دورالسفير الأمريكي السابق إلى إليمن في الحرب وقتل المدنيين اليمنيين
يمنات – صنعاء
يتلقى مدير معهد الشرق الأوسط، السفير الأمريكي السابق إلى إليمن جيرالد فيرستين تمويلا كبيرا من الخليج مقابل تأييده للحرب الكارثية على اليمن.
كما تلقى معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مؤثر في واشنطن، والذي حرض بحماس الحروب الأمريكية والتدخل العسكري في الشرق الأوسط، عشرات الملايين من الدولارات من أنظمة الخليج الاستبدادية.
وكان معهد الشرق الاوسط، الذي يضم مسؤولين امريكيين سابقين، احد ابرز الاصوات في واشنطن دفاعا عن الحرب الامريكية-السعودية المشتركة على اليمن التي خلقت اسوأ ازمة انسانية على كوكب الارض، واسفرت عن مقتل الاف الابرياء وزجت بملايين المدنيين اليمنيين الى حافة المجاعة.
وبينما يتم عرض معهد الشرق الأوسط وموظفيه بشكل منتظم كخبراء من قبل وسائل الإعلام الكبرى، إلا أن ما لم يتم الكشف عنه هو أن واحدة من أنظمة الخليج التي تشن الحرب على اليمن – الإمارات العربية المتحدة – تمول المعهد الذي يدافع بشدة عن حربها الكارثية.
وتظهر أحدث التقارير السنوية المتاحة من معهد الشرق الأوسط من عامي 2012 و 2013 أن المنظمة قد تلقت تمويلا كبيرا من الإمارات والسعودية وقطر وحتى من وزارة الخارجية الأمريكية. إضافة إلى تلقيه تمويلا من كان كبار الممولين الآخرين من مصنعي الأسلحة بما في ذلك شركة نورثروب غرومان، ورايثيون وبي ايه اي سيستمز، جنبا إلى جنب مع شركات الوقود الأحفوري مثل شيفرون وإكسون موبيل والبنوك مثل جولدمان ساكس.
ولم يتأثر مدى دعم النظم الخليجية لمركز الأبحاث حتى أغسطس من هذا العام، عندما حصلت صحيفة “ذي انترسيبت” الامريكية، على تسريبات رسائل إلكترونية من يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في الولايات المتحدة ودبلوماسي بارز في واشنطن بين عامي 2016 و 2017، وتعهدت دولة الإمارات بتقديم 20 مليون دولار إلى معهد الشرق الأوسط، وفقا للبريد الإلكتروني.
وقد أدى هذا الكشف، لبدأ المراقبين بواشنطن في نبش الملفات والكشف عنها للجمهور. وأصدر روبرت نيمان، مدير مؤسسة “جاست سيكوريتي” للسياسات الخارجية، عريضة يدعو فيها مكتب التحقيقات الفدرالي للتحقيق في معهد الشرق الأوسط حول تمويله من الإمارات العربية المتحدة والسعودية، وعلى وجه الخصوص للنظر في ما إذا كان مركز الأبحاث هذا ينتهك قانون تسجيل وكلاء الأجانب.
وفى مارس، دافع فيرستين، وهو سفير أمريكي سابق في اليمن يشغل الآن منصب مدير شؤون الخليج والعلاقات الحكومية في معهد الشرق الاوسط، بناء على دعوة من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، عن بيع الاسلحة الامريكية الى السعودية لاستخدامها في الحرب على اليمن. وفي يونيو، أدلى بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، لمناقشة العلاقة الأمريكية السعودية.
ويبدو أن فيرستين كذب على الكونغرس حول علاقته بالانظمة الخليجية. وفي استمارة الكشف المطلوبة، ادعى أن “معهد الشرق الأوسط” لم يتلق أي عقد أو مدفوعات مقدمة من حكومة أجنبية تتعلق بموضوع جلسة الاستماع.
ومع ذلك، لعبت دولة الإمارات والسعودية دورا قياديا في الحرب على اليمن، ويبين تقرير “ذي انترسيبت” أنها مولت المعهد بملايين الدولارات للدفاع عن الحرب الكارثية في اليمن.
واعتبارا من 20 اغسطس، جمعت العريضة التي اصدرها روبرت نيمان، مدير مؤسسة “جاست سيكوريتي” للسياسات الخارجية، والتي دعت مكتب التحقيقات الفدرالي الى التحقيق، اكثر من خمسة الاف توقيع.
كيف يلعب فيرستين في وسائل الإعلام
وقد كشف “ألترنيت” سابقا كيف تعمل الأنظمة الخليجية المدعومة من الولايات المتحدة مع وسائل الإعلام لدفع وتحريض الحرب على اليمن. في هذا التحقيق الأخير، سنعرض كيف لعب جيرالد فيرستين، مدير شؤون الخليج والعلاقات الحكومية في معهد الشرق الأوسط.
وكثيرا ما يبرز فيرستين من قبل وسائل الاعلام الرئيسة كخبير في الشرق الأوسط، على الرغم من أنه لم يكشف أبدا أن مركزه الفكري يتم تمويله من قبل أنظمة الخليج والحكومة الأمريكية.
وقد أعطت وسائل الإعلام الدولية بشكل فاضح فيرستين منصة للدفاع عن التدخل العسكري الأمريكي الخليجي في اليمن. وقد كتب مقالات في مجلة “فورين افيرز”، المجلة المؤثرة التي ينشرها مجلس العلاقات الخارجية، وموقع “ديفنز وان” المختص بالاسلحة والشركات المصنعة.
