موقع استخباراتي بريطاني: انشقاق تحالف صنعاء يهيئ الظروف المواتية للتوصل إلى تسوية سياسية سلمية يمنية تصب في صالح الرياض وأبو ظبي
يمنات – صنعاء
اعتبر موقع “ستراتفور” الاستخباراتي البريطاني تفاقم الخلافات بين قطبي صنعاء يشكل تهديد للتحالف بينهما و الذي قام على أرضية صلبة، بعد سيطرة أنصار الله على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014.
و أشار إلى أن الحرب التي تقودها السعودية في اليمن مثلت دافعاً للتعاون بين الحليفين رغم الخلافات التاريخية بينهما.
و قال: خلافاً لكل الرهانات بانهيار تحالف الحوثي – صالح في الأعوام الأخيرة، حققت القوات الموالية له مكاسب ميدانية كبيرة، بخاصة في مناطق الشمال اليمني، حيث شكلت القوة القتالية التي يتمتع بها أنصار الله إلى جانب وسائط القتال التقليدية بحوزة أنصار صالح، توليفة قوية و ذات تأثير في المعادلة السياسية و العسكرية في اليمن.
و أضاف: التوليفة خولت “أنصار الله” الاستفادة من خبرات صالح في الحكم والإدارة، ومن ولاء قطاعات واسعة ضمن المؤسسة العسكرية اليمنية للرئيس السابق، في مقابل إفادة حزب “المؤتمر الشعبي العام” من سيطرة الجماعة على صنعاء، ومن حضورها الجماهيري الكبير.
و أشار الموقع إلى أن التشققات بدأت تتسع بين الحليفين. معتبرا أن ذلك يرجع إلى اتساع رقعة التصدعات الناشئة بين الحليفين، ومحاولة كل منهما استغلال ظروف الأزمة في اليمن لتعزيز موقفه ومصالحه الأساسية.
و اعتبر الموقع أن ما زاد الأمر سوءاً، هو تآمر السعودية والإمارات ضد هذا التحالف من أجل تهيئة الظروف المواتية للتوصل إلى تسوية سياسية سلمية يمنية تصب في صالح الرياض و أبو ظبي، وفق شروط قد تشمل إعادة عائلة صالح إلى الحكم، في ظل برلمان يمني جديد.
و قال التقرير ان ما يميز حزب صالح هو أنه حزب سياسي عابر للطوائف والمذاهب والاثنيات المختلفة في اليمن، ويتمتع بعلاقات قوية مع دول الخليج، فيما يتميز أفراد “أنصار الله” بأنهم مختلفون عقائدياً وتنظيمياً عن نظرائهم في “المؤتمر الشعبي العام”، ويتمتعون بروح “محارب الجبال” ومزايا “الملتزم دينياً”، ما يجعلهم شديدي المرونة في ظروف الحرب، و أقل مرونة على طاولة المفاوضات.
و أكد تقرير الموقع أن أي اختلال في تحالف الحوثي – صالح سوف يحمل معه ضرراً كبيراً للطرفين، لا سيما لـ”أنصار الله”، الذين هم في موقف أكثر صعوبة من أنصار صالح، بحيث سوف يكونون مضطرين حينها إلى مواصلة القتال دون ظهير سياسي يعتد به، فضلاً عن تقلص قدراتهم العسكرية بشكل ملحوظ، في حال انفض التحالف بينهم وبين زعيم “المؤتمر الشعبي العام”.
و أعتبر الموقع ان صمود حزب صالح في وجه الضغوط الخارجية والظروف الداخلية على مدى الأعوام السابقة، اثبت أنه طرف لا يستهان به، وصاحب وضعية أفضل من حلفائه، من أجل الدخول في مفاوضات مع خصومه الداخليين والخارجيين، وتليين مواقفه بما يفضي إلى إشراكه في حكومة انتقالية في اليمن عقب الحرب، بدعم من دول الخليج التي قد تكون أكثر ميلاً لتأييد هذه الخطة الانتقالية من أجل استمالة صالح إلى معسكرهم.
و رجح أن يكون المقصود من الحديث عن خطة لإعادة أحد أفراد أسرة صالح إلى حكم اليمن، هو نجل الرئيس اليمني السابق أحمد علي عبد الله صالح، على وجه التحديد.
و شدد على أن الرئيس اليمني السابق “صالح” لا يزال لديه الكثير من الأعداء على الساحة اليمنية، ما يجعل الخطة الرامية إلى منح نجله دوراً بارزاً في المشهد السياسي اليمني تثير العديد من الإشكاليات في الوضع الراهن.
و أشار إلى أن جهود الإمارات والسعودية حالياً تنصب على هدف رئيسي، يتمثل في البحث عن وجه قيادي يمني قادر على الدفع بالعملية التفاوضية قدماً، وكسر الحالة التي تعتري الأزمة اليمنية، بما يتيح لهما إعادة ترتيب الأولويات في ما يخص “الحرب على الإرهاب”.