نكباتنا بعمر الوطن ..
يمنات
اسيا الصراري
عاد 21 سبتمبر وددت هذه المرة أيضاً أن أستجمع كل مفرداتي و أن أكتب عن نكبة وطن نكبة الواحد والعشرين من سبتمبر كما أعتدنا تسميته نحن معشر الجمهوريين.. الكافرين بإنتصارات الحوثي من سار على نهج صالح كغيره من أولئك المتأمرين على الوطنِ حتى غدا جسداً نحيل شاحباً مصفراً محتضراً…
توقفت أفكر فيه وبنكبات أخرى لحقتنا فأحترت حينها عن أي نكبة أتحدث!
هل أخص بالذكر نكبة 21 سبتمبر.. أما أسرد تواريخ النكبات بمجملها فقد غدت كل التواريخ تشير إلى نكبات لا يتبعها إنتصارات منذ إن مضوا بوطننا إلى متاهات النكبة التي لم يعرف بعدها سبيلاً للإنتصارات.. حتى تواريخ إنتصاراتنا يسعون بقوة لتشويهها وإسقاطها لقاعِ النكبة.
وأن أستجمعت كل مفردات لغتي لأصف بها الواحد والعشرين من سبتمبر المشئوم على وطني لفُتحت لي أبواب النكبات على مصرعيها فكل نكبة جرت أخرى لأجدني حائرة تائهة من اين ابدأ وبما أختم..وكيف لي أن أتحدث عن عمر النكبة؟
سأبدأ البحث وسأجدني أبحث عن عمر النكبات وحقائقها ومتسببيها في فضاءات الزيف والتظليل.. سأجدني أبحث عن حقيقة تائهة تنام في أحضان مغتصبيها ساسات بلادي .
أعترف حقاً أن كل مفردات اللغة تخونني حين أود التعبير عن نكبات وطني,تخونني كخيانة الساسة لأوطانهم التي يلقون بها إلى أحضانِ الضياع,حتى أولئك الذين يتغنون بأنهم ضحايا النكبات هم الأخرين شركاء ومن لم يكن شريك النكبة أسهم في إغراقِ الوطن بنكبة أعظم.
هذه المرة لن أتحدث عن عمر النكبة وأثارها..لن أتحدث عن عمق الجرح الذي طال وطننا فيها,لن أتغنى بأننا الضحايا,سأستجمع كل قوتي وأعترف بما نخشاه!جميعنا مسئولون عن ضياع وطننا..جميعنا مذنبون بحق الوطن وبحق الأجيال القادمة التي ستحتاج لعمرٍ أطول من عمر نكبات الوطن لتعالج أثاره ليصبح صالحاً للعيش لمن بعدهم.
هم جيلاً تعيس لا حياة وربما لا وطن لهم..جيلاً سيتحمل نتائج أخطائنا المتراكمة وسيفني عمره بتصحيحها وإعادة أعمار ما دمرناه وربما سيفني عمره تائهاً بين تاريخ وخرائط وطنه باحثاً عن وطنٍ كان فغدا بخبر كان بعدما قلصوه رويداً رويدا وتنازل البعض عن أجزاءٍ منه وربما عن كل أرجائه ليغدوا بعدما كان أساس أمة عربية فرعاً من فروع دول متورمة بخيرات بلادنا وربما بمسمى أخر بل بمسمياتٍ أخرى حين يمزقوه إرباً وتلتهمه جارات شقيقات أدعت حبها وسعيها لحماية اليمن والحفاظ على أمنها وإستقرارها حتى تمكنت منها.