وقبل انتقاله إلى معهد الشرق الأوسط، كان فيرستين شخصية رئيسة في المؤسسات الخارجية للولايات المتحدة، حيث عمل لمدة 41 عاما. كان مسؤولا مؤثرا في وزارة الخارجية، حيث شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى.
ومن عام 2010 إلى عام 2013، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، عمل فيرستين أيضا سفيرا للولايات المتحدة في اليمن. وقبل ذلك، عمل في المملكة العربية السعودية وإسرائيل وباكستان ولبنان وعمان وتونس، وهو متخصص في ما يسمى بسياسة مكافحة الإرهاب.
ادوار فيرستين القذرة
*الدفاع عن مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى أنظمة الخليج التي تستخدم في قتل المدنيين في اليمن
كان فيرستين مؤيدا ثابتا لصفقات الأسلحة الأمريكية مع أنظمة الخليج لاستخدامها في الحرب على اليمن. وفي تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” في مارس، كشف ان فيرستين دعم خطط إدارة ترامب لبيع ما يسمى بالأسلحة الدقيقة للمملكة العربية السعودية.
وقال فيرستين “ان وجهة نظري هي انه يتعين علينا ان نكون قادرين على بيعها”. وبرر بيع المزيد من الأسلحة على أسس إنسانية مفترضة، مدعيا، “يجب أن نقدم المزيد من المساعدة، والمزيد من الدعم، لوقف القيام باعمال غبية”.
هذه الحجة، التي استخدمها فيرستين أيضا في شهادته أمام الكونغرس، ادعى مسبقا أن التحالف يقتل فقط المدنيين عن طريق الخطأ. غير أن التقارير تشير إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية قد استهدف عمدا المدنيين والمناطق المدنية في اليمن.
ويقول الخبراء والتقارير الموثوقة من منظمات دولية، أن أكثر من ثلث الضربات الجوية من قبل التحالف السعودي المدعوم امريكيا، استهدفت مناطق ومنشئات مدنية في اليمن، ويقول الخبراء إن الغارات الجوية للتحالف استهدفت عمدا إنتاج الأغذية والزراعة في البلد الفقير. كما شن التحالف ضربات مزدوجة على مناطق مدنية مثل قاعة العزاء في العاصمة صنعاء ومرفق طبي لمظمة اطباء بلا حدود.
*دعم التصعيد الكارثي للحرب الأمريكية – الخليجية على اليمن
وكان فيرستين داعما قويا لخطة التحالف بقيادة السعودية بالهجوم على ميناء الحديدة الحيوي، وحذرت منظمات حقوق الانسان من ان الهجوم على الميناء سيدفع ملايين اليمنيين الى حافة المجاعة.
ويدخل ما يقارب 70 إلى 80 في المائة من إمدادات اليمن الغذائية والمساعدات الإنسانية والوقود عبر ميناء الحديدة. المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أرادتا الاستيلاء على الميناء من أجل خنق حركة الحوثيين وحلفائهم. وكانت الحكومة الامريكية منقسمة داخليا حول ما اذا كانت ستنفذ الهجوم أم لا. وقالت المنظمات الانسانية ان الهجوم سيؤدي بالتأكيد الى المجاعة الجماعية والموت.
وكان فيرستين أحد أبرز مؤيدي العملية السعودية – الإماراتية. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عنه بانه يدعم خطة الهجوم على الحديدة وادعى انها “تخفف الازمة الانسانية”.
وفي تقرير حول هذه المسائلة في مارس، سلطت صحيفة “المونيتور” الامريكية، الضوء على وجهات النظر المتضاربة للخبراء الأمريكيين. وحذر اريك بيلوفسكي المدير السابق لمجلس الامن القومي في شمال افريقيا واليمن من ان “التحرك ضد ميناء الحديدة قد يؤدي الى عواقب انسانية فظيعة”.
وقال جيريمي كونينديك، وهو مسؤول سابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لـ”المونيتور” إنه سيكون كارثيا من حيث الأثر الإنساني إذا عطل التحالف خط أنابيب المساعدات وخط الأنابيب التجارية التي تمر عبر هذا الميناء”، وحذر من أن ذلك سيجر البلاد الى حافة المجاعة.
لكن فيرستين أصر على خلاف ذلك. وقال للمونيتور: “إذا تمكن – السعوديون – من السيطرة على الحديدة .. ثم إصلاح الأضرار التي لحقت بالميناء وتشغيله وتوفير وصول غير مقيد لمنظمات الإغاثة الإنسانية، فقد تكون وسيلة لمعالجة الازمة الانسانية”.
*الاشادة بسياسة ترامب مع السعودية التي تطالب بتغيير النظام السوري
وقال فيرستين في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” في مايو الماضي ان “زيارة ترامب الى السعودية كانت ايجابية جدا”. واضاف ان قادة الخليج “يقدرون الجهود” مشيرا الى ان “اللغة القوية ضد ايران كانت موضع ترحيب ومطمئنة”.
وأشار إلى أن المزيد من الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن “جزء من الجهود الرامية الى تعزيز استراتيجية احتواء خطر ايران”.
كما أشاد فيرستين بترامب في أبريل لشن هجوم صاروخي على قاعدة جوية تابعة للحكومة السورية.
المصدر: وكالة خبر