الإقصاءات والإقصاءات المضادة..
يمنات
محمد عايش
فالإقصاء الذي طال شريحة بعينها بعد 26 تحول إلى جسر عبر عليه المقصيون ليصنعوا 21.
وفي حال استمر “العائدون” أو (السبتمبريون الجدد) في ممارسة الإقصاء المشابه فسيأتي من يصنع تاريخاً آخر ويقصيهم هم بدورهم.
تاريخ اليمن المعاصر هو سلسلة من الإقصاءات والإقصاءات المضادة.
وإذا لم يصل الجميع إلى قناعة كاملة بأن اليمن لجميع أبنائه، وأن الاستفراد بحكمه مسألة مستحيلة، فسنظل دائما بحاجة إلى تكرار هذه “السبتمبريات” إلى ما لا نهاية.
كانت العظمة الكامنة في 26 سبتمبر أنه منح اليمن لكل اليمنيين، ناقلاً إياه من أيدي نظرية دينية تحتكر حق الحكم والسلطة، إلى رحاب “المساواة” الكاملة .
فجاء من حاولوا النيل من تلك العظمة عبر تحويل “الجمهورية” إلى “إقطاعية”.. ثم ما لبثوا، ولو بعد أكثر من خمسين عاما، أن نُكبوا، ولكن دون أن يتمكنوا كليا من محو “الوعي السبتمبري” لدى الناس، وهو الوعي الذي يستعصي على المحو أصلاً.