يظهر فيها هادي إلى جانب صالح، أثناء تسلم الأول السلطة من الثاني في دار الرئاسية في العام 2012. قال مدير المركز الاعلامي للمؤتمر أحمد الحبيشي ان “صالح” وجه بسحبها”.
حنق مؤتمري واضح من عملية تمزيق الصور بدت واضحة لدى اعلاميي المؤتمر و ابرزهم نبيل الصوفي، الذي كتب على حسابه في الفيسبوك (بذي الطريقة ياعم عبد الملك ما شتحكموش) و هو توجيه لاتهام التمزيق نحو أنصار الله.
و بالمقابل قال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا لأنصار الله، إن هذه الأفعال ليست من أخلاقهم. مذكرا بأنهم عانوا من التمزيق في الأعوام السابقة خلال انتصار ثورة 21 من سبتمبر 2014.
الاتهام و النفي يضع سؤالا حول من يقف خلف عملية تمزيق صور السبعين..؟ خاصة و أن الصور مرفوعة على لافتات عملاقة و الوصول لها يحتاج إلى سلم، فكيف تم التمزيق و العبث في وقت تتواجد حراسة في ميدان السبعين، عوضا عن أن عملية التمزيق جاءت في وقت تعيش فيه العاصمة صنعاء حالة من التوتر بين الشريكين، خاصة بعد خطابي الحوثي و صالح، حيث جاء خطاب الثاني ردا على خطاب الأول، و هو ما يستدعي تكثيف حراسة الميدان.
و بين اتهام “الصوفي” و نفي “الحوثي” يبقى الحديث عن وقوف طرف ثالث خلف العملية وارد، لكن يضع تساؤلات كيف تمكن هذا الطرف من الوصول إلى اللافتات في ظل ظل وجود حراسة للميدان.
الاحتقان قائم بين الشريكين، و الذي بدأ يأخذ منحى متصاعد بعد اعلان المؤتمر عن الاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيسيه، و يزداد هذا الاحتقان بشكل يومي مع اقتراب موعد الاحتفال الذي سيصادف الخميس القادم 24 أغسطس/آب 2017.
حالة عدم الثقة هي الأخرى تظهر بشكل واضح بين الشريكين، ظهر ذلك من خلال اعلان رئيس اللجنة الثورية عن ساحات اعتصام للحشد و رفد الجبهات في مدخل العاصمة صنعاء، و هو اجراء لجأ اليه أنصار الله كنوع من التأمين لتواجدهم في داخل العاصمة، و هو اجراء احترازي تحسبا لأسوء الاحتمالات يوم الخميس القادم.
حالة الاحتقان و عدم الثقة بين الشريكين اتضحت بشكل جلي في خطابي الحوثي و صالح يومي السبت و الأحد 19 و 20 أغسطس/آب الجاري، لكن الاحتقان ليس وليد اللحظة و انما جاء بعد الشراكة بين المكونيين في حكومة الانقاذ و قبلها المجلس السياسي، لتأتي الأزمة الخليجية و تلقي بضلالها على الأزمة و الحرب في اليمن، و التي انتقلت إلى داخل المعسكرين المحليين الموالي و المقاوم للتحالف السعودي، و في المعسكر المقاومة للتحالف بدأ أنصار الله أكثر تعاطفا مع قطر في حين كشف المؤتمر صراحة و في بيان رسمي عن موقفه المناوئ لقطر انعكاسا لموقفها الداعم للاخوان “تجمع الاصلاح” في ثورة 2011 التي اطاحت بصالح من الحكم و حولت المؤتمر إلى نصف حاكم، و بدأ المؤتمر بذلك و بشكل ضمني اقرب إلى الامارات. فهل سيفوت شريكي تحالف صنعاء ما ينتظره التحالف السعودي..؟
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا